وزعت بيانات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، بتوقيع «كتائب معاوية ابن ابي سفيان»، تتضمن تهديدات لحزب الله ولحزب البعث، ما اضاف جديدا على المشهد المذهبي المتوتر في لبنان.
وظهرت هذه المنشورات اثر الاعلان في المخيم عن مقتل ثلاثة فلسطينيين من انصار «القاعدة» في العراق، وبينهم هيثم عبدالرحمن عوض نجل عبدالرحمن عوض نائب مسؤول جماعة «فتح الاسلام» الذي سقط الشهر الماضي برصاص مخابرات الجيش في شتورة.
وحملت بيانات النعي التي اذيعت من مآذن مساجد المخيم تعابير مذهبية في معرض التنديد بالمتآمرين في العراق مع الاحتلال الاميركي.
وقد وزع بيان آخر بتوقيع نصرة اهل السنة في لبنان، متضمنا التحذير من 7 مايو آخر، ومذكرا بما آل اليه مخيم «تل الزعتر» وبحرب المخيمات.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان مجموعة متطرفة في مخيم عين الحلوة وراء اصدار البيانين، وهي كانت من اتباع فتح الاسلام وقد انضمت الآن الى جماعة جند الشام.
وكرد فعل استدراكي تحركت الفصائل الفلسطينية باتجاه القيادات اللبنانية لتبلغها انتفاء علاقة الفلسطينيين بما يجري على صعيد الداخل اللبناني، وتعهدت بملاحقة كل من يثير النعرات المذهبية في المخيمات او في محيطها اللبناني.
والتقى وفد من الفصائل النائب وليد جنبلاط والنائبة بهية الحريري وفعاليات صيداوية، مؤكدا الموافقة على اي اجراء امني تتخذه السلطة اللبنانية لمنع تسرب العناصر المتطرفة من داخل المخيمات.
الحريري في اجتماع استثنائي لـ «14 آذار» : «تجنبوا المسّ بسورية»
بيروت ـ عمر حبنجر
غطت سياسة التهدئة المتجددة، اجتماعا استثنائيا لقوى 14 آذار، ليل الأربعاء ـ الخميس، برئاسة الرئيس سعد الحريري، وسط تململ بعض هذه القوى، خصوصا المسيحية منها.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان الرئيس الحريري الذي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس بشار الأسد، اقنع الحاضرين، بتجنب التصعيد بوجه سورية، وبترك هامش للاتصالات السعودية ـ السورية الناشطة.
وتبعا لذلك لم يصدر بيان عن الاجتماع الذي ظل بعيدا عن الإعلام، ولم يصر حزب الكتائب او القوات اللبنانية على ذلك، خصوصا ان رئيس القوات سمير جعجع يتهيأ لإطلالة سياسية مهمة غدا السبت، بمناسبة ذكرى شهداء «القوات»، يستطيع ان يقول خلالها ما يرى وجوب قوله.
وكان تيار المستقبل أصدر بيانا توضيحيا باسم ممثله في الأمانة العامة لـ 14 آذار مصطفى علوش، نفى فيه علاقته بالبيان الذي صدر لجهة تعبير «قوى محسوبة على دمشق» باستقبال اللواء جميل السيد في المطار.
منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار فارس سعيد رأى ان «توضيح علوش» يأتي في إطار حرص الحريري على إنجاح تجربة تصحيح العلاقة مع سورية.
وقال في تصريح له: نحن نتفهمه وإن كان لنا رأينا في هذا المجال، معتبرا ان الالتباس الذي حصل هو تفصيل صغير في سياق علاقة متينة تجمع بين مكونات 14 آذار.
بري: العلاقة مع الحزب في أحسن حال
في غضون ذلك، جرى اتصال هاتفي بين الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري، تمحور مضمونه حول ضرورة التهدئة بـ «القول والفعل».
بري الذي ترأس اجتماعا لحركة أمل جدد التأكيد على المسلمات التي أطلقها في خطاب ذكرى تغييب الإمام الصدر في صور، وكرر دعوته الى الفصل في التحقيق بين موضوع شهود الزور والمحكمة، مضيفا ان القرار الاتهامي هو الباب الى المحكمة، متسائلا عن الفائدة من هذا القرار اذا بني على باطل.
