بيروت ـ عمر حبنجر
خير علاج للقضايا المستعصية تأجيلها، وهذا ما توصل اليه الرئيس ميشال سليمان بالنسبة لموضوع «شهود الزور» الذي طرحته المعارضة بوجه المحكمة الدولية وقرار مدعيها الدولي العام، تحت غطاء التسييس والفبركة والاختلاقات التي بلغت حد وضع مستقبل حكومة الوحدة الوطنية على المحك.
وهكذا فرضت ديبلوماسية التأجيل نفسها، على امل ان يأخذ سعاة الخير وقتهم في التوصل الى حلول وسطية مرضية لجميع الاطراف، من خلال تدوير الزوايا الحادة، بحسب تعبير النائب وليد جنبلاط احد الناشطين من اجل تقريب وجهات النظر لتجنب استحقاق التصويت على الموضوع في مجلس الوزراء وما يترتب عليه من احراج للجميع.
بدورها اشارت مصادر رسمية الى تصورات قيد الانجاز بناء لتوجيهات رئيس الجمهورية ميشال سليمان وطبقا لمطالعة قانونية، تعتبر انه يحق لمن يريد الادعاء في قضية شهور الزور التوجه مباشرة الى المجلس العدلي لكون جريمة اغتيال الرئيس الحريري مع متفرعاتها، محالة اساسا على المجلس العدلي منذ العام 2005، ولم يصدر بعد ما يبطل هذا المرسوم وبالتالي لا داعي لمرسوم جديد.
اما الشق الثاني من المطالعة المنتظرة فيستند الى المادة 35 من قانون اصول المحاكمات الجزائية، والتي تنص على ان تتولى الغرفة الجزائية لدى محكمة التمييز الفصل في اي قضية خلافية لجهة الاختصاص في القضاء، بما يعني ان مجلس الوزراء لن يكون الجهة الصالحة للبت في احالة قضية شهود الزور الى القضاء العادي او العدلي.
تجاوز الوضع الحالي
الى ذلك وفيما تحاول الاطراف ترتيب ملفاتها استعدادا لجلسة مجلس الوزراء، قال الرئيس السوري د.بشار الاسد في حديث لجريدة «الحياة» ان الرئيس سعد الحريري هو الشخص المناسب جدا للمرحلة التي يمر بها لبنان، معربا عن ثقته في قدرة لبنان على تجاوز الوضع الحالي نافيا وجود توتر في العلاقة مع الرئيس الحريري، وقال ان ابواب دمشق مفتوحة امامه، مجددا التأكيد على التقارب الكيميائي بينهما.
اما عن علاقته بالنائب وليد جنبلاط، فقال: انها جيدة جدا، وقد رجع جنبلاط الذي كنا نعرفه منذ زمن، كما لفت الى علاقته الجيدة مع العماد ميشال عون مشددا على متانة العلاقة السعودية ـ السورية، مشيرا الى اختلاف في الآراء مع مصر، ومؤكدا على التهدئة في لبنان وتغليب الحوار، كما نقل عنه الرئيس عمر كرامي الذي التقاه الاثنين.
الرئيس الحريري وحسب مقربين منه اكد انه ليس نادما على اي خطوة ايجابية قام بها تجاه سورية، وان ما بدأ به هو الصحيح، وهو مستمر فيه ولم يتراجع عنه، ولا يعتبر ان كلمة من هنا او هناك من شأنها عرقلة هذه العلاقة.
وواضح في هذا الرد الضمني على تصريحات رئيس وزراء سورية ناجي العطري.
مصادر الحريري نفت ان يكون لديه اي اتجاه للاستقالة او الاعتكاف، لان البديل هو الفراغ بالتأكيد.
المصادر عينها اوحت لـ «الأنباء» ان عودة الرئيس الحريري الى دمشق قريبة وبقوة، لكن مصادر في 14 آذار قالت لـ «الأنباء» ايضا ان الرئيس الحريري، لا يرى ان عليه التزامات ما تجاه القيادة السورية، بل للعلاقة بين الدولتين، وتوقعت المصادر ان يكون الرئيس بري تلقى موقفا فرنسيا واضحا يعكس الموقف الاوروبي والعربي من المحكمة الدولية، خصوصا انه لا اجماع لبنانيا ضد هذه المحكمة، فهناك اكثرية نيابية وشعبية تدعم هذه المحكمة بشكل مطلق.
اجتماع رباعي في باريس
المصادر كشفت لـ «الأنباء» عن اجتماع رباعي اميركي ـ فرنسي ـ سعودي ـ مصري انعقد في باريس مؤخرا، وبعيدا عن الاضواء، خصص للتشاور في الحملة على المقاومة، وانه تم التوافق على تجديد الدعم لهذه المحكمة.
وقالت المصادر ان زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى لبنان، كانت بنظر 14 آذار ضارة نافعة، اذ لولاها لما كان هذا الاحتقان العربي ـ الغربي، بل هذه الحمية المتجددة تجاه لبنان.