-
معلومات «الأنباء» عن الحقوق المدنية للفلسطينيين.. وثيقة سفر وضمان صحي ولا تمليك
بيروت ـ عمر حبنجر
جملة قضايا وملفات تتزاحم على أبواب الأسبوع اللبناني الطالع بعد طي الإشكالات الجنوبية بين القوات الدولية وأهالي بعض القرى على خلفية الشكوك المتبادلة بالنوايا والأهداف.
الباب الأوسع سيكون لمجلس النواب، حيث سيستأنف النقاش بملف الحقوق المدنية للفلسطينيين في مخيمات لبنان، كذلك لموضوع التنقيب عن النفط على الساحل اللبناني مضافا اليهما ملف موازنة العام 2010 التي وقع الرئيس ميشال سليمان مرسوم إحالتها الى مجلس النواب.
جديد الحقوق المدنية، أو الإنسانية للفلسطينيين ورقة عمل أنجزت على مستوى قوى 14 آذار، وقد أرسلت إلى العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر لإبداء الرأي، عشية انعقاد اللجان النيابية اليوم. عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري أشار الى إنجاز مشروع من 6 نقاط سينهي الانقسام المسيحي الإسلامي، وان هذه البنود ترتبط بالعمل والصحة.
وقد حمل النائب نهاد المشنوق المشروع إلى العماد عون، وأعلن التداول بهذه الصيغة التي نتجت عن حصيلة الاجتماعات التي حصلت في مكتب رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة بين نواب المستقبل والقوات اللبنانية. ونقل عن المشنوق قوله ان النائب وليد جنبلاط الذي كان أول من أثار مسألة الحقوق الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وافق على سحب مشاريع القوانين التي تقدم بها، والمعروضة للنقاش في مجلس النواب حول هذه الحقوق.
بيد ان النائب جنبلاط أبلغ «النهار» نفي سحب مشاريع القوانين، مؤكدا انه لا توجد معلومات لديه حول هذا الموضوع ولم يسمع شيئا بعد وانه بانتظار الجلسة النيابية اليوم.
لا تمليك للفلسطينيين
وفي معلومات خاصة بـ «الأنباء» فإن اقتراح القانون الذي أعده الرئيس السنيورة مع نواب «المستقبل» و«القوات» لم يلحظ السماح بتملك الفلسطينيين، إنما هنالك تمسك بمسؤولية المجتمع الدولي عن إعادة اللاجئين إلى ديارهم، وفي تحمل المسؤولية عنهم تربويا واستشفائيا، وانهم سيظلون لاجئين بموجب إحصاءات الأنروا ووزارة الداخلية اللبنانية لئلا يندمجوا في المجتمع اللبناني يوما بعد آخر.
وفي المعلومات أيضا ان حق العمل لا يشمل المهن الحرة، حيث ستطبق على العامل الفلسطيني معايير العامل الأجنبي، أو غير اللبناني، المقيم في لبنان بموجب الوثيقة الحاصل عليها من الانروا والداخلية، وسيخضع مع صاحب عمله لكل الموجبات التي يفرضها القانون اللبناني.
ومن حسنات ذلك، بحسب مصادر المعلومات ان الفلسطيني العامل سيبتعد تلقائيا عن اعمال العنف او «الإرهاب» كما هو المفهوم الغربي للمقاومة وسينفق كل ما يجنيه من عمله في لبنان، بعكس بعض العمال العرب الذين يرسلون مقبوضاتهم المالية الى أهلهم في خارج لبنان.
وبموجب هذا المشروع سيعطى اللاجئ الفلسطيني في لبنان وثيقة سفر صالحة لخمس سنوات في الحد الأقصى، اما موضوع الضمان الصحي فإن تكاليفه ستكون على عاتق رب العمل والعامل معا، وإذا لم تتأمن التغطية من هذه المصادر فإن وكالة الغوث (الانروا) ستتحمل الفارق ولن تكون هناك تبعة على الدولة اللبنانية، وربما أنشئ حساب خاص في صندوق الضمان مخصص للفلسطينيين.
وقد عرض هذا المشروع على البطريرك الماروني نصرالله صفير لاستطلاع رأيه وموقفه منه.
بدوره، العماد ميشال عون كان حذر في مؤتمر صحافي له الأحد من التحريض والشائعات التي تهيئ اجواء الفتنة وتفتح الطريق امام المؤامرة المعدة لحل مشكلة الفلسطينيين على حساب لبنان، داعيا الدول العربية لتحمل مسؤولياتها، مدافعا عن وجود السلاح الفلسطيني الذي اعتبره سلاح ممانعة ضد التوطين متهما الدول التي مولت تسليح الفلسطينيين عام 1975 بأنها هي من يسعى الآن للتوطين.
أما على صعيد احتواء الأحداث المؤسفة بين اليونيفيل والأهالي فقد اعتبر وزير الدفاع الياس المر في تصريح له امس ان الجيش واليونيفيل مجموعة واحدة وان ما حصل انتهى الى غير رجعة.
وأضاف بعد لقائه قائد القوات الدولية الجنرال الاسباني البرتو اسارتا: اليونيفيل لديها حرية التحرك بموجب القرار 1701، وهذه ايضا ارض الجيش اللبناني الذي يعمل عليها، ونحن واليونيفيل مجموعة واحدة وقطعة واحدة، هم يؤازرون الجيش والجيش يؤازرهم ويقف الى جانبهم، وكلنا في النهاية بتصرف أهالي الجنوب».
المصالحة
هذا اللقاء بين المر واسارتا مهد لاجتماع مصالحة عقد في بلدة «تولين» الجنوبية مساء امس الاحد، والتي شهدت اعنف المواجهات بين اليونيفيل والأهالي مؤخرا، في حضور ضباط من الجيش اللبناني والقوات الدولية وفعاليات البلدية، وقد توجت هذه المصالحة بنصب شاشة ضخمة أحضرتها الكتيبة الفرنسية في ساحة تولين لمتابعة مشتركة لنهائيات المونديال والجنوب احرز كأس الاستقرار.
النائب علي فياض (حزب الله) قال في حفل تأبيني في بلدة كفر حمام (حاصبيا) ان ما جرى من تفاهم بين الجيش واليونفيل اكد على دور الجيش وعلى ضرورة التنسيق معه وعلى حرمة القرى وخصوصيتها وعلى حرص الاهالي على اقامة اطيب العلاقات مع اليونفيل.
من جهته وزير الاعلام طارق متري اكد ان تعديل القرار 1701 غير وارد على الاطلاق لا في لبنان ولا في مجلس الامن ولا بالنسبة لقواعد الاشتباك.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اكد امس ايضا على جهوزية المقاومة وعلى وحدة اهلها وتماسكهم، هي الرادع للعدو الاسرائيلي من ان يشن حربا على لبنان. واستغرب رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة حاريص كيف يعتبر البعض اسرائيل عدوا بينما بالممارسة يضع نفسه في موضع الحياد وينشب اظافره في لحم المقاومة.