بيروت ـ احمد منصور
نفى عضو تكتل لبنان اولا النائب خالد زهرمان ان يكون رئيس الحكومة سعد الحريري قد تبلغ النقاط الاساسية لاتفاق التسوية خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الاميركية وقال: من غير الصحيح انه تعرض لضغوط من المملكة العربية السعودية، مؤكدا ان الجهود السعودية ـ السورية مازالت مستمرة وان هناك تفاؤلا من جميع الفرقاء حول المبادرة العربية، مشيرا الى ان كل ما رشح حتى الساعة اجواء ايجابية تحيط بتلك الجهود، لافتا الى ان فريق المعارضة مازال يتمسك بمواقفه، وان ما نطرحه هو كيفية معالجة تداعيات القرار الاتهامي وليس الالتفاف على المحكمة الدولية وقراراتها، مشددا على انه يجب ان تكون لدى المعارضة قناعة بأن المحكمة سائرة ولا تتأثر بأي قرار، سواء كان لبنانيا او خارجيا.
وقال زهرمان في تصريح لـ «الأنباء»: ان القرار الاتهامي سيصدر مهما كانت الاعتبارات، فالقضاة في المحكمة يتعاملون بمهنية في هذا المجال، ولا يمكن ان نؤثر على المحكمة ولا على قراراتها، وان كل ما نستطيع ان نفعله هو كيفية معالجة تداعيات هذا القرار الاتهامي على الداخل اللبناني، فالكلام عن ان المحكمة والقرار الاتهامي سيساهمان في زعزعة الاستقرار هو كلام مجاف للحقيقة، لان المحكمة هي التي تساهم في تثبيت الاستقرار، مؤكدا ان التسوية لن تكون على حساب المحكمة اطلاقا.
وعما اذا كانت المخاوف مازالت سائدة من إقدام حزب الله على عمل معين على خلفية تداعيات القرار الاتهامي، قال زهرمان «مازلنا متفائلين، وبعض الاجواء تشير الى ان حزب الله لن يقوم بأي خطوة على الارض، واننا نتمنى ان يتفهم حزب الله ان اي خطوة يقدم عليها تضر بمصالح جميع اللبنانيين وسيكون لها تداعيات في كل المنطقة، لذلك نتمنى ان يكون الحوار هو الوسيلة الفضلى لمعالجة هذه الامور، ونحن منفتحون الى اقصى الحدود للحوار ولمعالجة اي مشكل تحت العناوين الرئيسية، وثوابتنا والتي هي المحكمة والعدالة والاستقرار، فتحت هذه الثوابت نحن على استعداد لمناقشة اي امر وأي موضوع».
وحول مواقف وتصريحات العماد ميشال عون في التهجم باستمرار على الحكومة ورئاسة الجمهورية، رأى زهرمان ان هذا ليس بجديد لدى عون، مشيرا الى ان الجديد هو استهدافه مؤخرا لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مؤكدا انها حملة في محاولة لاضعاف رئيس الجمهورية، معتبرا ان عون التزم موضوع الهجومات نيابة عن حزب الله.
وعن المعلومات حول توزيع السلاح في منزل وزير الطاقة جبران باسيل في منطقة البترون في الشمال قال زهرمان: ان قوى المعارضة توزع السلاح في بعض المناطق كطرابلس وعكار واما على صعيد البترون فالمعلومات مازالت غير معروفة، وهذا الامر لم يعد خافيا على اللبنانيين، فهناك تشكيل خلايا ربما لاستعمالها اذا كان هناك من وضع امني معين، واننا نتمنى ان تسود لغة العقل على لغة الجنون السياسي وضرورة ان ينفهم الجميع انه ليس لاحد من مصلحة في اي هزة امنية في البلاد.
واضاف: ان اجواء التفاؤل كبيرة حتى الساعة، فهناك تقدم على جبهة التفاوض السوري ـ السعودي، واننا نأمل ان تكون السنة الجديدة بادرة لحل يرضي جميع الاطراف السياسيين ويطمئن حزب الله، فحزب الله ربما لديه هواجس، ونحن نساعده كي يطمئن، واننا حريصون على المقاومة كحرصنا على المحكمة الدولية والعدالة، ولكن نحن لدينا ملاحظات وتحفظات على تجاوزات حزب الله في استخدام سلاحه في الدادخل في اطار اعتراضنا على السلاح، فاذا كان السلاح موجها جنوبا فهو سلاح مقاومة، وكلنا نؤيده، واما اذا توجه شمالا والى الداخل، فكلنا نرفضه لانه يكون عندها سلاح ميليشيات.
وختم زهرمان بالاشارة الى ان اي هزة داخلية لبنانية سيكون لها تداعيات في المنطقة العربية، مشيرا الى ان الجهود العربية تيقظت لهذه المسألة وتعمل على مساعدة اللبنانيين، مشددا على اهمية وضرورة ان يكون الحوار لبنانيا ـ لبنانيا لمساعدة المساعي السورية ـ السعودية لايجاد الحلول، معتبرا ان لغة الحوار في الداخل هي المهمة لا ان ننتظر ما يأتينا من الخارج.