بدأ الرئيس ميشال سليمان لقاءات تشاورية مع أركان طاولة الحوار تستمر أياما وتهدف الى أمرين: الخروج من حال الجمود والشلل بدءا من استئناف طاولة الحوار، واستكشاف ما لدى القيادات السياسية من أفكار ومخارج بشأن المسائل العالقة ومنها مسألة شهود الزور.
وترى مصادر سياسية ان الحركة الرئاسية تتم من خلفية ملاقاة المساعي السورية السعودية، وحيث يصب استئناف طاولة الحوار في هذا الاطار، ولكن «الملاقاة الأبرز» تتم عبر لقاء طال انتظاره بين الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله. لقاء فتحت نافذته جزئيا بعد زيارة الحريري الى طهران، وتفتح كليا بعد زيارته الى دمشق.
وعلم ان المشاورات الرئاسية تتمحور حول 4 عناوين: امكان العودة الى هيئة الحوار الوطني، عقد جلسات لمجلس الوزراء ذات طابع تقني أي للنظر في أولويات الناس وإجراء تعيينات في المواقع الحساسة التي تعنى بمصالح المواطنين، إمكان التوصل إلى مخرج لملف شهود الزور عبر صيغة توافقية تؤمن إجماع كل الفرقاء عليها، والبحث في السبل الكفيلة بمنع اي تداعيات سلبية للقرار الاتهامي.
ونقلت مصادر واكبت مشاورات سليمان عنه تأكيده أن اطمئنانه الى المسار الذي تبلغه هذه المشاورات لا يعني «أن علينا أن نبقى من دون حراك وأن يبقى الحوار الوطني معطلا ومجلس الوزراء مشلولا».
وقالت إن بعضا من الأقطاب الثلاثة الذين شملتهم لقاءات سليمان أمس الأول، لمح الى إمكان تجاوز ملف شهود الزور مقابل إعلان الرئيس الحريري موقفا مسبقا من القرار الاتهامي أسوة بما أعلنه في 6 سبتمبر الماضي عن تراجعه عن الاتهام السياسي لسورية بالتورط في جريمة اغتيال والده.
وفي حين تبلغ الرئيس سليمان من أركان 14 آذار انهم يرحبون بالدعوة الى انعقاد طاولة الحوار ويرون ذلك ضروريا، رفض فريق 8 آذار العودة الى طاولة الحوار قبل حل مشكلة شهود الزور في مجلس الوزراء حصرا. وقال أحد أركان هذا الفريق للرئيس سليمان ان هذا الموقف ليس موجها ضده فهو راع لطاولة الحوار وليس صاحب الطاولة، بل انه موقف ضد الفريق الآخر الذي لم يتعامل بجدية مع ملف شهود الزور.