ثناء لبناني على أداء السفير الإيراني: نجح السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن أبادي، وبعد أشهر معدودة على تسلمه مهامه، في انتزاع اعجاب وثناء الوسط السياسي اللبناني على أدائه وديناميته السياسية وإلمامه بتفاصيل وخصوصيات الوضع اللبناني، كما نجح في اطلاق ورشة بناء علاقات سياسية مع كل الأطراف واتباع سياسة انفتاح وحوار مع قيادات وقوى 14 آذار، حيث برز على وجه الخصوص انفتاحه على مسيحيي 14 آذار «الرئيس أمين الجميل والنائبة السابقة نايلة معوض».
والمقاربة الايرانية الجديدة للوضع في لبنان لم تقف عند حدود العلاقات السياسية، وانما تعدتها الى خطاب وموقف سياسي ايجابي وتفاؤلي يبرز الحرص على الاستقرار والوحدة في لبنان ويتوسم خيرا من المبادرات والاتصالات السعودية ـ السورية.
آخر «انجازات» السفير أبادي، اعادة بناء العلاقة مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط التي كانت وصلت الى «القعر» في السنوات الماضية، لتعود مع بدايات العام الجديد الى مستواها السابق عندما يزور جنبلاط طهران تلبية لدعوة سلمها اليه أبادي في خلال زيارته الى المختارة قبل يومين.
ومن الممكن جدا، لا بل من المرجح، ان تسبق زيارة جنبلاط الى طهران زيارة الرئيس أمين الجميل الذي تسلم دعوة مماثلة ووعد بتلبيتها في الوقت المناسب، ولكن الجميل بخلاف جنبلاط ظل يواصل حملته على حزب الله فاصلا بين موقفه من الحزب وعلاقته مع ايران.
أزمة ثقة مستفحلة: ثمة أزمة ثقة متراكمة ومستحكمة بين فريقي 8 و14 آذار: يلفت مرجع معارض الانتباه الى وجوب اعتماد الحذر في مقاربة التطورات المتصلة بالمساعي العربية المدعومة اقليميا ودوليا، لان هناك بعض المؤشرات لا تدعو للاطمئنان، فالحذر واجب لأن الخشية من ان تكون بعض المواقف الايجابية تستبطن المزيد من سياسة تقطيع وشراء الوقت، وهذا الامر يحتاج الى الفحص المستمر حتى لا يكون مصير اي حل مقبل كمصير اتفاقات سابقة لم تصمد لساعات وأيام نتيجة تملص البعض من التزاماته تجاهها.
وتخشى أوساط تيار المستقبل من ان يكرر حزب الله عرفا بات يستعمله في اللحظات الحرجة وهو عرف اعطاء التعهدات المكتوبة وغير المكتوبة ثم الانقضاض عليها فيما بعد، وهو عرف طبقه حزب الله وحلفاؤه خلال الاعتصام في وسط بيروت حيث اعلن حزب الله ان المعارضة يومها جاهزة للالتزام بنتائج الانتخابات النيابية ثم تبين انه لم يلتزم ولا حلفاؤه، وطبقه أيضا في البيان الوزاري الذي التزم فيه بالمحكمة بشكل واضح ثم عاد عن هذا الالتزام وتصرف كأنه معارضة داخل الحكومة.
اهتمام فاتيكاني بالوزير الصفدي: لمس الوزير محمد الصفدي أثناء زيارته حاضرة الفاتيكان للبحث مع المسؤولين في الأوضاع اللبنانية في ضوء التطورات والمستجدات في المنطقة وانعكاساتها على الساحة المحلية، اهتماما فاتيكانيا لافتا ومميزا، خصوصا ان المسؤولين الفاتيكانيين استمعوا الى العرض الذي قدمه بكل اصغاء واهتمام بعدما شدد على دور الفاتيكان على الساحة اللبنانية وفي تحقيق المصالحة المسيحية ـ المسيحية، وحمل المسيحيين على الانخراط في الدولة وعدم الانكفاء وعلى التجذر في أرضهم وعدم الهجرة. وتكريما للوزير الضيف الذي كانت له اجتماعات مطولة مع وزير خارجية الفاتيكان المونسينيور دومينيك مومباردي ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان المونسينيور جان لوي توران وعدد من المسؤولين، فتح المسؤولون «القبو» الذي وضع فيه جثمان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني حيث دخله الوزير والوفد المرافق في خطوة لافتة قبل ان يفتح المسؤولون القبو امام الزوار الذين يزورون أقبية الفاتيكان حيث يدفن البابوات وحيث ضريح مار بطرس وبولس.