أوقفت دورية من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الشيخ عمر بكري الذي أدانته المحكمة العسكرية بتهمة الانتماء الى تنظيم إرهابي، إذ دهمت منزله في منطقة أبي سمرا في طرابلس بعدما أطلقت النار على سيارته. وسلم بكري الى المحكمة العسكرية للبدء بإجراءات الحكم بالسجن المؤبد الذي صدر غيابيا في حقه من ضمن مجموعة متشددة مؤلفة من 54 شخصا (مجموعة نبيل رحيل) أدينت بقتل ومحاولة قتل عسكريين. ويقضي النص القانوني بأن تعاد محاكمة أمام المحكمة العسكرية مجددا بعدما أوقف، ويعتبر الحكم الصادر غيابيا في حقه كأنه لم يكن.
وكان بكري أكد فور صدور الحكم الغيابي أنه بريء ولن يسلم نفسه لأي محكمة «لأنني لا أؤمن بالقانون لا في بريطانيا ولا في لبنان وإن قبضوا علي فهم أحرار لكنني لن أذهب بقدمي الى المحكمة، وأنا ضد القانون الوضعي وإذا أرادوا أن يحاكموني فليفعلوا في محكمة شرعية إسلامية». ويحمل بكري الجنسية اللبنانية منذ الستينيات، وهو من أصل سوري. وكان بكري قد أبعد الى بيروت من لندن (حيث عاش لمدة 35 سنة بموجب حق اللجوء السياسي، وله أتباع يتواصل معهم عبر الانترنت، وهم الذين بادروا الى تحرك اعتراضي على توقيفه، وتظاهروا أمام السفارة اللبنانية في لندن احتجاجا في حين لم يسجل أي تحرك في لبنان). وتعرض بكري منذ إبعاده من لندن لملاحقات وأخضع أكثر من مرة لاستجواب من قبل الأجهزة الأمنية، إضافة الى أنه وضع تحت المراقبة منذ إقامته في منطقة المزرعة في بيروت فور وصوله الى لبنان ثم انتقاله الى إحدى البلدات الجبلية في قضاء عاليه. وتقول مصادر انه كان يعتقد انه في مأمن عن الملاحقة باعتبار ان المحيط الذي يقيم فيه يؤمن له الحماية الأمنية والسياسية، لاسيما من قبل بعض المجموعات الإسلامية، إلا انه اكتشف لاحقا ان ليس هناك من يؤويه أو يوفر له الحماية.
وتشير المصادر الى انه كان حاول في اليومين الأخيرين قبل توقيفه توجيه رسائل استغاثة الى أطراف رئيسة في المعارضة يطلب منها التدخل لمنع تنفيذ مذكرة التوقيف.
وكانت مواقف بكري الى وقت قريب مناهضة للمقاومة ولم يعترف بها، لكن انقلابا فكريا حصل مع بكري بعد مراجعة ليعلن انه يلتقي مع السيد حسن نصرالله ومع الرئيس السوري بشار الاسد في كثير من المواقف خاصة في العداء للعدو الاسرائيلي وذهب بعيدا ليقول: «انا من شيعة علي والحسين كما انني من شيعة ابي بكر وعمر بن الخطاب». كما اصدر فتوى بتحريم الخضوع للمحكمة الدولية واعتبرها محكمة أميركية ـ إسرائيلية.
ومعروف عن بكري تأييده لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأميركية وقوله في إحدى المناسبات أنه يرفض تسليم مسلمين يعدون لتنفيذ اعتداءاتومعروف أيضا أن بكري الذي قدم نفسه فور وصوله الى بيروت كخبير في شؤون الحركات الإسلامية حاول التنظير لفرضية «أحمد ابوعدس» في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والتأكيد أن الشريط الذي بثته له محطة «الجزيرة» لم يكن حيلة استخبارية وإنما شاهد على من نفذ العملية.