جوني الحاج طالب لبناني يدرس المسرح وبدأ التدوين قبل أكثر من عامين ليتبادل آراءه وأحداث حياته مع الآخرين.
وكتب الحاج أكثر من 100 رسالة في مدونته وعنوانها «احتراماتنا».
وانجذب الحاج إلى التدوين لأنه يقول إن المدون يمكنه تشكيل مدونته بالشكل الذي يريد ووقتما يريد.
ويستخدم الحاج البالغ من العمر (28 عاما) اللهجة اللبنانية في الكتابة في مدونته التي استقبلت حتى الآن أكثر من 27 ألف زائر.
وقد لا تكون أرقام زوار المدونة كبيرة لكن الحاج يعتقد أن التدوين من المنافذ القليلة «الحرة» في لبنان مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية.
ويكتب المدون اللبناني عن كل شيء من حياته الخاصة إلى أزمة المرور إلى الوضع السياسي.
وأحدث رسائل الحاج في المدونة بعنوان «صار بدنا إعادة تأهيل» وفيها يرثي لحالة الضمير العربي والفشل في إقامة دولة فلسطينية.
وقال الحاج على هامش مؤتمر للمدونين عقد في الآونة الاخيرة «وقت بلشت (عندما بدأت) ان اكتب كنت عم باكتب اشياء عن حياتي الخاصة بعدين بلشت شارك الآخرين وبلشوا يحبوا طريقة الكتابة والبلوج (المدونة) بتصيري انتي عم تلحقيه (تتابعيه) بيصير هوا ماشي و انتي عم تلحقيه فالواحد بيصير في تطور معه.
بلشت احكي بعدين عن امور اجتماعية اذا بتقرأي من سنة شو كاتب كانت اكتر اجتماعية هلق (الآن) بما انه بلبنان مافي شي غير سياسة عم بيمشي يعني هلق اذا بتشوفي كل شي عم بينحكي هو بسياسة وهو عن المشاكل اللي موجودة وهو عن كل اللي عم بكتب عنه اخر شي فصار الاجتماع عنا تقريبا مخلوط بالسياسة هيا كل الحياة ما معروفة شو هي اذا سياسي أو اجتماعي».
وانعقد مؤتمر المدونين في الجامعة الأميركية ببيروت وشارك فيه الكثير من المدونين وخبراء الإعلام الاجتماعي والمتحمسين في المنطقة لإعطاء الشباب اللبناني والراغبين في دخول عالم التدوين ارشادات حول الاستفادة من تغير خريطة الإعلام.
وعرضت في المؤتمر صورة لرجل له عضلات وكتبت تحتها عبارة «الإعلام الاجتماعي شبه الحديث الشفاهي ولكن بعد تناول منشطات».
وليس من الواضح عدد المدونين في لبنان لكن مجمع المدونات اللبنانية الذي يجمع مدونات أخرى في لبنان يقول إن هناك نحو 400 مدونة للبنانيين أو حول لبنان وتتخصص في موضوعات من الطبخ إلى الموضة والشذوذ الجنسي.
وللبنان سمعة بأنه من أكثر الدول الليبرالية نسبيا في العالم العربي عندما يتعلق الأمر بالإعلام وحرية التعبير لكن الحاج يقول إنه وعلى الرغم من ذلك فإن وسائل الإعلام اللبنانية التقليدية مازالت عرضة لرقابة مالكيها.
ويقول إن الوسيلة الإعلامية الوحيدة الحرة بحق هي المدونات حتى وإن كانت تخضع لشكل من أشكال الرقابة الذاتية.
وقال الحاج «التدوين في لبنان بلاقي فيه حرية لان التلفزيون ما في حرية الا اذا كان عندك محطة تلفزيون والراديو ما في حرية الا اذا كان عندك محطة راديو يعني في رقابة من المالك للراديو أو التلفزيون أو أي ميديا.. التدوين ما في رقابة فاذا الدولة ما عجبتها بتيجي بتاخدك تحطك بالحبس فهون (هنا) انتي بتحطي رقابة على حالك».
وأثير موضوع رقابة الدولة في لبنان على الإعلام في وقت سابق من العام الحالي عندما احتجز 4 أشخاص لاستجوابهم بعدما أنشأوا صفحة على موقع فيسبوك ينتقدون فيها الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
وأطلق سراح الأربعة في نهاية المطاف لكن ما حدث أثار قلقا بين نشطاء حقوق الإعلام والمدونين حول ما يمكنهم وما لا يمكنهم الحديث عنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة في لبنان.
وإنجي نصار مدونة كثيرا ما تتطرق إلى أمور السياسة في مدونتها التابعة لموقع «لبنان الآن» الإخباري اللبناني.
وتقول إنجي إنها تريد ألا تكون طائفية عندما تتحدث في السياسة وتريد بعث رسالة مفادها أن كل الشخصيات السياسية اللبنانية معرضة للانتقاد والتهكم.
وقالت إنجي وهي لبنانية مولودة في الولايات المتحدة وجاءت إلى لبنان قبل عامين «هناك بالطبع البعض الذين يدلون بتعليقات سخيفة وينتقدون ما أقول ويفترضون أنني ربما أنتمي إلى أجندة سياسية معينة وأنني أؤيد خطا سياسيا معينا وهذا صعب بالفعل لأن من الأشياء التي أحاول فعلها في مدونتي أن أكون محايدة وأقول انه يمكنك انتقاد أي زعيم سياسي، لا يجب أن تنتمي إلى طائفة ما وتقول إنك ضد هذه الطائفة الأخرى وإنني سأنتقدها. بالنسبة لي أحاول بالفعل أن أبذل ما بوسعي للقول إنني سأكتب مرة عن حسن نصر الله (الأمين العام لحركة حزب الله اللبناني) لكنني سأكتب أيضا شيئا أسخر فيه من سعد الحريري (رئيس الوزراء اللبناني)».
وتقول إنجي إنها تريد أن يتوقف اللبنانيون عن الشعور بأنه يجب عليهم فرض رقابة على أنفسهم عند كتابة أي موضوع يمكن فهمه على أنه مثير للجدل.
ويقول عيتاني الذي ألقى محاضرة حول الإعلام الاجتماعي لطلاب جامعات متخصصين في الاتصالات والفنون إن عدد المدونين اللبنانيين سيستمر في الزيادة رغم الصعوبات التي تواجه الاتصال بالانترنت في لبنان.