بيروت ـ عمر حبنجر
الاجواء السياسية الراهنة في لبنان تخطت التأكيد على التهدئة المعتمدة الى الايحاء بتقدم ما لقطار المساعي السعودية ـ السورية يؤمل بلورته بنضوج تسوية مازالت قيد المتابعة نتيجة الاهتمام الدولي الملحوظ بهذه المساعي المستمرة.
وتقاطعت معلومات داخلية وخارجية حول الأجواء الإيجابية الملحوظة وقد أكدت على ذلك اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله والتي انتقدت بشدة الخطاب الأخير لرئيس حزب الكتائب أمين الجميل دون أن تسميه وقالت إن البعض عمد الى رفع سقف خطابه ونبرته ليكشف عن اشتياقه وحنينه الى ما اسماه صولات وجولات حزبه إبان الحرب الاهلية وهي صولات خير اللبنانيون مرارتها جيدا، ولم ينسوها حتى الآن.
واعتبرت الاذاعة ان البعض يتلطى خلف شؤون المواطنين وادعاء الحرص عليهم ليحمل الحكومة مسؤولية شلل الحكومة وتعطيلها، وإن رئيس مجلس النواب نبيه بري رد على ذلك بتحميله فريق الموالاة مسؤولية تعطيل الحكومة من خلال رفض البت في ملف شهود الزور.
السنيورة يثمن خطاب نصرالله
لكن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة رأى ان الحل يكون بأن نضع ايدينا بأيدي بعضنا الآخر منعا لجر لبنان الى الفتنة التي يروج لها البعض مثمنا الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله في يوم عاشوراء.
وعن موضوع شهود الزور قال السنيورة خلال استقبالاته في مكتبه بمدينة صيدا ان الجميع يبحث عن العدالة وليس عن متهم تلصق به تهمة معينة.
وشدد السنيورة على وجوب الانفتاح على بعضنا البعض من دون أخذ مجلس الوزراء كرهينة.
بدورها، نائب صيدا بهية الحريري قالت في لقاء مع مديري مدارس صيدا دائما لدينا في لبنان ما هو خارج عن المألوف لكن هذا ليس مهما اذا كانت هناك ارادة قوية على الانتهاء مما نحن فيه.
الى ذلك، تصدر موضوع اجتماع مجلس الوزراء الاهتمامات السياسية كافة، حيث ارتفعت الاصوات المطالبة بعقد مثل هذه الجلسة، ايا كانت العقبات لتصريف ما هو ملح من شؤون الناس.
وقال النائب سليم سلهب عضو كتلة التغيير والاصلاح اننا اليوم في جو هدنة أكثر مما نحن في جو تسوية معينة.
واضاف في تصريح اذاعي يقول: هذه الهدنة يمكن ان توصلنا الى تسوية معينة بحسب التطورات وهذه الهدنة ذات معنى سياسي ولها مدلولات سياسية وسنجتاز فترة الاعياد المقبلة بجو الهدنة السياسية ونستطيع ان نعد الناس بأن هذه الهدنة ستوصلنا الى جو تسوية علما ان الرئيس ميشال سليمان اعطى الانطباع بأننا ذاهبون في اتجاه التفاؤل بتسوية عامة.
لا علم له بمسودة مكتوبة
وعن صحة المعلومات المتداولة حول وجود نص مكتوب على خلفية المسعى السعودي ـ السوري قال النائب سلهب لإذاعة صوت لبنان نحن ككتلة تغيير وإصلاح ليس لدينا علم بالأمر ولم نتسلم نصا مكتوبا او مسودة لنص يدرس في الوقت الا اذا كانت هذه المسودة وصلت الى قيادات الصف الأول في غضون اليومين الاخيرين، هناك حديث سياسي بهذا الشأن، وتمكن ان تكون هناك مسودة لكننا لم نطلع على شيء.
وعن إمكانية عقد جلسة للحكومة لتسهيل امور الناس وتأجيل البت في ملف شهود الزور ام ان هذه القضية مازالت شرطا قال سلهب اذا حصلت جلسة اتمنى ان ينسق الرئيس سليمان مع الرئيس الحريري حتى لا يتكرر ما حصل في الجلسة الماضية لمجلس الوزراء، حيث دعا رئيس الحكومة الى جلسة وبتنا لا نعرف كيف نخرج منها.
في المطلق استبعد سلهب عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل الأعياد.
من جهته، دعا نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «أمل» الشيخ حسن المصري خلال احتفال تأبيني، «الآخرين الى المصالحة والى التوافق كما دعاهم ويدعوهم رئيس مجلس النواب نبيه بري».
وسأل المصري: «هل يمكن ان ندخل الى قاعة مجلس الوزراء وكل واحد في جهة؟»، لافتا إلى أن «بري وضع اطروحة فيها تنازل من المعارضة ولكن الآخرين لا يريدون.
لماذا لا يريدون تحويل شهود الزور إلى القضاء هل يخافون محاكمة هؤلاء الشهود؟».
واعتبر المصري «ان سكوتنا في بعض الأحيان هو لمصلحة الناس لأن هؤلاء الناس بين مطرقة الحاضر واهمال الدولة فلندخل السرور إلى القلوب بوحدتنا وتوحيدنا».
