- أمور كثيرة ستكشفها التحقيقات مع العميل قزي لها علاقة باغتيال الشهيد الحريري
- الأسطوانة القديمة انتهت وجنبلاط لا يمكنه التراجع لأن ظهره على الحائط
بيروت ـ اتحاد درويش
اعرب عضو القيادة القطرية لحزب البعث في لبنان النائب عاصم قانصو عن اسفه للمواقف التي اطلقتها بعض الاطراف السياسية على خلفية الاشكال الذي وقع بين اهالي عدد من البلدان الجنوبية وبعض وحدات القوات الدولية، ورأى ان اصحاب هذه المواقف حاولوا استغلال ما جرى وتوظيفه سياسيا وتظهير الموضوع وكأن الجنوبيين هم ضد هذه القوات، وتساءل عن مغزى المناورات العسكرية التي طلعت بها بعض وحدات هذه القوات دون علم الجيش اللبناني، وسأل لماذا حصل ما حصل في ظل وجود القيادة الجديدة لهذه القوات؟ وهل هي مدفوعة الى هذا التصرف؟ ولماذا لم يحصل ما حصل خلال فترة القيادة السابقة؟
تمثيلية القوات الدولية
واكد النائب قانصو في حديث لـ «الأنباء» أن لبنان يرفع شكاوى الى مجلس الأمن تتعلق بالخروقات الإسرائيلية اليومية على السيادة اللبنانية، لافتا الى ان الإشكال الذي حصل مع القوات الدولية كان القصد منه مساواة لبنان أمام الرأي العام العالمي بإسرائيل من خلال الإيحاء بأن توترا ما يحصل بين هذه القوات وأهالي الجنوب وأن اللبنانيين بحاجة لهذه القوات، ورأى أن القصد من وراء هذه التمثيلية تضمين التقرير الذي يعده ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان معلومات حول تشنجات تحصل بين اهالي الجنوب والقوات الدولية وشدد على العلاقات الجيدة التي تربط اهل الجنوب بالقوات الدولية لناحية المصاهرة والمصالح الاقتصادية.
واستغرب النائب قانصو الحملة التي يسوقها بعض السياسيين واتخاذهم الاشكال الذي وقع مع قوات اليونيفيل عنوانا لتصريحاتهم اليومية واتهام اهل الجنوب باستهداف اليونيفيل فيما يقللون من شأن القاء القبض على اهم صيد لمخابرات الجيش اللبناني التي القت القبض على اخطر عميل لإسرائيل، ورأى ان ما يلفت في هذا الموضوع تصريح وزير الدفاع الياس المر الذي حاول تجميل الصورة والقول ان هذا الرجل هو عميل فقط، ولا داعي لتضخيم الامور، مشيرا الى ان التحقيقات مع العميل شربل قزي الذي يعمل في شركة الفا للاتصالات ستؤدي حتما الى كشف امور كثيرة وربما ليس كل شيء لأن موضوع العمالة يرتبط بأكثر من شخص يكون بديلا لآخر خصوصا في موقع خطير كهذا، كانت الغاية رصد حركة المقاومة والجيش والسياسيين وخصوصا المعادين للخط الإسرائيلي والاميركي وابدى تخوفه من الاصوات التي تصدر عن بعض الجهات لاسيما القوات اللبنانية الذين هم في نفس دائرة العمالة واكد ان مخابرات الجيش ستذهب في تحقيقاتها مع العميل قزي الى النهاية وستنكشف خيوط كثيرة لها علاقة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي تقف وراء اغتياله اميركا واسرائيل.
العهد الأسود للسنيورة
وحول العلاقة مع سورية رأى النائب قانصو ان متغيرات حصلت في الملف اللبناني وخصوصا في موضوع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي وضع في الواجهة ملاحظا ان الاتهام السياسي لسورية تم التراجع عنه بتدخل من المملكة العربية السعودية الذي كان للملك عبدالله دور مهم أدى الى إراحة الأجواء المتشنجة التي استفادت من دم الحريري طوال العهد الأسود للرئيس السنيورة، مشيرا الى ان الرئيس السنيورة لم يعد مقبولا لكثرة ما طرح موضوع الاغتيال بطريقة متشنجة بطلب من الأميركيين لإبقاء العلاقة مع سورية غير قابلة للحياة.
