عواصم ـ داود رمال ـ عاصم علي
انهى لبنان والنواب مرحلة تكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة ليدخل مرحلة التأليف بفوز مرشح المعارضة النائب نجيب ميقاتي بـ 68 صوتا، في حين حصل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على 60 صوتا كما كان متوقعا.
وعملا بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، وبعدما تشاور رئيس الجمهورية مع دولة رئيس مجلس النواب استنادا إلى الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها رئيس الجمهورية بتاريخ 24 و25/1/2011 والتي اطلعه على نتائجها رسميا بتاريخ 25/1/2011، استدعى الرئيس دولة الرئيس الاسبق محمد نجيب ميقاتي وكلفه تشكيل الحكومة».
بيان الرئيس المكلف
ولدى خروجه من الاجتماع مع الرئيس سليمان، ادلى رئيس الحكومة المكلف بيان قال فيه: «تشرفت بمقابلة فخامة رئيس الجمهورية في حضور دولة رئيس مجلس النواب، حيث اطلعني على نتائج الاستشارات النيابية الملزمة التي انتهت بتسميتي رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة الجديدة. إنني، في هذه المناسبة، أشكر النواب الذين منحوني ثقتهم، كما احترم مواقف الآخرين، وذلك انسجاما مع قواعد الديموقراطية».
وتابع «لقد أكدت لفخامة الرئيس ان التعاون سيكون كاملا بيننا لتشكيل حكومة جديدة يريدها اللبنانيون حكومة تحفظ وحدة بلدهم وسيادتهم، وتحقق تضامن ابنائه وتحمي صيغة العيش المشترك، وتحترم القواعد والاصول الدستورية، كما سأنجز غدا (اليوم) بإذن الله، زياراتي التقليدية إلى أصحاب الدولة رؤساء الحكومات السابقين، على أن أجر الاستشارات مع الكتل النيابية ابتداء من الخميس غدا في مجلس النواب، وكلي أمل أن تسفر هذه الاستشارات عن ولادة قريبة للحكومة الجديدة التي اتطلع الى أن تكون حكومة تواجه، بمسؤولية وطنية جامعة، كل التحديات التي تنتظرنا وتكون على مستوى طموحات اللبنانيين وآمالهم. وأضاف ميقاتي لاحقا في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية ان تسمية حزب الله له في الاستشارات النيابية لترؤس الحكومة لا تلزمه في الوقت الحاضر بأي موقف سياسي «سوى التمسك بحماية المقاومة الوطنية». واضاف ردا على سؤال عن اتهامه بأنه «مرشح حزب الله»، «لا يجوز الحكم مسبقا علي او على تصرفاتي، لاسيما من جانب المجتمع الدولي». وردا على تعبير واشنطن عن قلقها ازاء الوضع اللبناني بعد تسميته، قال ميقاتي «واشنطن مهمة جدا بالنسبة لي، لا يمكن الا ان تكون لنا علاقات جيدة، واتمنى ان يبقوا على دعمهم للبنان». واضاف «هم يعرفون تاريخي، قد لا تكون علاقة شخصية لكنهم يعرفون ما انا قادر عليه». وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء ان السيطرة المحتملة لحزب الله على الحكومة اللبنانية «سيكون لها بالتأكيد تأثير» على العلاقات مع الولايات المتحدة. وعن الاتهامات الموجهة اليه بانه «مرشح حزب الله»، قال رئيس الحكومة المكلف «منذ اللحظة التي اعلنت فيها ترشيحي، أصبحت بحاجة الى كل صوت في المجلس النيابي لكي اصل الى مرحلة التسمية واكون انا الرئيس المكلف ثم رئيس مجلس الوزراء». وتابع «بما انني بحاجة الى اي صوت وبدأت معركتي الانتخابية، من الطبيعي ان أسأل حزب الله ان يؤيدني لأن له كتلة كبرى في المجلس النيابي».
لا عقوبات ولا فيتنام
وفيما حذر مسؤول 14 آذار من أن حكومة الأمر الواقع ستواجه برفض دولي، أكد مسؤول ديبلوماسي أوروبي ان الاتحاد الأوروبي سيقبل مرشح كتلة «8 آذار» التي يقودها «حزب الله» في حال فوزه بغالبية ديموقراطية في الاستشارات النيابية الإلزامية لتكليف رئيس حكومة، متوقعا أن تحذو بقية الدول حذو أوروبا «لأننا نتحدث عن عملية دستورية».
