بيروت ـ عمر حبنجر
لم يتأثر التحرك التركي القطري المنطلق من دمشق واسطنبول، بالعراضات والتجمعات الشبابية، الملثمة وغير المسلحة التي انتشرت في شوارع العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية، في صباح امس الباكر ما اثار قلق الناس واقفل ابواب المدارس.
وارتبط التحرك الذي عزي الى مجموعات تابعة لحركة امل، التي يقودها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بتسليم المدعى العام الدولي دانيال بلمار مسودة قرار الاتهام الى قاضي الاحالة في المحكمة الدولية دانيال فرنسين، لكن بيانا صدر عن قيادة حركة أمل، ينفي ان يكون المنتشرون على طريق المطار وفي شوارع واحياء البسطة والنويري وبشارة الخوري والطيونة، تابعين للحركة وسرعان ما تبين انهم من حزب الله.
وكرس انسحاب هذه المجموعات المنظمة من الشوارع اعتبارا من الثامنة صباحا، الاعتقاد بان غرضها اجراء عرض علني تهويلي اظهارا لما قد يحصل، فيما لو صدر قرار الاتهام متضمنا ضلوع مسؤولين سوريين او ايرانيين او من حزب الله، او من اي طرف من هؤلاء، في الجريمة، انطلاقا من اعتبارهم القرار والمحكمة الذي سيؤول اليها مسيسين او مبنيين على افادات شهود غير صادقين.
جرس إنذار
ونقل موقع «ناو ليبانون» الالكتروني عن مصادر مطلعة على اجواء «حزب الله» حصول «انتشار ميداني لمجموعات تابعة للحزب وحلفائه في عدد من احياء العاصمة فجر الثلاثاء لقرابة الساعتين»، موضحة ان «هذا الانتشار الذي لم يعلن حزب الله تبنيه وقصد احاطته بالغموض، جاء بمثابة رسالة مباشرة للداخل والخارج بأن حزب الله يملك زمام المبادرة في لبنان بغض النظر عن نظريات «الضرب بيد من حديد»، وما حصل فجر الثلاثاء انما هو تأكيد على دخول لبنان مرحلة جديدة تماشيا مع ما كان السيد حسن نصرالله قد اعلنه لجهة ان مرحلة ما بعد القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية لن تكون كما قبله».
واذ اكدت ان «عنصر المباغتة كان مركزيا ومقصودا في تحرك مجموعات حزب الله فجر الثلاثاء، وهو عنصر سيطبع جميع تحركات الحزب وخطواته في مرحلة ما بعد اعلان تسليم القرار الاتهامي»، لفتت هذه المصادر الى ان «حزب الله يتجه في هذه المرحلة لتظهير سلسلة خطوات تصعيدية بمواجهة القرار الاتهامي، وليس ما جرى فجر الثلاثاء سوى جرس انذار انطلاقها»، متوقعا في هذا المجال «ان يكون مقر الامم المتحدة في وسط العاصمة هدفا لتحركات حزب الله الميدانية كرد مبدئي مباشر على اعلان تسليم المدعي العام الدولي قراره الاتهامي» الى قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان.
وليامز إلى اسطنبول وإقفال «الأسكوا»
وتأكيدا لهذه المعطيات غادر ممثل الامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز بيروت الى اسطنبول امس، وجرى ابلاغ موظفي الامم المتحدة بواسطة الرسائل الخليوية والانترنت وجوب عدم التوجه الى مقر «الاسكوا» في وسط بيروت الا بناء على الاتصال مسبق من رئاسة المقر.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان التجمعات الشبابية التي ظهرت بكثافة في الصباح، خففت الانتشار لكنها لم تغادر الشوارع، وعادت الى كثافتها في المساء.
في هذا الوقت زار قائد الجيش العماد ميشال قهوجي دمشق امس والتقى الرئيس بشار الاسد والقادة العسكريين السوريين، وبحث في قضايا تهم جيشي البلدين.
وكان الرئيس ميشال سليمان، والعماد جان قهوجي طمأنا الأطراف المعنية بان الجيش سيمنع اي تفلت للامن، وسيتدخل مباشرة ودون تردد عند وقوع اي حادث امني.
ونقل عن العماد قهوجي ان اي انزلاقة امنية ستكون خطيرة وستستغلها اسرائيل، وابلغ سفيرة دولة غربية كبرى ان اللبنانيين يأكلون العصي، بينما يعدها الآخرون، وقد ردت السفيرة بحسب المصادر المطلعة بطمأنته الى ان لا صفقات على حساب لبنان، انطلاقا من المساعي المستمرة.
إشارة الى ان حركة المطار او الملاحة البحرية او البرية لم تتأثر بـ «همروجة» الصباح لكن الكثيرين غادروا بيروت الى الجبال بعد ان اغلقت معظم المدارس ابوابها تحسبا واحترازا.
توسيع دائرة الاتصالات الخارجية
ومع محادثات الوزيرين القطري والتركي في بيروت ينتظر ان تتوسع دائرة الاتصالات والمشاورات وصولا الى حلول ترضي مختلف الاطراف، بعد التأكيد على انه لن يكون غير الحريري من يسمى لرئاسة الحكومة.
وستشمل الاتصالات بعد تركيا وسورية وقطر، ايران والسعودية وفرنسا، وقالت المصادر ان دول قمة دمشق متفقة على هدف صيانة استقرار لبنان الذي يشكل مصلحة للجميع، وعلى أساس المسعى السوري ـ السعودي وان زيارة وزير الخارجية الايرانية بالوكالة علي صالحي الى تركيا تدخل في هذا الاطار.
حزب الله نراقب ما يجري في لاهاي
وبملاقاة بري كشف مصدر في حزب الله لجريدة «الشرق الأوسط» ان الحزب يراقب ما يجري في لاهاي على صعيد محاولة تسريع صدور القرار الاتهامي، وقال اذا كان ثمة امور قابلة للنقاش فهي لم تعد كذلك بعد صدور القرار لافتا الى ان كل السيناريوهات واردة والامور مرهونة بأوقاتها.
|
انتشار للجيش اللبناني في بيروت وفي الإطار طلاب يغادرون مدارسهم بعد أنباء عن انتشار مسلحين في العاصمة (محمود الطويل) |