بيروت ـ عمر حبنجر
يقترب الوضع السياسي في لبنان من درجة الغليان، حزب الله يعارض ملاحقة اللواء المتقاعد جميل السيد نظير تهديده رئيس الحكومة والتعرض لأمن الدولة، وفريق 14 آذار يصر على ان يأخذ العدل مجراه، فيما تستمر لعبة شد الحبل حول موازنة المحكمة الدولية وتسديد لبنان حصته فيها بموجب سلفة مالية، وسط الانشغال الرسمي بالموفد الأميركي جورج ميتشل عراب المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية المباشرة القادم من دمشق.
النائب السابق اميل اميل لحود استغرب ان يكون القضاء تحرك من اجل مؤتمر صحافي واحد في حين ظل مغيبا حين تعرضت الرئاسة الأولى (في عهد والده الرئيس لحود) لتهديدات شتى بلغت حد المطالبة باقتحام القصر الجمهوري، ما يجعلنا نستنتج أن الرئاسة الثالثة (رئاسة مجلس الوزراء) باتت بالنسبة الى البعض في السياسة والأمن في المقام الأول لأسباب يعرفها القاصي والداني.
بدوره رأى النائب فريد الخازن (كتلة الإصلاح والتغيير) ان لدى الجميع في لبنان مصلحة في التهدئة وليس بالتأزيم.
إلى ذلك، ذكرت مصادر صحافية ان حزب الله تبلغ نصيحة بوجوب نزع فكرة تحريك الشارع في اطار الضغط الذي يمارسه لتعطيل مسار المحكمة، تمهيدا لاسقاطها، والاكتفاء بحصر الاشتباك في المؤسسات سواء في مجلس النواب او في مجلس الوزراء على اعتبار ان الشارع قد يستدعي مجموعة من التدخلات العربية والاقليمية وستكون لها اخطار مدمرة على البلد، وبالتالي من غير المسموح اعادة انتاج سيناريوهات شبيهة بما حصل عشية السابع من مايو.
الرئيس ميشال سليمان الذي تابع الموقف المتشنج عن كثب اجرى اتصالات مع رئيس المجلس والحكومة بهدف اعادة احتواء الوضع داخل المؤسسات واقترح تقريب موعد جلسة الحوار الوطني المقررة في النصف الثاني من اكتوبر ودعوة مجلس الوزراء استثنائيا لعقد جلسة يوم الثلاثاء بدل الجلسة التي لم تعقد الاربعاء الماضي، وذلك بسبب اضطراره للسفر الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الاربعاء. وزاد الطين بلة اعلان السيد من باريس انه عائد الى بيروت الاحد ولن يمتثل لقرارات المدعي العام التمييزي التي يعتبرها غير شرعية.
مصادر قضائية تساءلت لـ «الأنباء» حول مبرر مطالبة حزب الله واللواء السيد بملاحقة شهود الزور امام القضاء اللبناني، في حين يتمرد السيد على استدعائه امام هذا القضاء.
ووسط هذه الاجواء وصل الموفد الاميركي جورج ميتشل الى بيروت قادما من دمشق، واستهل لقاءاته بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري ترافقه السفيرة الجديدة مورا كونيللي.
واستهل ميتشل جولته اللبنانية امس بلقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وسبق وصول ميتشل كلام لمصدر اميركي بارز مفاده ان ادارة الرئيس اوباما تريد ان يعاود الكونغرس السماح بصرف ملايين الدولارات من المساعدات العسكرية للبنان، لان ذلك في مصلحة الامن القومي الاميركي.
وقد ابلغ ميتشل المسؤولين اللبنانيين وخاصة قائد الجيش شيئا من هذا، واطلع ميتشل الرئيس سليمان على ما بلغته المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية المباشرة، والمرحلة المقبلة من المفاوضات على المسارات الاخرى (السورية ـ اللبنانية).