وأوضح في مقابلة مع «الأنباء» في لندن أن «الغرب تعايش مع النفوذ السوري في لبنان لسنوات وسنوات، ولا نقول إننا نرحب به، ولكن لن تكون هناك عقوبات أو فيتنام أو ما شابه ذلك».
وأضاف أن «موقفنا من محكمة الحريري معروف، لديها شرعية دولية ومدعومة من الاتحاد الأوروبي وتساهم دول أوروبية في تمويلها».
وأشار المسؤول الى أن «ألمانيا دفعت حصتها العام الماضي في تمويل المحكمة الخاصة من أجل لبنان، وهي 1.5 مليون دولار. ندعم المحكمة، ولا نعتقد أن العدالة وتشكيل حكومة مستقرة يتناقضان. لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، فإذا حصل قبول وانتخاب ديموقراطي لمرشح 8 آذار، فسنتعاون، ولكننا سنطلب من الحكومة اللبنانية الالتزام بقرار مجلس الأمن الخاص بمحكمة الحريري». وفي خصوص فرض عقوبات تحت الفصل السابع ضد لبنان إذا انسحب من اتفاقية المحكمة، أبدى المصدر الأوروبي شكوكه في ذلك، مؤكدا أن معلوماته تشير إلى «عدم وجود خطط لذلك. في النهاية، الدول الأوروبية ترغب في استقرار لبنان».
نصرالله: نتفهم كل المشاعر
من جانبه، لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال إحياء أربعين الإمام الحسين في بعلبك إلى ان «لبنان يعيش في هذه الأيام مرحلة صعبة وحساسة وهي بحاجة إلى تصرف مسؤول وفعل مسؤول وكلام مسؤول»، مؤكدا ان ما تطمح إليه المعارضة هو «تعاون الجميع للعبور من هذه المرحلة الدقيقة»، مشيرا إلى انه «في مواجهة التطورات والأحداث لجأنا إلى المؤسسات الدستورية والخيارات القانونية في مواجهة القرار الظني الذي يستهدف المقاومة وقمنا بعمل طبيعي وهو حقنا الدستوري بتقديم وزراء المعارضة استقالاتهم ثم ذهبنا إلى استشارات نيابية أدت إلى نتيجة واضحة».
وأكد السيد نصرالله انه «بطبيعة الحال نحن نتفهم كل المشاعر لأنه كانت هناك أعصاب مشدودة وكان هناك توتر سياسي وعاطفي وإعلامي»، لافتا إلى ان «معركة الاستشارات كانت قوية جدا وأنا أقول لكم كثيرون في هذا العالم تدخلوا، وتصوروا أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل برؤساء أحد الكتل النيابية ليطلب منه التصويت لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري»، مشيرا إلى ان «دول كثيرة تدخلت ونحن نتفهم هذا الأمر ونقول هذه معركة سياسية كانت في دائرة الوضع القانوني والدستوري». السيد نصرالله اعتبر انه «لو كان المشهد اليوم هو بالعكس والمرشح الآخر هو الذي كلف وخرج بعض الناس ليتظاهروا كما حصل، لكان بدأ التنديد من واشنطن إلى عواصم الغرب إلى العديد من العواصم العالمية، ولشهدتم حملة عالمية تصف الذين خرجوا من المعارضة بأنهم إرهابيون ودكتاتوريون ورافضون للإرادات الدستورية، لكن لأن التظاهر ونتفهمه من فريق آخر نجد العالم كله سكت، من يتحدث عن احترام الشرعية اللبنانية والغالبية والمؤسسات الدستورية سكت». ودعا الأمين العام لحزب الله إلى اغتنام الفرصة السياسية الجديدة في لبنان، مؤكدا ان «التهويل على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لن يجدي نفعا»، داعيا الى دعم الرئيس ميقاتي على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب» وإعطائه فرصة لعام واحد، معتبرا ان «القول إنه مرشح حزب الله محاولة للضغط عليه وهذه الكلمة مفهوم منها التحريض المذهبي والأمر ليس كذلك». في غضون ذلك، أكدت كتلة المستقبل بعد اجتماع لها امس إلى ان النتيجة التي أفضت إليها الاستشارات لا تعبر عن دقة الاختيار ولا التزاما بأصوله. كما اشارت مصادر 14 آذار ان الحريري سيتوجه إلى المعارضة مع باقي حلفاءه.
