بيروت ـ عمر حبنجر
السياسة في لبنان كما الطقس في هذه الايام الشتوية، هبة باردة وهبة ساخنة، فمن تصريحات تنفي وجود مبادرات سورية ـ سعودية، بل افكار ومقترحات الى معلومات عن انجاز التفاهم السعودي ـ السوري للحل في لبنان، وان الجهد منصب الآن على تأمين التغطية العربية والدولية لهذا الانجاز.
في هذا السياق، يقول الرئيس اللبناني ميشال سليمان انه متابع للاتصالات السورية ـ السعودية مباشرة مع الرئيس بشار الاسد وايضا مع القيادة السعودية اما مباشرة واما من خلال رئيس الحكومة سعد الحريري.
واضاف سليمان لصحيفة «المستقبل» الناطقة بلسان كتلة تيار المستقبل ان الوضع الراهن في لبنان، قائم تحت سقف الاستقرار الذي ارسته القمة اللبنانية ـ السعودية ـ السورية في بعبدا.
من جهته، اكد الوزير السابق وئام وهاب المقرب من دمشق امس قرب انجاز الورقة السورية ـ السعودية من اجل لبنان، وما يدعم هذا القول نبرة وهاب الهادئة وغير المعتادة.
وفي معلومات وهاب لقناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله ان القرار الاتهامي لن يصدر قبل رأس هذه السنة.
لكن وهاب لم يلبث ان ادعى ان هناك اتجاها لدى رئيس الحكومة سعد الحريري لسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية، علما ان القضاة اللبنانيين في المحكمة قدموا استقالاتهم من القضاء اللبناني، وبالتالي لم يعودوا ملزمين بقرارات الحكومة اللبنانية.
وردا على سؤال لـ «الأنباء»، قال مصدر في امانة 14 آذار ان الدولة اللبنانية ملتزمة قانونيا وديبلوماسيا وادبيا بالمحكمة التي انشئت بناء على طلبها وبموافقة 71 نائبا من اصل 128 ومجلس الوزراء فضلا عن اكثرية الشعب اللبناني.
وعلى مستوى الدولة قال المصدر ان سعد الحريري يستحيل ان يتنصل من دم والده ومن دماء باقي الشهود.
مؤشران هامان
وفي سياق الايجابيات، تقول صحيفة «المستقبل» ان التشاور السعودي ـ السوري قطع شوطا كبيرا.
واضافت صحيفة رئيس الحكومة ان هذه الاجواء الايجابية تزامنت مع مؤشرين مهمين، الاول الخطاب الهادئ للسيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء والذي تضمن مجموعة لاءات ابرزها لا استهداف للمقاومة ولا فتنة بين السنة والشيعة في لبنان.
اما المؤشر الآخر، فقد تمثل في رد الفعل الايجابي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على خطاب السيد نصرالله، حيث نقل عنه نواب كتلة المستقبل ارتياحه لمضمون الخطاب وللخطوات الايجابية التي قطعها المسار العربي للحل في لبنان.
ومن وجهة نظر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان القرار الاتهامي بجريمة اغتيال الرئيس الحريري بدأ يترنح واصبح بلا قيمة بالنسبة للمقاومة وللمعارضة اجماعا.
واعتبر ان المحكمة الدولية اصبحت ساقطة ومكشوفة وساقطة في خططها التي تسير وفق الاهواء الاميركية والاسرائيلية.
وقال: سنتعامل مع المحكمة الدولية وكأنها غير موجودة، وعلى شركائنا في الوطن ان يجدوا حلا للتعاون معنا من اجل ان نوقف هذا التآمر على لبنان وعلى المقاومة، واذا لم يسعوا السعي المناسب ولم يقفوا الموقف المناسب عليهم ان يتحملوا وزر نتائج هذا التآمر، لأننا صامدون، ولن نقبل بأن تسقط في فخ المحكمة مهما كانت الامتيازات ومهما كلفنا ذلك من ثمن.
عون: الحكومة مسؤولة
العماد ميشال عون وأمام طلاب الجامعة الانطونية، قال انه على الرغم من دعوات التطرف التي نسمعها كل يوم، فإن الوطن لا يقوم على هذه الدعوات، بل يقوم على الحوار والتفاهم، وان سياسة التيار الوطني الحر هي الانفتاح.
واضاف: المعارضة اعلنت عن قبولها المسبق بنتائج التصويت على ملف شهود الزور في مجلس الوزراء ولفت إلى ان الضرر الذي سيلحق بالوضع سيكون اكبر من حيث عدم التصويت على هذا الملف.
واعتبر أن تعطيل القضاء وحماية شهود الزور مسؤولية الحكومة اللبنانية والمحكمة الدولية.
لكن الوزير بطرس حرب عضو فريق 14 آذار رأى أن المحكمة الدولية لم تعد شأنا لبنانيا، أو دوليا، وليست موضوع مساومة داخلية أو خارجية، موضحا في تصريح له ان لهجة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا تنفصل عن رفض الحزب الدائم للمحكمة والسعي لاسقاطها بشتى الوسائل.
تطمينات رئاسية
من جهته النائب «القواتي» انطوان زهرة اشاد في تصريح لإذاعة صوت لبنان بموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان لجهة ابقاء الامن ممسوكا والحد من الانزلاق الى توترات امنية.
زهرة اعتبر حزب الله ليس جسما غريبا مزروعا في لبنان، وهناك علاقة تربطه مع جميع الفرقاء اللبنانيين، معتبرا ان اي محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد هي محاولة فاشلة ولن تستمر على المدى الطويل وتؤثر على حزب الله داخليا وخارجيا.
شبكة أمان عربية حمت لبنان
بدوره نائب تيار المستقبل عن عكار، نضال طعمة استبعد اي ردود فعل امنية على القرار الاتهامي المرتقب متحدثا عن شبكة أمان عربية واوروبية حمت لبنان امنيا ومن الانسحابات داخل مجلس الوزراء ومن التصويت على بند شهود الزور، مستبعدا انعقاد مجلس الوزراء قبل السنة الجديدة، لكنه تمنى انعقاده اليوم قبل الغد، حتى لا يترك الشعب اللبناني اليتيم يواجه الحرائق والفيضانات.
ودعا طعمة الى لبننة الـ «س ـ س» حفاظا على مصالح لبنان العليا، و«هذه مسؤولية الرؤساء الثلاثة (سليمان، بري، الحريري)، في ظل الحكومة المعطلة.
لاءات الحريري على حالها
وأكد طعمة ما نشر عن تكليف الرئيس سعد الحريري لعضوي كتلته النيابية سمير الجسر وهادي حبيش للرد قانونيا على المؤتمر الصحافي للنائب محمد رعد والحقوقي سليم جريصاتي، مضيفا أن لاءات الحريري مازالت قائمة وهي: لا تراجع عن المحكمة، لا تراجع عن العلاقة مع سورية، لا تراجع عن منطق الدولة وهيبة الدولة، ولا سقف يستظله اللبنانيون سوى سقف الدولة والقوانين وقوى الشرعية، وهذا التكليف يقع في هذا الاطار.