وقال النائب قانصو ان المتغيرات التي حصلت في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتراجع عن الاتهام السياسي لسورية بحيث أصبحت جماعة 14 آذار وتيار المستقبل يقولون ان اتهامنا سياسي وليس جرميا وترجموا هذا الاتهام السياسي الى نوع من المصارحة والاعتراف لاسيما من قبل وليد جنبلاط على انها كانت مرحلة تشنجات وترجم ذلك بالتراجع عن كل الشتائم والمقولات القديمة.
دور وسام الحسن
وأشار النائب قانصو في معرض تقييمه لعلاقة الرئيس سعد الحريري بسورية بالقول ان الرئيس سعد الحريري لا يستطيع ان يحكم إذا أبقى العلاقات بين لبنان وسورية قائمة على الاتهامات، لافتا الى القول ان السوريين قد أراحوا الرئيس سعد الحريري من خلال تقديمهم له معلومات قبل زيارته الى دمشق، مشيرا الى الدور الذي لعبه وسام الحسن في إيصال هذه المعلومات الموثقة عن دور الأميركيين والإسرائيليين في عملية اغتيال الحريري والذي ترافق مع خروج الضباط الأربعة من السجن، وأكد ان كل الأجواء التي كانت تشد العلاقات الى الوراء من خلال اتهام سورية ودور المخابرات في عهد الرئيس إميل لحود والضباط الأربعة قد تراجعت جميعها، وأكد ان سورية ليست هي من طلبت هذا الأمر، لافتا الى ان الشغل على الأسطوانة القديمة سيأتي يوما وتنكشف فيه كل الأمور على حقيقتها، ورأى ان تصريحات بعض القوى السياسية أخذت منحى آخر وأصبحت تقول «لتكن المحكمة الدولية على حدة ولنعش مع سورية على رواق».
وأكد النائب قانصو ان سورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد وكل المسؤولين يتعاملون مع الملف اللبناني بصدقية، ولفت الى تبادل السفراء بين البلدين الذي هو بند قد تم تحقيقه، مشيرا الى ان العلاقة مع الرئيس ميشال سليمان والرئيس الأسد تسودها الصراحة والصدقية، ورأى ان هذه العلاقة ترافقت مع تهدئة من بعض الأطراف خصوصا المملكة العربية السعودية التي لايزال فريق بداخلها لا مصلحة له في أن يذهب الرئيس الحريري أو لبنان باتجاه سورية حتى يبقى يعمل على الساحة اللبنانية، وأشار الى ان مخطط الرئيس بوش ووزيرة خارجيته رايس قد سقط، معتبرا سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد أوجب على البعض ان يتراجعوا بفعل سقوط مخططات التقسيم.
ظهره على الحائط
ورأى النائب قانصو ان هناك نوعا من الارتياح لدى البلدين على صعيد صياغة علاقات جديدة تريح الطرفين، لافتا الى ان الاصطفاف السياسي الجديد الذي حصل على الساحة اللبنانية مازال يُعمل عليه حتى اليوم من خلال استكمال مروحة الاتصالات للنائب وليد جنبلاط، مشيرا الى الغداء الذي أقامه في دارته في المختارة على شرف السفير السوري وحضره عدد من السياسيين المعروفين بمواقفهم من سورية، ورغم ذلك كانت الأجواء مريحة، وأكد على أهمية اللقاءات التي أجراها جنبلاط مع كل من سليمان فرنجية وميشال عون وإميل إميل لحود.
واعتبر قانصو انه لا مصلحة لوليد جنبلاط ألا يكون صادقا مع سورية لأن ظهره أصبح على الحائط ولا يمكنه التراجع، وسأل في حال تراجع فإلى أين وهو يفكر في توريث ابنه تيمور العمل السياسي وأي رصيد واستمرارية سوف يحمله إياه حول القومية العربية والانتماء العربي وعلاقة الدروز مع سورية والاشتراكية كنظام اي ان هناك تراثا متراكما في حياة الحزب التقدمي الاشتراكي وقصر المختارة.
وعن طرح ملف ترسيم الحدود مع سورية أكد النائب قانصو ان ترسيم الحدود هو مطلب أميركي وإسرائيلي «للحركشة» فقط لأنهم يعتبرون ان الحدود البحرية تجوبها الأساطيل التابعة للناتو من الفرنسي الى الإيطالي بعد القرار 1701 فضلا عن وجود اليونيفيل في الجنوب.