مازالت فضائح «ويكيليكس» فيما يخص الملف اللبناني مستمرة، وآخرها كان نشر مذكرة بتاريخ 15/10/2008 والتي أشارت الى لقاء جرى بين السفيرة الأميركية ميشيل سيسون وزعيم الغالبية سعد الحريري ومستشاره نادر الحريري وكاتبة المحضر نادين شهاب في قريطم.
وردا على التكهنات الإعلامية بشأن موعد لقائه مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أجاب الحريري بأن مستشاريه «لايزالون يدرسون» بعض العوامل الصعبة مثل المكان والتوقيت، لكن يجب أن يحصل الاجتماع «قريبا».
وفيما يخص لقاءه نائب حزب الله محمد رعد في سبتمبر قال الحريري إنه كان لقاء «مصالحة»، مضيفا ـ تنبيها ـ أن كلا الطرفين يملك أجندته السياسية الخاصة.
وعرف الحريري أجندته بإزالة أسباب الصراع السني ـ الشيعي، وتأمين وضعية أفضل له للتواصل مع شخصيات شيعية أخرى.
وبرر الحريري أن بعض الشيعة سيشعرون بأنهم تلقوا ضوءا أخضر للتواصل مع الحريري إذا ما رأوه يلتقي نصرالله.
ولاحظت السفيرة أن الحريري بذل جهدا للارتباط بالشيعة اللبنانيين بعد الزيارة التي قام بها في يوليو إلى العراق، واعترف الحريري بأنه يشارك نصرالله خوفه من حرب إسرائيلية.
وأشار إلى أن البعض في إسرائيل والولايات المتحدة مقتنعون بأن إسرائيل يجب أن تنظف لبنان من حزب الله «لمرة واحدة ونهائية»، لكنه حذر من أن خطوة كهذه لا يمكن أن تبعد حزب الله إلا مؤقتا، لأن إيران وسورية ستعيدان بناء الحزب.
وأكثر من ذلك، قال الحريري إن السنّة والمسيحيين قد يخسرون، لأن إسرائيل ستقاتل الأمة لا حزب الله فقط و«سيكون هذا قاتلا لقوى 14 آذار».
كما شجب الحريري نشر القوات السورية على الحدود، قائلا «بعد سلسلة الاغتيالات، ومن ضمنها والدي، كيف تجرؤ سورية على تحريك قواتها باتجاه الحدود اللبنانية مدعية أن لبنان لديه مشكلة مع الإرهابيين»؟
وتكهن الحريري بأن سورية ليست في وارد الإعداد لاجتياح، لكنها تختبر ردود الفعل. وقال إن سورية، في العادة، تقوم بخطوة وتنتظر رد الفعل. إذا لم يكن هناك رد فعل قاس، فإن جرأة سورية تزداد.
وقال الحريري إن سورية ليست خائفة من رد فعل المجتمع الدولي، خصوصا أن الرئيس السوري بشار الأسد يبقى رئيسا لمدى الحياة، لذلك فهو غير معني بخسارة علاقته مع فرنسا وبريطانيا على المدى القصير.
واشتكى الحريري من اللقاء الأميركي الأخير مع وزير الخارجية الـسوري وليد المعلم. وأشار إلى أن مصر والسعودية لا تتكـلمان مع سـورية، وقال إن الولايات المتحدة تخاطر بخسارة الدعم العربي، الذي تمـتلكه حاليا، وخصوصا في لبنان والعراق من خلال «محادثاتها مع دمشق».
فأشارت السفيرة إلى أن الولايات المتحدة نقلت إلى المعـلم الملاحـظات الأميركية، وتتضمن دعم سورية لعناصر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، دعم سورية للإرهاب، وسجل سورية في مجال حقوق الإنسان. كما أعلنت واشنطن دعمها للسيادة اللبنانية.
وأكثر من ذلك، فإن الوزيرة رايس أعلنت أن الولايات المتحدة تدعم بناء العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية، لكنها أشارت إلى أن هذا يحتاج إلى احترام متبادل.
كما أن التطبيع يتضمن ترسيم الحدود ووضع حد لنقل السلاح عبر سورية في خرق للقرار 1701.
وقال الحريري إنه يخاف من أن تركيز الإدارة الأميركية الحالي هو «ترك أثر»، وهذا ما قد يضر بشعبية الولايات المتحدة في العالم العربي والعلاقة مع دمشق قد تؤذيها.
وأبلغ الحريري أن المسؤولين الإيرانيين لايزالون يدعونه إلى طهران، وأوضح بنية طيبة أن الولايات المتحدة لا تستطيع التأثير في زياراته، خصوصا أنه لن يفاجأ بزيارات مسؤولين أميركيين إلى سورية وإيران يوما من الأيام. ومع ذلك، قال إنه لن يسافر إلا إذا كانت تخدم مصالح لبنان الحيوية.