خريطة تصويت الكتل النيابية بين الحريري ومقياتي
-
1 ـ كتلة المستقبل تضم 37 نائبا هم: سعد الحريري، فؤاد السنيورة، بهية الحريري، ميشال فرعون، جان اوغاسبيان، سيرج طورسركيسيان، عمار الحوري، محمد قباني، عاطف مجدلاني، نبيل دو فريج، غازي اليوسف، باسم الشاب، خالد الضاهر، خالد زهرمان، رياض رحال، هادي حبيش، نضال طعمة، معين المرعبي، خضر حبيب، سمير الجسر، بدر ونوس، احمد فتفت، هاشم علم الدين، فريد مكاري، نقولا غصن، محمد الحجار، طوني أبو خاطر، عاصم عراجي، عقاب صقر، شانت جنجيان، كمال الجراح، زياد القادري، نايلة تويني، روبير فاضل، محمد كبارة، نهاد المشنوق، سيبوه كلبكيان.
-
2 ـ كتلة اللقاء «النضال الديموقراطي» الجديدة وتضم 7 نواب صوتوا للرئيس ميقاتي وهم: وليد جنبلاط، غازي العريضي، أكرم شهيب، ايلي عون، علاء الدين ترو، نعمة طعمة، وائل أبو فاعور.
-
3 ـ كتلة التغيير والإصلاح كانت تضم 21 نائبا صوتوا للرئيس ميقاتي وهم: ميشال عون، نعمة أبي نصر، جيلبرت زوين، فريد الخازن، يوسف خليل، إبراهيم كنعان، نبيل نقولا، سليم سلهب، غسان مخيبر، ادغار معلوف، الان عون، ناجي غاريوس، حكمت ديب، زياد اسود، عصام صوايا، ميشال حلو، إميل رحمة، وليد خوري، سيمون أبو رميا، عباس هاشم، فادي الأعور.
-
4 ـ كتلة التحرير والتنمية وتضم 13 نائبا صوتوا لميقاتي وهم: نبيه بري، علي عسيران، ميشال موسى، علي خريس، عبد المجيد صالح، عبد اللطيف الزين، ياسين جابر، أيوب حميد، علي بزي، أنور الخليل، علي حسن خليل، غازي زعيتر، هاني قبيسي.
-
5 ـ كتلة الوفاء للمقاومة تضم 13 نائبا صوتوا لميقاتي وهم: محمد رعد، محمد فنيش، حسن فضل الله، علي فياض، حسين الموسوي، حسين الحاج حسن، علي المقداد، نوار الساحلي، وليد سكرية، كامل الرفاعي، علي عمار، بلال فرحات، نواف الموسوي.
-
6 ـ كتلة القوات اللبنانية وتضم 6 نواب صوتوا للحريري: فريد حبيب، ستريدا جعجع، ايلي كيروز، جورج عدوان، جوزف معلوف، انطوان زهرا.
-
7 ـ كتلة الكتائب وتضم 5 نواب صوتوا للحريري: سامي الجميل، سامر سعادة، فادي الهبر، ايلي ماروني، نديم الجميل.
-
8 ـ كتلة الطاشناق وتضم نائبين صوتا لميقاتي وهما: آغوب بقرادونيان، ارتور نظاريان.
-
9 ـ كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي وتضم نائبين صوتا لميقاتي وهما: اسعد حردان، مروان فارس.
-
10 ـ كتلة حزب البعث وتضم نائبين صوتا لميقاتي هما: عاصم قانصوه وقاسم هاشم.
-
11 ـ كتلة التكتل الطرابلسي وتضم 4 نواب: نجيب ميقاتي وأحمد كرامي قاسم عبدالعزيز ومحمد الصفدي (3 لميقاتي و1 للحريري وهو قاسم عبدالعزيز).
-
12 ـ كتلة تيار المردة لديها ثلاثة نواب صوتوا لميقاتي وهم: سليمان فرنجية، سليم كرم، اسطفان الدويهي.
-
13 ـ كتلة اليسار الوطني الديموقراطي وتضم نائبا واحدا وهو أمين وهبي صوت للحريري.
-
14 ـ الجماعة الإسلامية لديها نائبا واحدا صوت للحريري وهو عماد الحوت.
-
أما المستقلون فهم ميشال المر(حريري)، طلال ارسلان (ميقاتي)، تمام سلام (حريري)، دوري شمعون (حريري)، بطرس حرب (حريري)، روبير غانم (حريري)، ونقولا فتوش (ميقاتي).
-
15 ـ انفضل 4 نواب عن اللقــاء الديمـوقراطي قبل ان يفرط وقد صوتوا للحريري وهم: مروان حمادة، فؤاد السعد، هنري حلو وانطوان سعد.