واشنطن ـ أحمد عبدالله
أصدر مركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دراسة وضعها مسؤول المخابرات العسكرية الاميركية السابق جيفري وايت حول احتمالات قيام إسرائيل بعدوان عسكري واسع النطاق ضد لبنان. وقالت الدراسة في البدء انها ليست محاولة للتنبؤ بنشوب الحرب ولكنها رسم للمسار الأكثر ترجيحا في حالة وقوعها. وقالت الدراسة ان الحرب المقبلة ستكون مختلفة عن عدوان إسرائيل على الأراضي اللبنانية في عام 2006 وحربها هناك آنذاك، إذ ان الأطراف المعنية تدرك الثمن الذي سيترتب على النصر او الهزيمة وتعرف ان عليها ان تنهي المواجهة لصالحها بصورة حاسمة على عكس حرب 2006 التي قالت الدراسة انها انتهت بانتصار حزب الله وان إسرائيل لن تستطيع دفع ثمن نتيجة مشابهة اخرى. وأوضحت الدراسة ان ذلك يدعو الى الاعتقاد بان الحرب المقبلة ستكون بالغة العنف وان الملابسات المحيطة بها قد تؤدي الى إقحام سورية وربما ايران في المواجهة وأضافت: «في الحرب التي نعرض هنا مسارها المحتمل فإن إسرائيل ستسعى الى تعديل المعادلة العسكرية لما يأتي به ذلك من نتائج سياسية كبيرة. وعلى الرغم من ان النتيجة قد لا ترقى الى تحقيق انتصار حاسم فإن الإسرائيليين سيسعون الى جعلها حاسمة في المجال العسكري العملياتي على الأقل اذ سيزج الإسرائيليون بقدرات عسكرية كبيرة بهدف تدمير القوات الصاروخية لحزب الله وإعطاب قدراته في القيادة والتحكم وتصفية بنيته التحتية على امتداد الأراضي اللبنانية».
وقالت الدراسة ان إسرائيل ستحاول تجنب اشتراك سورية في الحرب ومنع المواجهة من الخروج من حدودها كما انها ستنذر ايران بتوجيه ضربة عسكرية إليها اذا ما شاركت على نحو او آخر.
اما بشأن أهداف حزب الله فإنها، حسب قول وايت، السعي لردع القوات الإسرائيلية وتعديل الميزان العسكري على خط المواجهة لصالح الحزب ودعم أهدافه السياسية.
وقالت الدراسة «ان الحزب طبقا لكل المعلومات المتاحة خطط في الآونة الاخيرة بصورة جادة للغاية للحرب.
وقد أدت الاستعدادات الى دعم ثقة الحزب بنفسه ومن تآكل قدرات الردع الاسرائيلية. وبقدر ما نجح الحزب في إدارة حرب 2006 فإنه يطمح الآن الى تحقيق نجاح مشابه». وأوضحت الدراسة ان الحزب سيشن هجوما كبيرا بالصواريخ على إسرائيل بهدف إلحاق اكبر قدر من الضرر بداخلها وسيحاول على الصعيد الدفاعي إلغاء فاعلية سلاح الجو الاسرائيلي وإبطاء اي تقدم إسرائيلي ارضي داخل جنوب لبنان وإلحاق أكبر خسائر ممكنة بالإسرائيليين اثناء قيامهم بهذا الهجوم. وقالت الدراسة انه في حالة انتصار إسرائيل فإن ذلك سينتهي باحتلال أجزاء كبيرة من الأراضي اللبنانية وبحجم كبير من الخسائر بين المدنيين على الجانبين وبتصفية الوجود العسكري لحزب الله في جنوب لبنان وإضعاف وجوده السياسي على الساحة اللبنانية بصفة عامة.
وأوضحت الدراسة ان القوة الوحيدة القادرة على تحييد القوة العسكرية لحزب الله في اللحظة الراهنة هي إسرائيل وان مسارات المواجهة بين الجانبين على الرغم من ذلك محاطة بعلامات الاستفهام وبقدر كبير من عدم القدرة على الجزم بالنتائج العسكرية للحرب.