بيروت ـ عمر حبنجر
انتهت عطلة الاعياد الميلادية، وعادت حليمة اللبنانية الى عادتها القديمة.. تسريبات واجتهادات واحتمالات تطرح بصيغة الحاصل.طبعا المحكمة الدولية هي المحور، والمساعي السعودية ـ السورية حجر الرحى، وموطن الامل، ومازالت الرمادية هي اللون الغالب على مواقف كثيرة رغم اصرار بعض اطراف المعارضة على انه لن تكون هناك رمادية في المواقف من المحكمة الدولية مع الدخول في السنة الجديدة فإما ابيض واما اسود.
وحتى تبيان لون مواقف الفرقاء يبرز اليوم وصول رئيس مكتب الرئيس الايراني احمدي نجاد، رحيم مشائي الى بيروت، ناقلا رسالة من الرئيس نجاد الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ويناقش مع بعض المسؤولين اللبنانيين العلاقات بين البلدين، في وقت يباشر فيه الرئيس ميشال سليمان اتصالاته لعقد جلسة لمجلس الوزراء عبر التشاور مع رئيس الحكومة سعد الحريري، بهدف الافراج عن 500 ملف عالق في المجلس المعطل بسبب النزاع حول ملف شهود الزور.
وقبل الدخول في المتاهات السياسية الداخلية علمت «الأنباء» ان اتصالات يجريها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لعقد قمة روحية اسلامية ـ مسيحية في مقر البطريركية المارونية في بكركي نهاية هذا الاسبوع لمعالجة واحتواء العنف الطائفي الحاصل في مصر والعراق واخيرا في نيجيريا، حيث جرى احراق كنيسة.
بري: هذا شهر الحسم
وفيما يرى الوزير السابق ميشال سماحة الوثيق الصلة بدمشق، «اننا مازلنا في محلنا»، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري الشهر الجاري «بشهر الحسم»، لكنه امتنع عن اعطاء اجابات حاسمة خلال لقاءات اعلامية حول التفاؤل او التشاؤم، مكتفيا بالقول: «لا تقول فول حتى يصير في المكيول».
وقال بري ان هذا العام لن يكون افضل من العام الماضي، ولن يكون اسوأ منه، مع تسجيل انخفاض منسوب الصبر لديه تجاه معادلة الاخذ والرد التي استغرقت وقتا طويلا بحسب تعبيره.
ونبه بري الى ان الاستقرار الامني الراهن يبقى عرضة للاهتزاز داعيا الى عدم النوم على حرير.
وردا على مشروع النائب بطرس حرب لعدم بيع الاراضي الا لابناء الطائفة الواحدة ذكر بري بمطالباته المتكررة بالغاء الطائفية السياسية عملا باتفاق الطائف، متوقعا جلسة تشريعية هذا الشهر.
بينما برر المستشار الإعلامي للرئيس نبيه بري علي حمدان التكتم الحاصل في الصيغة الجاري العمل عليها بالحديث الشريف «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان» وذلك لضمان نجاح المساعي واستمرار الاستقرار بعيدا عن المؤثرات الخارجية التي من الممكن ان تؤثر سلبا، أو احاطة هذه المؤثرات بشبكة أمان أو بـ «قبة حديدية» منعا لمفاعيلها، والأهم من كل ذلك الاحتفاظ بالاستقرار.
تعطيل المؤسسات خيانة عظمى
في غضون ذلك راعي ابرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي، سأل امس بأي سلطة واي سلطان يمكن اقفال مجلس النواب وتعطيل مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية واصفا ذلك بالجرائم والخيانات العظمى بحق الوطن عندما يعطل الحاكم البلد.
وطالب بانتظار صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية، وان التصعيد يجب ان يكون قضائيا وليس امنيا، ولا يحق لأي مسؤول من الطرفين ان يعطل شؤون الناس، بسبب الخلاف على شهود الزور، موضحا ان الانقلاب حاصل في البلاد وهو خيانة عظمى بحق الشعب اللبناني.
واذ استنكر المطران الراعي ما حصل في الاسكندرية قال ان من حق المسيحيين في مصر ان يقوموا بردة الفعل العنيفة ليؤكدوا وجودهم.
ورد النائب هاني قبيسي عضو كتلة التحرير والتنمية بالقول: ان فريق المعارضة لم يدع في يوم من الايام الى وقف عجلة الدولة او مجلس الوزراء، واضاف: حتى لو اختلفنا على امر ما فلينعقد مجلس الوزراء مرة واثنتين وثلاثا من اجل الوصول الى حلول.
في غضون ذلك نقلت «الشرق الأوسط» عن قيادي في تيار المستقبل قوله إن من يريد من التسوية السورية ـ السعودية إنهاء المحكمة الدولية، لا يبحث عن حل ولا يريد ملاقاتنا في منتصف الطريق، انما يطلب الاستسلام لمشيئته والخضوع الى شروطه وهذا لن يحصل تحت أي ظرف.
ويتعارض هذا القول مع تصريح للشيخ نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اعتبر فيه ان أي مسعى عربي لإنقاذ لبنان يجب ان يرتكز على رفض المحكمة الدولية وضمن إطار موقف لبناني موحد.
بدورها قالت صحيفة «الأخبار» المعارضة ان النص المرتبط بالمسعى السعودي ـ السوري تحول الى بنود في صياغة دقيقة تتضمن مشروعا لتطبيق ما لم يطبق من اتفاق الطائف.
وعن الشخصيات التي باتت على اطلاع وحصلت على نص البنود قالت هم: الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونجله عبدالعزيز، والرئيس نبيه بري ومعاونه علي حسن خليل، والرئيس الحريري ومستشاره نادر الحريري، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومعاونه السياسي الحاج حسين خليل، والعماد ميشال عون.
واعتبرت ان تعيين سفير أميركي في دمشق مع نهاية السنة الفائتة كان خطوة إيجابية لصالح المظلة السعودية ـ السورية، وان جهود سورية لضمان تنفيذ الاتفاق مع السعودية من قبل حلفائها في لبنان لن يكون مجانيا، وتوقعت انتقال الحوار السوري ـ الأميركي بعد تعيين السفير الى مرحلة نشطة لما يعزز الإيجابيات المرتبطة بالأزمة اللبنانية، عبر التواصل السعودي ـ السوري.
شطح: لا معطيات حاسمة
من جهته، قال الوزير السابق والمستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة محمد شطح امس ان فترة المراوحة التي يعيشها لبنان الآن مكلفة جدا.
وتمنى شطح بعد زيارته البطريرك الماروني نصرالله صفير الخروج من هذا الوضع بسرعة وعودة الحوار والكلام الجدي بين الزعماء السياسيين.
وتعقيبا على كلام الرئيس نبيه بري أمس، حول ان هذا الشهر سيكون شهر الحسم، قال شطح: ليس لدي معطيات خاصة انما أتمنى ان تنصب كل الجهود في مصلحة الناس من أجل إنهاء هذه المراوحة بشكل إيجابي.