بيروت ـ زينة طبارة
رأى وزير الشباب والرياضة د.علي عبدالله (حركة أمل) ان الوضع اللبناني الراهن بات يشكل اعباء سياسية واقتصادية واجتماعية جسيمة على كامل الجسم اللبناني باعضائه الرسمية والحزبية والشعبية، ويدق ناقوس الخطر حيال ما قد تؤول اليه الامور من تدهور فيما لو لم يتفاهم اللبنانيون على صيغة تخرج البلاد من ازمتها الراهنة، معتبرا ان اضاعة الوقت في ظل ظروف مماثلة قد يقود البلاد الى ما لا تحمد عقباه، وبالتالي يعتبر الوزير عبدالله ان الاسراع في ايجاد الحلول مسؤولية وطنية يتحملها جميع الفرقاء اللبنانيين الى اي جهة او توجه سياسي انتموا، مشيرا الى ان المبادرة السعودية ـ السورية لا تكفي وحدها لتحقيق الاستقرار على الساحة اللبنانية ان لم يبادر اللبنانيون ـ كل اللبنانيين ـ الى ملاقاتها لتعزيز خطواتها وترسيخ ركائزها، لافتا الى ان الرئيس العماد ميشال سليمان بادر مشكورا الى مناقشة اقطاب طاولة الحوار في محاولة منه لاحتواء الازمة وفرملة تقدمها انما نجاح مبادرته هذا مرهون بكيفية مقاربة اعضاء طاولة الحوار لاهمية مسعاه الرامي الى انقاذ الوضع من الهبوط الى مزيد من التدهور.
ولفت الوزير عبدالله في تصريح لـ «الأنباء» الى ان المبادرة السعودية ـ السورية وان شهدت بعض التباطؤ في الآونة الاخيرة اثر الوعكة الصحية التي ألمت بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فهي مازالت مستمرة في جهودها عبر القنوات الثنائية للتوصل الى تسوية بين اللبنانيين تنقذ لبنان وتخرجه من حالته الراهنة، مؤكدا ان التمسك بالمظلة العربية وتحديدا بمعادلة «س ـ س» كوسيلة اساسية للخروج من النفق هو الخيار الوحيد امام اللبنانيين الذي يحول دون تمادي العدو الاسرائيلي ومن خلفه بعض الدول الغربية في اللعب على المتناقضات اللبنانية واستغلالها بهدف انفاذ مشاريعه التوسعية في المنطقة.
وعن الدور الايراني في تهدئة الداخل اللبناني ـ اقله من جهة حلفائها فيه ـ رأى الوزير عبدالله ان ما يربط لبنان بإيران هو الصداقة التاريخية، اضافة الى تلاقي الدولتين على معاداة الكيان الصهيوني ومقاومة عدوانية مشاريعه التوسعية في المنطقة، مؤكدا ان ايران لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي سوى عبر تقديمها المساعدات السخية للشعب اللبناني وللمناطق اللبنانية دون اي تمييز بين منطقة واخرى، مشيرا الى ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كرر مرارا امام الوفد الوزاري المرافق للرئيس الحريري خلال زيارته الاخيرة لطهران عبارة «نحن في خدمتكم»، ما يعني ان السياسة الايرانية تعني بخدمة الشعب اللبناني على جميع المستويات، معتبرا في المقابل ان هناك من يحاول ايهام الناس بان ايران تتدخل في الشؤون اللبنانية سواء بشكل مباشر ام عبر بعض الفرقاء اللبنانيين بهدف تجييش الرأي العام واستقطاب الشارع وابقائه متأهبا، مشيرا الى ان الرئيس نجاد اثبت عدم صحة ما يحاول البعض زرعه في أذهان المواطنين وذلك عبر اتصاله بالعاهل السعودي الملك عبدالله وبالرئيس السوري بشار الأسد قبيل مجيئه الى لبنان كونهما الجهتين الاساسيتين المعنيتين بالمبادرة لايجاد تسوية بين الفرقاء اللبنانيين، مما يثبت ان ايران لا تتدخل في الشأن اللبناني كما يحلو للبعض تصويره.