عواصم ـ عمر حبنجر والوكالات
خيم موضوع العملاء وإعدامهم وردود فعل قيادات 14 آذار على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكذلك «السيناريو» الذي نقل عن العماد ميشال عون، على الزيارة الرابعة التي يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق اليوم حيث وصف د.محمد شطح مستشار رئيس الحكومة للشؤون الخارجية الزيارة بالخطوة المهمة في مسار إعادة تفعيل العلاقات اللبنانية ـ السورية لاسيما الاقتصادية والتجارية.
واعتبر شطح أن الزيارة تكتسب أهميتها من كونها ستؤسس لعلاقات جديدة لم تكن موجودة من قبل.
ولفت الى أن ترسيم الحدود وملف المفقودين يتسمان بحساسية معينة لكن العديد من اللبنانيين يربطون التقدم في العلاقة بين البلدين بهذين الملفين وعدم إيجاد حل سيؤثر سلبا على العلاقة التأسيسية.
في غضون ذلك، سلط خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء أول من امس الضوء على لوحة تعكس واقع المرحلة اللبنانية الآتية.
فقد ربط السيد نصرالله القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المدعي العام الدولي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه باحتمال اتهام عناصر في حزب الله، وبروز شبكات التجسس الخليوي لصالح إسرائيل في تكوين أدلة الاتهام، في التوتيرات الداخلية اللائحة في الأفق.
وفي احتفال بيوم الجريح المقاوم تساءل نصرالله عن أسباب الضجيج الكبير الذي أثير من جانب بعض القوى السياسية بعد اعتقال عميل الاتصالات شربل قزي، ولماذا تصدت للدفاع عن هذا العميل؟ لافتا الى ان «جريمة» مخابرات الجيش انها كشفت عميلا يمس بالمؤامرة الكبيرة التي تجري حياكتها عبر المحكمة الدولية.
وطالب نصر الله رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية زياد بارود بتوجيه السؤال الى فرع المعلومات وقوى الأمن الداخلي عما إذا كان لدى فرع المعلومات معلومات عن العميل قزي، قبل ان تعتقله مخابرات الجيش.
وقال ان هذا العالم الذي اسمه عالم الاتصالات هو عالم مقدس بالنسبة لكل المراهنين على المحكمة الدولية، لأنه إذا اقتربنا من موضوع الاتصالات سنكشف العملاء في شركات الاتصالات، ونكتشف امكانية اللعب بالخطوط والداتا، وبالتالي ان حجر الزاوية في القرار الظني الذي هو حجر الزاوية في المؤامرة الجديدة ليس على حزب الله، بل على البلد لكنه طار، لذلك كان ممنوعا على أحد مد يده الى شبكات الاتصالات.
ردود 14 آذار
وردت مصادر قريبة من 14 آذار على تساؤلات نصرالله على إلمام بالأمر بأن جهاز المعلومات رصد تعاملا من جانب العميل شربل قزي، ومن أجل استكمال المعطيات، طلب الجهاز من وزارة الداخلية وفقا للأصول، الاستحصال من وزارة الاتصالات على إذن للاطلاع على المعطيات (الداتا) التي تسمح باستجلاء معطيات الشبكة.
لكن فور تقديم الطلب سارعت مخابرات الجيش الى توقيف قزي وباشرت التحقيق معه.
