تطورات في قضية فايز كرم: قضية توقيف القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم طرأت عليها تحولات ملحوظة:
1 - على المستوى الأمني - القضائي، ختم التحقيق الأمني في فرع المعلومات وانتقل الملف الى النيابة العامة التمييزية (المدعي العام سعيد ميرزا) والذي احال كرم موقوفا الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لاجراء المقتضى القانوني .
2 - على المستوى الإعلامي، توقفت حملة التسريبات في الصحف ووسائل الاعلام بعد حملة للتيار الوطني الحر اتهمت جهات بأنها تحاول تسييس الموضوع وتوظيفه، وإذا كان الاتهام فهم منه اتهام الجهة التي تولت التحقيق مع كرم بتسريب معلومات خرقت سرية التحقيق، فإن أوساطا في التيار الوطني الحر تلمح الى تسريبات اعلامية سياسية الطابع تقف وراءها جهات سياسية.
3 - على المستوى السياسي، وبعد استيعاب العماد عون للصدمة و«الموجة الأولى» من الاتهام الصاعق، حصل تماسك في أوساطه وتحول في اتجاه هجومي يتضمن تشكيكا بصحة التسريبات وما نسب الى كرم من اعترافات، ومن خلفية انه توظيف سياسي في اتجاه رئيسي هو إيجاد شرخ في العلاقة التحالفية بين حزب الله والتيار الوطني الحر وضرب عنصر الثقة فيها.
مخاوف من اغتيالات جديدة وحساسة: ديبلوماسيون أوروبيون في بيروت بدأوا يحذرون، وعلى نحو لافت، من موجة اغتيالات جديدة تطول رؤوسا حساسة، وهم يستندون في كلامهم إلى تقارير مثيرة حول «حرب الاستخبارات» الدائرة على الساحة اللبنانية. وبعدما باتت السلطات اللبنانية مقتنعة بأن «غابة الجواسيس» التي زرعتها إسرائيل في مختلف أنحاء الجسم اللبناني لاتزال تضم الكثيرين، ومنهم من يمكن أن يشغل وظائف أو مناصب حساسة، فقد وصلت تحذيرات من عاصمة خارجية، يعتقد أنها عربية، إلى أكثر من مرجع لبناني بتوخي الحذر الشديد لأن البلاد يمكن أن تشهد ثانية موجة من الاغتيالات الحساسة في إطار السيناريو الخاص بإبقاء الوضع اللبناني مرتبكا أو على حافة الهاوية.
وكانت صحيفة «لوس أنجيليس تايمز» التي تعرف بعلاقاتها الوطيدة مع جهات رسمية حساسة في واشنطن قد تحدثت عن حرب استخباراتية في لبنان، في حين لا يستبعد أبدا أن يشهد هذا البلد، وفي إطار هذه الحرب، عمليات تصفية لشخصيات سياسية وروحية.
وزارة العدل: رغم اعترافه بأن وزير العدل إبراهيم نجار موضوعي ونزيه ومحايد ومتميز أكاديميا، فإن شخصية بارزة في قوى 8 آذار تؤكد أنه ينبغي تصحيح الخطأ الذي حصل سابقا بإسناد حقيبة العدل إلى ممثل لـ «القوات اللبنانية».
الشخصية نفسها تشير إلى دور مستقبلي بالغ الحساسية لوزارة العدل التي يجب أن يشغلها وزير مشهود له بالحياد، ثم سمى الوزير السابق بهيج طبارة.
عملية محاكاة الانفجار: لجنة التحقيق الدولية ستجري في مدينة بوردو الفرنسية الشهر المقبل عملية محاكاة للانفجار الذي أودى بالرئيس الشهيد ورفاقه، وبالتالي فان القرار الظني لا يمكن ان يصدر قبل تنفيذ هذا التمثيل، كما ان عملية التفجير الافتراضي قد تشير الى معطيات جديدة تستوجب اعادة النظر في تفاصيل معينة. وتقول مصادر مطلعة: «إجراء عملية محاكاة الانفجار (simulation) تعني ان التحقيق قطع شوطا بعيدا ووصل الى معطيات تؤهله لإعادة بناء مسرح الجريمة والنظر إذا كان التفجير الافتراضي سيؤدي الى نتيجة الانفجار الحقيقي نفسها لناحية تطاير الشظايا وإنتاج حفرة مماثلة لتلك التي أنتجها الانفجار الاصلي. وهذا من شأنه تأكيد الفرضية الرئيسية التي بني عليها التحقيق». وحسب المصادر، ما سيجري في بوردو سيتيح رؤية مسرح الجريمة من زوايا مختلفة تمثل أماكن ربما يكون المنفذون استخدموها. وفي السياق نفسه، ترى هذه الأوساط ان صدور القرار الظني قد يتأخر لمجرد اختلاف احد المعطيات عما قد يظهره التفجير الافتراضي، والعكس بالعكس، فإذا تبين ان كل النتائج مطابقة بين الحقيقي والتمثيلي، فإن هذا ربما من شأنه ان يسرع الانتقال الى المرحلة التالية، اي إصدار القرار الظني، لكن ذلك لن يحدث قبل ايلول.
مساع جنبلاطية لاحتواء الأزمة: قالت مصادر مقربة من جنبلاط انه أبلغ كوادر من «الحزب التقدمي الاشتراكي» في حوار مغلق معهم أول من امس ان الفتنة السنية ـ الشيعية تطول الجميع إذا وقعت وانه يشارك نصرالله مخاوفه من تسييس المحكمة، مؤكدا انه معها شرط عدم تسييسها. وحين سئل جنبلاط عن دور حزبه إزاء مخاطر الفتنة أجاب: «علينا أن نقوم بكل المساعي التي تحول دون الفتنة وأن نلعب دورا بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله، وهما المعنيان بشكل أساسي. سنسمع ما سيقوله السيد نصرالله ثم نتحرك، والشيخ سعد يستطيع ان يساعد كثيرا وسألتقيه خلال الأيام القليلة المقبلة بعد عودته من السفر». وجرى خلال الاجتماع نقاش صريح حول الخيارات الجديدة التي اتبعها جنبلاط الذي نقل عنه انه لمس ان «هناك تقدما لدى كوادر الحزب في تفهم التوجهات السياسية الحالية»، مشيرا الى ان مثل هذه اللقاءات مع الشباب تفيد بالإجابة عن تساؤلاتهم وشرح ما هو غامض بالنسبة اليهم.
تطيير «المحكمة» بجرعات مقبولة: اعتبر حزبي اشتراكي ان الهدف الأساسي من عقد المؤتمر الصحافي ان يمرر النائب وليد جنبلاط عبارة وحيدة وهي: «كان اتهامنا لسورية طيلة الأربع سنوات اتهاما سياسيا من خلال شهود الزور». واعتبر الحزبي الذي لايزال مؤمنا بثورة الارز، أن النائب جنبلاط يسعى لتطيير المحكمة الدولية، لكن بجرعات مقبولة يستطيع المقربون من الحريري ان يتجرعوها، وهو في هذا الخصوص ينتظر لقاءه مع رئيس الحكومة سعد الحريري ليجد معه الاخراج المشترك.
دمشق ودورها الحاسم: تؤكد مصادر سياسية أن معظم القوى السياسية في لبنان، سواء أكانت في المعارضة السابقة أو الموالاة السابقة، «بدأت تعمل على التكيف مع المعطيات السياسية المرتقبة منذ الآن»، وبات للسوريين دور حاسم لا يمكن إغفاله في التعاطي مع الملفات الداخلية، وهو دور مرجح أن تتسع دائرته».