وقال بري انه من موقعه سيقاوم الفتنة وسيواصل الاتصالات معربا عن اطمئنانه الى المعادلة السورية ـ السعودية التي تصب في مصلحة اللبنانيين.
وردا على سؤال وصف بري علاقته مع حزب الله بأنها في أحسن حالاتها.
كتلة المستقبل.. التهدئة والثوابت
وكانت كتلة المستقبل التي اجتمعت برئاسة الحريري يوم الأربعاء الماضي كررت التزامها بالتهدئة وبالثوابت التي كان الرئيس الحريري أعلن عنها في اجتماع الكتلة قبل يومين وفي مجلس الوزراء أمس الأول.
وأوضح النائب عمار حوري (المستقبل) ان تيار المستقبل ملتزم بالتهدئة لكن مع احتفاظه بحق الرد كلما تعرض لهجوم سياسي من الفريق الآخر، معتبرا ان التهدئة لا تعني الشلل في النقاش السياسي، وقال ان ما حصل أثناء استقبال جميل السيد في المطار كبير وخطير ولا يمكن التعاطي معه على قاعدة عفا الله عما مضى. واعتبرت الكتلة ان السكوت عن استباحة المطار جريمة كبرى، وقالت ان المواجهة ليست مذهبية بل بين الدولة واللا دولة.
التمديد للتهدئة 15 يوماً
وفي موضوع التهدئة التي أعطاها حزب الله مهلة حتى 30 الجاري، علمت «الأنباء» من جهات معنية انه تقرر تمديد هذه المهلة حتى منتصف أكتوبر، موعد زيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد الى بيروت، تجنبا لتعكير صفو الزيارة.
أول غيث التهدئة كانت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت برئاسة الرئيس سعد الحريري أمس، وخصصت لمناقشة موازنة 2011 ومشاريع قطع الحساب عن السنوات السابقة، على ان تتبعها جلستان الاثنين والأربعاء المقبلين.
وشكلت جلسة أمس اختبارات للنيات السياسية، خصوصا في ضوء طلب المعارضة قطع حساب السنوات من العام 2004 عن كل سنة بسنتها. وزير الدولة جان أوغاسبيان قال ان الظروف السياسية حالت دون اقراره موازنات 2006 و2007 و2008 و2009، أما اليوم إذا كان المجلس لا يريد اقرارها فعليه ايجاد الصيغة القانونية الملائمة.
بدوره الوزير علي العبدالله (أمل) أكد على ضرورة اقرار قطع حساب الموازنات بدءا من موازنة 2004 قبل البدء بمناقشة اي موازنة، وحث على التروي والتهدئة. أما عن التدخل السعودي والسوري، فقد ذكّر الوزير العبدالله بكلام الرئيس نبيه بري عن معادلة السين ـ سين، وقال لقد كان الحق معه، فعندما جاء العاهل السعودي والرئيس السوري كان همهما مصلحة لبنان ككل وليس مصلحة فريق على فريق، وبالتالي اذا كان هناك تدخل سياسي من جانب البلدين فهو لمصلحة كل اللبنانيين، وأنا واثق من انه ما من مشكلة الا ولها حل، ولبنان لا يستطيع الا ان يكون ممثلا في حكومة وحدة وطنية.
زيارة عتاب
وفي هذا السياق، شكلت زيارة وفد من حزب الله الى السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري مؤشرا ايجابيا على اتساع دائرة التهدئة، علما ان مصادر قريبة من الحزب ذكرت ان العتاب غلب على الزيارة، بسبب مواقف بعض الصحف السعودية من حزب الله ووصف بعضها له بالميليشيا الانقلابية المسلحة.
مصادر قيادية في الحزب أوضحت امس ان الوفد لم يكن موفدا من السيد نصرالله، ولا حاملا رسالة منه، خلافا لما تردد، وانها اي الزيارة تندرج في اطار اللقاءات الرتيبة بين الحزب والسفير السعودي.
لكن السفير عسيري دعا اللبنانيين الى ان يدركوا الوضع المهم، المتصل بالمحكمة الدولية، عبر خيار بناء من شأنه ان يوفر التعاون لمواجهة افرازات اي قرار اتهامي قد يصدر عن المدعي العام الدولي بما يكفل الاستقرار في لبنان.