بيروت ـ أحمد منصور
أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو «ان المسلمين في لبنان لا يفكرون ابدا في تهجير المسيحيين، مشددا على انهم يتمسكون بالتعايش المشترك، لافتا الى ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله اليوم سعد يدعوان دائما الى المناصفة المسيحية ـ الاسلامية، منددا بالبيانات المشبوهة التي وزعت في شرق صيدا، مشيرا الى انها من صنع عملاء اسرائيل الذين يهدفون الى زرع الفتنة والبلبلة، مشددا على ان القضية الفلسطينية ليست قضية طائفية بل هي قضية انسانية واخلاقية، مؤكدا ان الطائفية هي اخطر مرض في لبنان».
وقال الجوزو في تصريح لـ «الأنباء»: «ان اكبر خطأ يقع فيه اللبنانيون انهم ينظرون الى القضية الفلسطينية نظرة طائفية، فهذا لا يجوز، فكيف يأتي المهاجر من آخر الدنيا ونعطيه الجنسية، بينما عندما يلجأ الينا الفلسطيني نعلن عليه الحرب كما حصل في الماضي، ان لبنان ليس وطنا مسيحيا ولا اسلاميا ولا هو دولة مسيحية ولا دولة اسلامية، فلا يحق لاي فريق ان ينفرد ويعطي الجنسية أو يمنعها عن الآخر، ان الفلسطيني لا يطالب بالجنسية ولا بالتوطين، هو يريد ان يعود الى بلاده وان يعيش بكرامة، لذا نحن ندعو الى المساواة في المعاملة بين كل الذين هاجروا ولجأوا الى لبنان لأسباب انسانية».
وحول الانقسام في مجلس النواب بين النواب المسيحيين الرافضين لمشروع تحسين اوضاع الفلسطينيين وبين النواب المسلمين المؤيدين له قال الجوزو: «انا اغلط هذا الفريق الذي ظهر بمظهر طائفي خطير، ان الطائفية اخطر مرض في لبنان، فهذا الاصطفاف دل على ان الفلسطيني المسيحي يجري تجنسيه، واما الفلسطيني المسلم فيحارب ويحاصر ويضطهد، لذا فإن القضية ليست قضية مسلمين ومسيحيين، بل قضية انسانية وحضارية ولا أبدا لهذا الاصطفاف، وإلا فسيكون هناك ردة فعل طائفية من ناحية اخرى، نحن لا نريد ان نصل الى هذا المستوى من جديد فالحروب الطائفية جرت على لبنان الويلات ودمرت التركيبة اللبنانية». واضاف الجوزو «اننا لا نرضى بهذا الكلام من الحلفاء» فهذه الاصوات النشاز التي سمعناها تعلو في مسألة اعطاء الحقوق للفلسطينيين، نقول لها «لا تعيدوا الماضي، وقد جربتم الماضي وحصل ما حصل»، الفلسطيني لم يكن يريد الحرب في لنبان، ولم يأت الى لبنان من اجل ان يحارب اللبنانيين، ولكن الحرب فرضت عليه، فالمعالجة كانت في عهد رئيس الجمهورية آنذاك الراحل فؤاد شهاب كانت معالجة جيدة، ولكن عندما جاء الرئيس سليمان فرنجية بعده اختلطت الامور وتحولت القضية الى قضية طائفية وحرب طائفية، لذلك لا نريد ان نعود الى الماضي البغيض، ونريد معالجة القضية بموضوعية وعقلانية وبإنسانية.
وردا على كلام البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير حول هجرة المسيحيين من لبنان، أشار الجوزو الى ان اللبنانيين جميعا يهاجرون وليس المسيحيين فقط، وانه لو احصينا اللبنانيين الذين اخذوا الجنسية الكندية مثلا لوجدنا ان المسلمين اكثر، ان المسيحي يعامل معاملة طيبة وجيدة في كل البلدان العربية، فلا نحاول بأي شكل من الاشكال ان نستفز هذه الدول بمعاملة العرب معاملة سيئة على ارض لبنان.