وأضاف: «تعالوا لنتصافح ونمنع أي تدخل خارجي، لنضع مشروعا لبنانيا لأن سورية والسعودية تعبتا من كذب بعض الآخرين ولأن أميركا وإسرائيل تهدداننا بالقرار الظني، هذا القرار الصهيوني».
النائب الحوت يستبعد
النائب عماد الحوت (الجماعة الإسلامية) استبعد بدوره عقد جلسة قريبا لمجلس الوزراء في ضوء إصرار فريق من اللبنانيين على إحالة ملف «شهود الزور» الى المجلس العدلي، رغم ما يشوب هذا الموقف من ضعف قانوني وقضائي.
ورأى الحوت ان على رئيس مجلس الوزراء (سعد الحريري) ان يدعو الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء بالتوافق مع رئيس الجمهورية لمعالجة مشاكل الناس وليحضر من يحضر من الوزراء، وعندها نستطيع ان نرى من المهتم فعلا بقضايا الناس، ومن يتعامل مع الناس كرهائن لتحقيق أغراضه.
وقال ردا على سؤال ان نصاب الجلسة يكون قائما حال التفاهم مع رئيس الجمهورية والا فسنبدو وكأننا في حرب داخلية.
وأكد الحوت على المظلة السورية ـ السعودية فوق لبنان، ولفت الى ان كل القوى السياسية سلمت الآن بأن القرار الاتهامي سيصدر وهي انتقلت الآن من مرحلة مواجهة ما قبل القرار الى التحضير لما بعد صدوره، علما ان اي مغامرة أمنية من اي فريق سيكون ثمنها غاليا.
وعن الوضع في طرابلس والشمال قال الحوت: الشماليون ليسوا هم المشكلة، بل المشكلة في الطابور الخامس الذي يريد ان يوقع الفتنة في الشمال ليوهم الناس بأن أهل الشمال وقود سهل للفتنة.
مجدلاني والمراسيم الجوالة
وعلى عكس زميله الحوت، فإن نائب بيروت عاطف مجدلاني لم يستبعد جلسة قريبة لمجلس الوزراء قبل الأعياد، كما لم يستبعد إيجاد صيغة لإقرار بعض البنود خارج مجلس الوزراء من خلال «المراسيم الجوالة» لمواجهة احتياجات الناس.
وقال مجدلاني: مع الأسف هناك فريق يرتكب جريمة بحق شعب، متسلحا بملف فارغ، ملف بدعة ما يسمى بـ «شهود الزور».
وأشار الى ان هناك مساعي لإقناع الفريق الآخر بأن مثل هذا الملف سيبقى فارغا حتى صدور القرار الاتهامي، انها بدعة سياسية يريدون حلها بالقانون.
وقال مجدلاني: الرئيس الحريري دعا الفريق الآخر للعودة الى المرسوم رقم 151 لسنة 1983 الذي يسمح لمجلس الوزراء بأن يستعين بالهيئة الاستشارية العليا، لكن الطرف الآخر لا يريد حلا لمشكلة اختلقها بنفسه.
وعن المراسيم الجوالة قال مجدلاني: لقد تم التفاهم بين الرئيسين سليمان والحريري على توقيع المراسيم التي لا تتطلب اجتماعا لمجلس الوزراء، بين رئيس الحكومة والوزير المختص وبإنهاء من رئيس الجهورية تسهيلا لأمور الناس.
صقر: لا قطيعة مع سورية
من جهته، رأى عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عقاب صقر ان «الأجواء الإيجابية ليست مستجدة على لبنان، بل بدأت تطغى منذ فترة، اي منذ القمة الثلاثية التي جمعت في قصر بعبدا خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان، لافتا الى ان هذه الأجواء قطعتها فترة من التشنج النابع من إرادة «حزب الله» لضرب المحكمة الدولية.
وعن العلاقات اللبنانية ـ السورية قال صقر: «لا قطيعة مع سورية وفي مناسبة الأعياد اجرى الرئيس سعد الحريري اتصالا بالرئيس السوري بشار الأسد استمر ثلث ساعة وبالتالي فإن الاتصالات مستمرة»، مضيفا: «قد تكون حصلت مشكلة بعد صدور مذكرات التوقيف السورية بحق شخصيات إعلامية وسياسية لبنانية أدت الى فترة جمود في العلاقة بين الأسد والحريري وشكلت عقبة أمام المؤسسات اللبنانية والسورية، ولكن لم تصل الأمور الى حد القطيعة».
من جهته، اعتبر النائب نواف الموسوي (كتلة الوفاء للمقاومة) ان استخدام المحكمة لمحاصرة حزب الله انقلب كيده على أصحابه بعدما تحولت الى عبء على من أطلقها وصمم اجراءها.
وقال ان الحزب يخوض اليوم بأناة وبراعة معركة تشويه السمعة المفروضة عليه أميركيا وإسرائيليا عبر ما يسمى المحكمة الدولية وهو واثق من الانتصار فيها، مؤكدا ان التهديدات الإسرائيلية التي أريد لها مؤازرة المحكمة الدولية زادت المقاومة ثقة بأنها قطعت شوطا كبيرا في إسقاط أهداف كثيرة من أهداف المشروع التآمري المسمى محكمة دولية.
الرئيس سليم الحص، سأل من وصفهم بالمتحاملين على حزب الله عن بديل للمقاومة في لبنان، أما وزير حزب الله محمد فنيش فاختزل الموقف بالقول المحكمة لم تعد تعنينا.