بيروت ـ عمر حبنجر
المراوحة الحكومية مستمرة وتعقيدات «اهل البيت» متواصلة، والرئيس المكلف نجيب ميقاتي مستمر في محاولته لاخراج الحكومة من عنق الزجاجة الضيق، وقد عقد مساء اول من امس اللقاء الرابع مع الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا بعيدا عن الاعلام محاولين توسيع المخارج وتضييق الاختلافات، لكن عقدة وزارة الداخلية مازالت على اشدها، فالعماد عون متمسك بها مدعوما بصمت حلفائه بينما يصر الرئيس ميشال سليمان على اعطائها لمن يرتاح اليه بالاستناد الى الدستور والاعراف والسوابق.
الرئيس ميقاتي وفي حديث متلفز، رأى ان امور تشكيل الحكومة تسير وفق الخطط المرسومة ومن دون تسرع، كاشفا عن خطوط اتصالات مع السعودية، لافتا الى سعي «بعض الافرقاء» لدى جهات دولية الى استصدار قرار دولي تحت الفصل السابع انطلاقا من طريقة التعامل مع الطلبات الاخيرة لبلمار.
وقال انه هو من يشكل الحكومة ويحدد مواقيتها واعترف بوجود تحديات. بيد ان مصادر ديبلوماسية في الامم المتحدة سارعت الى نفي ان يكون هناك اي مشروع قرار او اي شيء آخر يتعلق بلبنان في مجلس الامن.
وردا على سؤال لـ «النهار» حول قول الرئيس المكلف ان هناك من يعد مشروع قرار عن لبنان في مجلس الامن تحت الفصل السابع، قالت المصادر باستغراب: لم نر شيئا من هذا القبيل، ولم نجر اي نقاش بشأن لبنان في الآونة الاخيرة، ولا نعد اي نص له علاقة بلبنان في مجلس الامن.
من جهته، شدد الرئيس سعد الحريري على عدم التراجع في موضوع السلاح وفي موضوع المحكمة الدولية، وشن حملة على مواقف الرئيس نبيه بري خلال استقباله رؤساء بلديات وعائلات عكارية ومن اقليم الخروب.
الحريري الذي غادر ليل اول من امس الى الرياض اكد في تصريح لـ «النهار» انه حاول بكل معنى من اجل حكومة وحدة وطنية تحت عنوان المصالحة والشراكة الحقيقية، لكن الفريق الآخر لم يقم بما يساعد على انجاح هذه الشراكة.
وقال: انا لست رجلا يستسلم، رفيق الحريري حمى المقاومة وانا حميتها ايضا، لكني لست مستعدا لحمايتها بعد اليوم بعدما تحولت الى سلاح بوجه اللبنانيين.
وسأل الحريري: هل علي ان اكون شريكا في سلاح يرفع بوجه اللبنانيين؟ وقال: المقاومة الحقيقية كانت قائمة على الشعب والدولة.
وحول عدم اقحامه سورية في مسؤولية اسقاط حكومته، اعتبر الحريري ان ما قام به كان تدعيما لعلاقة من دولة الى دولة «ولا اريد اعادة هذه العلاقات الى الوراء مجددا».
في هذه الاثناء وفيما يتواجد رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري في الرياض، اعرب النائب وليد جنبلاط في حديث لقناة «فرانس 24» عن امله في ان «تسمح الظروف يوما ما بلقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لشرح الموضوع المتصل بانقلابه على الحريري»، معولا في ذل على ان يكون تبلغه قطع الملك عبدالله العلاقة معه «سحابة صيف».
من جانبها، قالت سفيرة بريطانيا في لبنان فرنسيس غاي لصحيفة «السفير» ان القرار الاتهامي بجريمة اغتيال الحريري ورفاقه صار وراء حزب الله، وان لدينا ثقة بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي.وأضافت: السلاح أدى الى تغيير الحكومة، وهو أخاف النائب وليد جنبلاط، وأنا أعتقد انه اذا تألفت حكومة جديدة فستكون بحسب الدستور ونحن سنتعامل معها لكننا نتوقع منها احترام قرارات مجلس الأمن الدولي خصوصا القرارين 1701 و1757 المتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وسنحكم على اي حكومة مقبلة بهذا المعيار سواء كانت بعدة ألوان او بلون واحد أو بلا لون، المهم البرنامج الذي ستتبعه وردود فعلها تجاه القرارات الدولية.
وتابعت: ينبغي الاعتراف بأن من غيّر الحكومة هو وليد جنبلاط، ويبدو لي من الخارج ان حضور السلاح مع البعض الذين يعيشون على مسافة قريبة من شعب وليد جنبلاط ساعد على تغيير وجهة نظره.