بيروت ـ محمد حرفوش
في الصالونات السياسية يعود التركيز على سيناريوهات تغيير حكومي محتمل بحلول سبتمبر المقبل، في حال لم تنجح الجهود السياسية المبذولة على المستوى الاقليمي في ايجاد مخارج فعلية للازمة السياسية المستفحلة في البلاد على خلفية ملف المحكمة الدولية.
وبحسب أوساط في 8 آذار، فإن هذا التغيير يهدف الى اعداد طاقم وزاري تترأسه شخصية قادرة على رفض القرار الاتهامي رسميا وهو ما يعجز عنــه الرئيــس سعد الحريري، وتكون هذه الحكومة على غرار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2005، انتقالية ومصغرة ولها اهدافها المحددة ومنها: المحافظة على التماسك الداخلي عند اعلان الرفض اللبناني لقرار المحكمة الدولية في حال صدوره متضمنا الاتهام ضد حزب الله.
لكن الاوساط نفسها تشير في هذا السياق الى ان مفتاح التغيير الحكومي والاكثرية يبقى في يد النائب وليد جنبلاط لأن كتلته النيابية هي القوة المرجحة في مجلس النواب والتي تحدد لمن الاكثرية لتيار المستقبل وحلفائه أم لحزب الله وحلفائه.
وبحسب هذه الاوساط، فإن جنبلاط «المحشور» بالقرار الاتهامي المرتقب وتداعياته، سيكون عليه الخروج من المنطقة الوسطية التي تموضع بها منذ عام، بحيث سيجد نفسه أمام قرار صعب وحاسم ألا وهو الاختيار بين حليفه القديم سعد الحريري وحليفه الجديد السيد حسن نصرالله.
ورأت ان الموقف الفعلي الذي ينتظر جنبلاط هو عندما تدق ساعة ترحيل الحكومة مباشرة عند صدور القرار، وفي هذه الحال فإن حزب الله لا يجد حاجة للرد في الشارع من خلال 7 مايو جديد، ما دام انه قادر على الرد سياسيا بطرح مصير الحكومة على بساط البحث والتغيير ونقل الاكثرية النيابية من ضفة الى اخرى، وهذا يتوقف الى حد بعيد على موقف جنبلاط والموقع الذي يستلزمه.
مصادر قيادية في 14 آذار قللت من شأن ما وصفته الاحاديث والتسريبات الرائجة عن التغيير الحكومي، مشيرة الى ان دفع الوضع صوب أزمة حكومية سيؤدي الى تعطيل المؤسسات وسيكون من الصعب جدا تشكيل حكومة جديدة لها مواصفات حكومة الوحدة الوطنية وسينتهي الامر وفق التوازنات القائمة الى حكومة شبيهة بالحكومة الحالية حتى لا نقول نسخة منقحة مع تعديلات تطول بعض الوجوه والاشخاص.
ولا تقيم هذه المصادر وزنا وقيمة لكل ما يقال عن أسماء جديدة مرشحة لدخول نادي رؤساء الحكومات، حيث سيكون من الصعب ايجاد من يقبل ان يتولى رئاسة الحكومة، الا برضا سعد الحريري وضوء اخضر منه، كونه زعيم الطائفة السنية وزعيم الاكثرية النيابية وليس هناك من بديل عنه في الوقت الحاضر.