وأفاد المتابعون لعمل فرع المعلومات بأن قزي بدأ تعامله مع اسرائيل استنادا الى اعترافاته منذ 15 سنة، أي عندما كان زمام المبادرة بين المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد وسائر قادة الأجهزة الأمنية في ذلك الوقت، ولفت هؤلاء الى ان معطيات الاتصالات التي جرى تجميعها جاءت خلال عام 2005 إذ كان النظام الأمني السابق ممسكا بزمام الأمور، اضافة الى النفوذ الواسع الذي كان يتمتع به حزب الله على الصعيد الأمني، وتساءلوا لماذا لم تتمكن إسرائيل من حماية شبكاتها التي تساقطت خلال سنة ونصف السنة على يد فرع المعلومات والتي بلغ عددها 22 شبكة بينها 10 شبكات في هذه السنة وآخرها قبل أسبوعين؟
بدورها جريدة «السفير» القريبة من المعارضة، علقت على خطاب نصرالله بالقول ان الامين العام للحزب فجر قنبلة سياسية واعاد تصويب البوصلة بالقول ان المقاومة لاتزال الهدف منذ سنوات والحرب عليها تتخذ اشكالا متعددة، واليوم هناك من بات يعد الساعات والايام والشهور بانتظار قرار اتهامي يدين المقاومة تحت عنوان مجموعة غير منضبطة وهي الصيغة التي حاول ترويجها اكثر من مرجع سياسي وديني في محاولة لتثبيت الاتهام على المقاومة.
واشارت الى معلومات حصل عليها رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون من جهات ديبلوماسية غربية وقدم خلاصتها مؤخرا للرئيس السوري بشار الاسد ثم للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وضع بعض الحلفاء في اجوائها ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية على العشاء المطول الذي جمعه بالاخير منذ يومين، حيث ابدى تخوفه من سيناريو دراماتيكي تتداخل فيه عناوين المحكمة واسرائيل والداخل اللبناني، ويتمثل ذلك في تحضير بيئة سياسية داخلية للقرار الظني بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر مجموعة غير منضبطة، ويترافق ذلك مع توتير داخلي لبناني ـ لبناني ولبناني ـ فلسطيني وعند صدور القرار الظني يبدأ العد العكسي لعمل عسكري اسرائيلي واسع النطاق، بحيث تصبح المقاومة اسيرة النار الإسرائيلية من جهة والفتنة الداخلية من جهة ثانية.
وأبدى عون تخوفه من ان يتقاطع القرار الظني مع العدوان الاسرائيلي مع تحرك مجموعات عسكرية في الداخل اللبناني وخاصة في البيئة المسيحية، من اجل فرض امر واقع جديد في المناطق المسيحية وفي الوقت نفسه تنبري بعض المجموعات الاصولية في المخيمات الفلسطينية الى رسم وقائع جديدة في مساحات محددة.
إطلاق التغيير لمواجهة الفتنة
واستنادا الى هذه المعطيات طلب عون وفق «السفير» الى الحزب والحلفاء اعداد العدة لمواجهة الفتنة الآتية وان تكون باكورة الاستعداد اعادة النظر بالتركيبة الحكومية الحالية، ذلك ان حكومة كهذه لن تكون قادرة على مواجهة الفتنة بل هناك فريق فيها يعمل على الفتنة ومن اجلها وربما يكون دوره تغطيتها.
ونقلت «السفير» عن عون قوله للسيد نصرالله: يريدون قتلكم مجددا يا سماحة السيد وممنوع عليكم ان تصرخوا او تدافعوا عن انفسكم، هناك فريق لبناني يراهن على حرب اسرائيلية جديدة لذلك انصحكم بتغيير قواعد اللعبة. من جهته طالب النائب احمد فتفت من السيد نصرالله ان يسأل النائب وليد جنبلاط عن خلفيات قرارات 5 مايو 2008 والتي فوجئنا بعدها بانتشار حزب الله وقال ان كلام نصرالله يطرح التشكيك في جدية الميثاق الوطني. وحول سيناريو عون تمنى فتفت الا يوافق عون على السيناريو الوارد نقلا عنه. بدوره النائب انطوان زهرة وتعليقا على «السيناريو الدراماتيكي» للعماد عون قال اني اسأل عون لماذا لم يقدم هذه المعلومات للدولة؟ او للنيابة العامة؟
وردا على كل هذا اوضح عضو الكتلة العونية اغوب بقرادونيان لقناة anb ان تحميل حزب الله مسؤولية اغتيال الحريري عن طريق عناصر غير منضبطة ليس المخرج المناسب، وان اغتيال الحريري ليس موضوعا لبنانيا، والجهة المنفذة كانت معروفة لكننا نريد معرفة الجهة المخططة.