مواقف جنبلاط.. حزب الله يقرر ودمشق تنتظر أفعالا: تعكس مصادر في حزب الله حالة رضى وارتياح ازاء المواقف الصادرة عن النائب وليد جنبلاط والتي تزداد وضوحا وحزما في موضوع المحكمة الدولية. وحسب هذه المصادر فإن حزب الله لا يتوقع من النائب جنبلاط أكثر مما يقوله ويفعله في هذه المرحلة، مدركا أن زعيم المختارة لا يستطيع في نهاية المطاف اختراق السقف السعودي والتملص من علاقته مع الحريري. وتعتبر المصادر ان مجرد مغادرة جنبلاط صفوف 14 آذار- مع ما واكب ذلك من تغييرات في خطابه السياسي - شكل نقلة نوعية أضعفت الفريق الآخر، ولو انه لم ينتقل الى 8 آذار. ووفق مصادر مقربة من دمشق فإنه إذ يحسب لوليد جنبلاط التقاطه قبل غيره عددا من الاشارات والتحولات بشأن المحكمة الدولية والعلاقة الوطيدة بين المقاومة ودمشق، إلا انه حتى الآن لم «يترجم الأقوال الى أفعال»، ولعل المحك الاساسي سيكون من خلال موقفه ودوره في ملف تمويل المحكمة الدولية.
ويسعى الوزير غازي العريضي لسحب بعض الضباب من خلال اتصالات قليلها معلن، وكثيرها في الظل، للتأكيد أن التحول الجنبلاطي جدي وليس لتمرير الوقت. لكن الثقة بحاجة الى وقت اطول، والى ترجمات فعلية.
ضوابط سلطة المحكمة: نقل عن مصدر قريب من الرئيس ميشال سليمان أن ضرب صدقية المحكمة كما تفعل المعارضة السابقة اليوم أمر ممكن، لكن إلغاء المحكمة، حتى إذا وافق سعد الحريري على ذلك، هو أمر مستحيل. أما الممكن فهو إيجاد ضوابط جدية لسلطة المحكمة الإجرائية لحماية العدالة وقطع طريق الفتنة.
وبلغة قانونية، يمكن القول إن قواعد الإجراءات والأدلة والإثبات الخاصة بالمحكمة قابلة للتعديل (في المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة عدلت هذه القواعد أكثر من عشرين مرة، وقواعد المحكمة الخاصة بلبنان عدلت مرتين)، ويمكن الاتفاق على مجموعة تفاهمات لبنانية - لبنانية لضبط سلطة المحكمة الإجرائية، مع العلم أن من يعدل قواعد المحكمة هم قضاتها (ندوة القضاة)، ومن بينهم أربعة لبنانيين، حيث يكفي أن يقترح أحد هؤلاء القضاة إجراء هذه التعديلات.
طرابلس استعادت هاجسها الأمني: عزز الجيش اللبناني تواجده في مدينة طرابلس إثر الحوادث الأمنية المحدودة التي جرت في اليومين الماضيين على وقع حالة من القلق والشائعات تجتاح عاصمة الشمال منذ أسابيع وانعكست تراجعا ملحوظا في حركتها الاقتصادية العامة.
وتفيد مصادر طرابلسية بان طرابلس استعادت هاجسها الأمني الذي تضاعفه الشائعات التي تطلق في كل حدب وصوب متحدثة عن عودة التسلح الى أطراف النزاع. وتشبه أجواء العاصمة الثانية اليوم الى حد بعيد الأجواء التي سبقت 7 مايو، الأمر الذي بدأ ينعكس سلبا على مناطق التوتر التي يشهد نهارها شللا تجاريا واقتصاديا وحركة خجولة، فيما يشهد ليلها عودة للحراسات الأمنية المحلية تحسبا لأي طارئ.
وعلى الرغم من أن مدينة طرابلس كانت قد شهدت خلال الأيام الماضية حملة لإزالة اللافتات والصور بعد القرار الذي أصدره اللواء أشرف ريفي بالتنسيق مع بلدية طرابلس، لكنها ما لبثت أن عادت بكثرة وتضمنت عبارات أكثر حدة، مع صدور مذكرات التوقيف السورية بحق 33 شخصية لبنانية مقربة من رئيس الحكومة ومن بينهم ريفي، وهو ابن طرابلس.