بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري ان بعض الوسائل الاعلامية العائدة لفريق 8 آذار تنصب نفسها ودون وجه حق ناطقة رسمية باسم سورية، وتعقد رهانات خاسرة على توتير العلاقة بين الرئيسين الاسد والحريري وتحاول الايحاء وهما الى الآخرين بأن العلاقة بين الرجلين وصلت الى حائط مسدود مما يحدو بسورية الى التعبير عن رغبتها في قطع تلك العلاقة لعدم استفادتها منها، مشيرا الى ان قرار الرئيس الحريري بالانفتاح على سورية بعد تشكيل حكومته كان قرارا استراتيجيا وليس ظرفيا كما تحاول تلك الوسائل تسويقه، لافتا الى ان الرئيس الحريري بنى خطوته تلك انطلاقا من اعتراف الدولتين بارتكاب الاخطاء في الماضي كل منهما بحق الاخرى، مذكرا بكلام الرئيس الاسد الذي أطلقه في اكثر من محطة في العام 2005 وتحديدا من جامعة دمشق بأن «العلاقة مع لبنان سادتها الكثير من الشوائب خلال السنين الماضية»، معتبرا ان هذا الاعتراف بالاخطاء والشوائب هو الدليل على الرغبة في اعادة صياغة العلاقات على الأسس الصحيحة، ويدحض بالتالي ما تدعيه الوسائل الاعلامية المغرضة والموجهة.
ونفى النائب حوري في تصريح لـ «الأنباء» ما يشاع عن اقفال طريق دمشق امام الرئيس الحريري وعن تجميد اللقاءات بينه وبين الرئيس الاسد، لافتا الى ان المسار الجديد بين لبنان وسورية لا يعني اطلاقا انه آل وبسحر ساحر بالعلاقات بين الدولتين الى التكامل والتماسك، كون الامور مازالت في بداية مراحلها تتفاعل مع الايجابيات وتتأثر بالسلبيات، مشيرا الى ان تلك العلاقات تنمو ككرة الثلج بالرغم من حصول بعض العقبات والعثرات التي كان آخرها مذكرات التوقيف الغيابية بحق شخصيات سياسية وقضائية وأمنية واعلامية لبنانية، مؤكدا ان تلك العثرات وبالرغم من غرابتها بالشكل والمضمون وبالرغم من عدم موضوعيتها، لم تؤد الى تراجع الرئيس الحريري، بل الى اعلان كل مكونات قوى 14 آذار عن تمسكها بالمسار الانفتاحي الجديد على سورية، نافيا ايضا ان يكون الرئيس الحريري قد توسط لدى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتركيا لإعادة فتح طريق دمشق أمامه، وذلك لاعتباره ان العلاقة بين الرئيسين الاسد والحريري أصبحت مباشرة وبالتالي لا تحتاج الى وساطات، مستدركا ان العلاقات المباشرة وبالرغم من حاجتها الى التفعيل الدائم تسير في الاتجاه الصحيح وصولا الى تحقيق المرجو منها.
ولفت النائب حوري الى ان ما نشرته احدى الصحف المحلية نقلا عن مصادر سورية تارة حول رغبة سورية في تغيير الرئيس الحريري وطورا حول انعدام الثقة بينه وبين دمشق، يكشف عن مدى تضرر القيمين عليها من احزاب ومرجعيات سياسية ويعبر بوضوح عن رغبات هؤلاء في ابقاء العلاقات ضمن دائرة التوتر السياسي، وبالتالي العودة الى النمط السابق من التعاطي مع سورية أي على المستوى الفردي وليس على المستوى الديبلوماسي والمؤسساتي من دولة الى دولة، وذلك لضمان وجودهم لاحقا في المعادلة السياسية اللبنانية، مؤكدا ان هؤلاء المرتزقة الناطقين باسم سورية دون تكليف منها لن يصلوا الى مراميهم ولن تتحقق أمنياتهم كون زمانهم قد ولى ودخل لبنان في طور مرحلة جديدة من بناء افضل العلاقات مع سورية، لن يتراجع عنها ولن يتهاون مع العابثين بها. وردا على سؤال حول ما ذكرته إحدى الصحف المحلية عن انزعاج سورية من لاءات الرئيس الحريري الثلاث: 1 - لا لإسقاط المحكمة الدولية، 2 - لا للتدخل في القرار الظني، 3 - لا لإسقاط الحكومة، اكد النائب حوري انه وبالرغم من أحقية تلك اللاءات، يحيل كاتب المقال الى كلام الرئيس الاسد شخصيا الذي اعلن فيه ان «سورية ستحاكم بتهمة الخيانة العظمى كل من يتبين ضلوعه من السوريين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري» والذي عاد وكرره مرارا وزير خارجية سورية وليد المعلم تأكيدا منه على تقاطع سورية مع مطلب المحكمة الدولية، مؤكدا عدم صحة ما يقوله المتضررون بأن مطالب قوى «14 آذار» هي مطالب ضد سورية وتطرحها للنيل منها عربيا ودوليا، وذلك لاعتباره ان القوى المذكورة لا تتطلع سوى الى مصلحة كل من الدولتين انطلاقا من حسن الجوار والعلاقات التاريخية بينهما.
وختم النائب حوري ردا على سؤال نافيا ان تكون مواقف قوى 14 آذار مرهونة بالمواقف السعودية، مؤكدا ان المملكة العربية السعودية وبالرغم من كونها أبرز المساهمين في تمويل المحكمة لم ولن تتدخل يوما في الشؤون اللبنانية الداخلية أو لتغليب فريق على فريق آخر، مشيرا الى ان المملكة السعودية تقف مشكورة على مسافة واحدة من جميع الفرقاء اللبنانيين بحيث لا يمكن لأحد تسجيل ولو مأخذاً واحداً عليها تجاه الداخل اللبناني، لافتا الى ان مواقف قوى 14 آذار مستمدة من قناعات ورغبات الشعب اللبناني وما يتوجب شرعا وقانونا السير به للعبور الى الدولة.