بيروت ـ عمر حبنجر
النبرات العالية لم تعد حكرا على حزب الله وحلفائه في الثامن من آذار، فتيار المستقبل ومعه قوى 14 آذار تلقى شحنة تحمية ملموسة الاثر امس مع وصول الحملة على المحكمة الدولية من جانب الفريق الآخر الى ذروتها عبر اجهاض موازنة تمويلها في اللجان النيابية، وبالتالي رفعها الى الهيئة العامة للمجلس، حيث يتجه رئيس المجلس نبيه بري للاقتراب اكثر من رؤية حزب الله والمعارضين لهذا الموضوع ما يعني ان الاجواء تزداد اكفهرارا.
اكثر من احتمال لمصير ما يجري من تجاذبات حول المحكمة الدولية وتمويلها حيث تؤكد المعارضة قطع هذا التمويل فيما تؤكد جهات اخرى ان التمويل يمكن من خارج الموازنة اللبنانية عندما تدعو الضرورة.
وزير الدولة عدنان السيد حسين المحسوب على رئيس الجمهورية حذر من خلال اذاعة صوت لبنان من خرق التوافق في البلاد مهما كانت الظروف.
واعلن الوزير حسين انه يرفض مبدأ التصويت في الحكومة او في مجلس النواب لحسم الخلاف على بند تمويل المحكمة، وانه يصر على التفاهم رغم ضيق هامش التفاهم في الظروف الاقليمية والمحلية الراهنة.
رئيس الحكومة سعد الحريري اعلن عن تمسكه بالبيان الوزاري وبالتهدئة.
الحريري: لا تسوية على المحكمة
وكان المكتب السياسي لـ «تيار المستقبل» اجتمع برئاسة الحريري امس، حيث اكد رئيس الحكومة اولوية العلاقة مع سورية ورفض العودة بها الى الوراء، لأن في ذلك مصلحة لبنان وسورية معا، وجدد التمسك بالمحكمة الدولية التي توافق المجتمعون على عدم القبول بأي تسوية او تراجع في شأنها.
متابعة عملية تمويل المحكمة لم تحجب الاهتمام اللبناني عن التطورات الخارجية المرتبطة بالمحكمة، خصوصا تصريحات وزير الخارجية السورية وليد المعلم الذي قال ان دمشق ستعارض اي جهود للامم المتحدة نحو اصدار اتهامات في اغتيال الرئيس الحريري.
واضاف: ان سورية تلقت انباء عن انه سيتم قريبا اتهام عناصر من حزب الله وبصورة رسمية، منبها ان من شأن ذلك اغراق لبنان في جولة عنف طائفي، داعيا الى استبدال التحقيق الدولي بتحقيق لبناني.
وقال المعلم: نحن مقتنعون بأن اتهام حزب الله سيشكل عامل اضطراب في لبنان.
مصادر مطلعة أبلغت «الأنباء» امس، ان قراءة التراجعات الحاصلة في الوضع اللبناني توجب الانتباه الى ما جرى ويجري على صعيد المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.
ولاحظت المصادر ان هذه المفاوضات تعثرت بسبب الإصرار الإسرائيلي على الاستيطان، وقابل وزير الخارجية السورية ذلك بتصريحه الى صحيفة «وول ستريت» الأميركية، الذي حذر فيه من نشوء اضطرابات في لبنان حال اتهام حزب الله او احد عناصره بالجريمة.
ولاحظ المصدر «تناغم» التشدد الإسرائيلي مع التشدد الإيراني، ما جعل دمشق أقل اضطرارا لتسريع عملية تطبيع العلاقة مع العملية السلمية أو مع الوضع في لبنان، ما يعني ان المعلم لم يأخذ من نظيرته الأميركية كلينتون التي التقاها في الأمم المتحدة ما يطمئنه الى الوضع إزاء المحكمة الدولية.
وتوقع المصدر ان ينعكس ذلك بالمزيد من التصعيد من جانب قوى 8 آذار، ولذلك فإن قوى 14 آذار استكملت الاستعداد للتصعيد المرتقب، ويخشى المصدر ان يقترب النائب وليد جنبلاط أكثر من الموقف السوري، وكذلك رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي سبق ان شكك بالمحكمة، او هكذا فهم من كلامه لقناة الجديد من نيويورك.
الى ذلك، توقعت قوى «14 آذار» ان تشكل زيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد الى لبنان يوم 13 أكتوبر استفزازا للوضع الداخلي، وكذلك للوضع في إسرائيل، بل ربما تفجيرا، اذا ما أصر على ان تشمل زيارته مرجعيون وبنت جبيل ومارون الراس، حيث الشرفة اللبنانية المطلة مباشرة على أرض فلسطين المحتلة، علما ان هناك اتصالات سورية مع طهران، وستتبلور مع زيارة الرئيس السوري الى العاصمة الإيرانية، بهدف صرف النظر عن زيارته الجنوب، وخفض سقف خطاباته في بيروت.
تحضيرات عنيفة
في غضون ذلك، أشارت تقارير أمنية الى تحضيرات لأعمال عنف ضد المصالح الإيرانية في طرابلس عاصمة شمال لبنان.
وتوقعت التقارير عمليات إحراق للعلم الايراني ولصور نجاد يوم وصوله الى لبنان، وان اتصالات سياسية تجري لتجنب مثل هذه الأعمال، تجنبا لإشكالات مع بعض التنظيمات المحلية القريبة من حزب الله.
وفي هذا السياق، قال النائب السابق مصباح الأحدب في تصريح له امس، ان معالم مشهد خطير ترتسم في طرابلس والشمال، حيث المنطقة جاهزة لتكون ساحة عنف وتفجير وميدانا للفتنة التي يتم التبشير بها على قدم وساق.
وقال الأحدب: نسمع نداءات لمواجهة حزب الله في طرابلس، فهل تكون فتنة سنية ـ سنية، ام سنية ـ علوية؟