عرض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي مساء أمس عددا من «القرائن والمعطيات والأسئلة» معلنا انها تهدف إلى فتح آفاق جديدة في التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث تقود لأول مرة باتجاه الفرضية الإسرائيلية، وقام بعرض صور لعمليات استطلاع جوي قامت بها طائرات الـ «ام. كا» الإسرائيلية للمناطق التي كان يتنقل فيها الشهيد رفيق الحريري بشكل دقيق في كل من بيروت وفقرا وصيدا إضافة إلى استعراضه أسماء عدد من العملاء الاسرائيليين واعترافاتهم بتهريب الأسلحة والمستلزمات المستخدمة في تنفيذ الجرائم وإيواء الإسرائيليين، وعمليات الاستطلاع الميدانية التي قاموا بها واستهدفت شخصيات مهمة على رأسها رئيس الجمهورية وقائد الجيش.
وأوضح السيد نصرالله ان المقاومة حصلت على الصور من خلال اختراقها نظام ارسال الطائرات الإسرائيلية على غرار ما حدث في عملية بلدية أنصاريه لافتا إلى ان اسرائيل تنبهت لاحقا الى هذا الخرق وأصبحت تشفر المعلومات التي تقوم بنقلها، وعرض السيد نصرالله صورا إسرائيلية تنقل بدقة أماكن تنقل الشهيد الحريري، داعيا المراقبين الى التنبه الى ان عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل غالبا ما تكون بالقرب من الشاطئ.
كما شهد المؤتمر الصحافي عرضا لنشاط الطيران الإسرائيلي الاستطلاعي فوق لبنان يوم وقوع الاغتيال في 14 فبراير 2005.
وردا على أسئلة الصحافيين عما إذا كان حزب الله سيقدم هذه المعلومات الى لجنة التحقيق الدولية قال السيد نصرالله: نحن لا نثق بهذه اللجنة ولكننا مستعدون لتقديمها الى الحكومة اللبنانية.
ولفت الى انه يملك معلومات تدين هذه اللجنة وتؤكد انها مسيّسة، مشيرا الى انه سيكشف عن هذه المعلومات في الوقت المناسب وكذلك عن المعلومات المتعلقة بشبكة الاتصالات التي قيل ان اللجنة تستند اليها في القرار الظني الذي تتجه لاصداره ويتضمن اتهاما لحزب الله.
وكان السيد نصرالله قد بدأ المؤتمر الصحافي بسرد للسياق السياسي في بداية التسعينيات من القرن الماضي، خصوصا عام 1993 الذي شهد توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وكيف عملت إسرائيل آنذاك عبر عميل لها اسمه أحمد نصرالله على إيهام الرئيس الحريري بأن حزب الله يريد اغتياله.
وعرضت مشاهد مصورة من اعترافات أحمد نصرالله الذي قال انه كان يوهم أحد العاملين في الأمن الخاص للرئيس الحريري بأن حزب الله، خصوصا أحد القياديين فيه (عماد مغنية) يريد اغتيال الحريري ساردا رواية عن نية الحزب باغتيال بهية الحريري في صيدا لكي يتم استدراج الحريري الى مراسم عزائها في المدينة من أجل اغتياله.
وقال نصرالله ان العميل أحمد نصرالله اعتقل عام 1996 وبقي مسجونا حتى عام 2000 حيث فر إلى فلسطين المحتلة مع عائلته ليشارك من هناك في تجنيد عملاء لإسرائيل.
وأوضح ان العميل اعتقل عندما كان يصور أماكن ومراكز لحزب الله في الضاحية، وانه كان ينصح أحد العاملين في جهاز الحريري الأمني بأن يتجنب موكب رئيس الحكومة سلوك طرق معينة حيث ادعى انه توجد عبوات مزروعة لاغتياله.
وقال السيد نصرالله ان الرئيس الحريري أبلغ آنذاك أصدقاءه في سورية والخليج والعالم برواية العميل الإسرائيلي.
ثم عرض مقتطفات لتصريحات مسؤولين إسرائيليين قبل وبعد اغتيال الحريري تزعم وجود خلاف بين حزب الله والحريري وتتهم الحزب بأنه المسؤول عن اغتياله.
وقال ان حزب الله يتهم إسرائيل باغتيال الحريري لأنها تمتلك القدرة على تنفيذ الاغتيال فضلا عن الدافع والمصلحة.
وأوضح ان الدافع يكمن في خلق جو مؤامرات لاتهام سورية باغتيال الحريري التي رفضت عروضا قبل صدور القرار 1559 بأيام من قبل جهات دولية بنزع سلاح المقاومة الإسلامية والسلاح في المخيمات الفلسطينية مقابل إبقاء قواتها في لبنان.
وقال انه عندما رفض الرئيس السوري بشار الأسد تلك العروض صار لزاما ان يتم إيجاد حدث ضخم لإخراج سورية من لبنان، فكان زلزال اغتيال الرئيس الحريري في 14 فبراير 2005، ثم تطرق السيد نصرالله الى عامل القدرة الإسرائيلية على تنفيذ الاغتيالات بإسهاب، خصوصا امتلاكها تكنولوجيا الاستطلاع الجوي والميداني للساحة اللبنانية.
ثم عرض السيد نصرالله اعترافات للعملاء الذين اعتقلوا عامي 2009 و2010 وكيف أن إسرائيل جندتهم لرصد تحركات شخصيات سياسية وعسكرية وأماكن إقامتهم وعملهم وطرق مواكبهم، بينهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع، متوقفا عند محاولة فاشلة لاغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري في الزهراني عام 2005، حيث شارك العميل محمود رافع الذي أوقف عام 2006 في زرع العبوة التي فككها الجيش.
وعلق قائلا ان العدو الإسرائيلي كان يريد عبر محاولة اغتيال رئيس مجلس النواب الشيعي ان يحدث فتنة سنيّة ـ شيعية على غرار ما أراده من اغتيال رئيس الحكومة السني.
وتساءل: لماذا لا تحقق لجنة التحقيق الدولية مع مشغلي هؤلاء العملاء من الضباط الإسرائيليين؟
وقال السيد نصرالله ان العملاء كانوا يوفرون لإسرائيل معلومات عن تحركات الشخصيات السياسية استكمالا للاستطلاع الجوي الذي اعتبره الوسيلة الأهم في يد الاستخبارات الإسرائيلية.