بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب د.يوسف خليل ان الوثيقة السياسية لقوى «14 آذار» تقليدية بامتياز بحيث لم تأت بشيء جديد على مستوى مقاربتها للعناوين الخلافية بين اللبنانيين، لاسيما على مستوى سلاح المقاومة والمحكمة الدولية، كونهما العنوانين الاكثر جدلا وتوظيفا في الاصطفافات السياسية، معتبرا ان الوثيقة المذكورة وبالرغم من اثارتها لمخاوف وهواجس فئة واحدة من اللبنانيين، الا انها لم تتحدث عن كيفية معالجة تلك الملفات الخلافية تحت سقف مشترك لتوحيد رؤية الحل واستحداث آلية مشتركة تعمل على تطبيقها بما يرضي جميع اللبنانيين على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
ولفت النائب خليل في تصريح
لـ «الأنباء» الى ان ما تثيره قوى «14 آذار» من هواجس لديها حيال سلاح المقاومة، ومحاولات اخافة المواطنين منه عبر توصيفها له بالمهدد للكيان اللبناني وللعيش المشترك وبالطامح الى الامساك بالسلطة، مبالغ به الى حد تجاوز مفهوم المعادلة اللبنانية القائمة على عدم امكانية استئثار أي كان بالسلطة مهما علا شأنه السياسي ومهما كان موقعه من الصراع مع اسرائيل، وذلك لاعتبار أن قوى «14 آذار» تعلم جيدا أن المعادلة اللبنانية مرتبطة مباشرة بالمعادلات الاقليمية التي لن تسمح تحت أي ظرف كان ومهما تبدلت المعطيات المحلية والعربية والدولية، باستبداد حكم الفريق الواحد على الساحة اللبنانية، وذلك خوفا من توظيفه مذهبيا وطائفيا ما ينعكس سلبا على شعوب دول الجوار والمنطقة ككل، معتبرا ان تأخير تشكيل الحكومة العتيدة خير دليل على عدم السماح باستئثار فريق بالسلطة وطغيان ارادته على ارادة الآخرين.
وتمنى النائب خليل عودة قوى «14 آذار» الى قراءة الواقع الاقليمي وانعكاساته على الواقع المحلي، بحكمة تخرج البلاد من حدة الانقسامات العمودية، وتسحب فتيل الانفجار السياسي الذي ستتشطى به كل الفئات اللبنانية دون استثناء، داعيا اياها الى تحويل ذكرى انطلاق ما تسميه بـ «ثورة الارز» من مناسبة لكيل الاتهامات واطلاق المواقف المتصلبة وتوجيه الرسائل بالاتجاهين الداخلي والاقليمي، الى مناسبة ترضي الأرز نفسه عبر دعوتها الى عقد لقاءات استثنائية مع الشريك الآخر تكون مقفلة لا يخرج أحدهما الا برؤية موحدة تبدد هواجس الجميع وتنهي حالة الانقسام الحاصل.
وردا على سؤال حول امكانية انزلاق الأمور الى داخل النفق الدموي، لفت النائب خليل الى انه وعلى الرغم من تراكم الأزمات الموجعة في لبنان وبالرغم من حدة الانقسامات السياسية والشعبية، مازال لبنان في وضع سليم نسبيا مقارنة مع ما تشهده الانظمة العربية من انهيارات وحروب نتيجة التطورات الثورية والثأرية الحاصلة على أراضيها، معربا عن عدم مخاوفه من احتدام الامور على الساحة اللبنانية وتطورها الى اشتباكات على الارض نتيجة معركة الرئيس الحريري وقوى «14 آذار» ضد سلاح المقاومة، مؤكدا بالتالي ان المشهد اللبناني الحالي لن يتجاوز عتبة الخطاب السياسي، وان وصل من قبل الفريقين الاكثري والاقلي الى درجة عالية من التوتر لم يسبق لها مثيل في الوسطين السياسي والاعلامي.
وأعرب النائب خليل عن اعتقاده ان موقف قوى «14 آذار» من سلاح المقاومة سياسي بامتياز، انما أعطته طابع المعركة لسببين رئيسيين وهما: اضفاء اللون العنفي على موقفها كعنوان أساسي لرسائلها الى دول الجوار التي تعتبرها «14 آذار» داعمة للسلاح وحامية له ومالكة لقراره الاستراتيجي، وثانيا لاستنهاض الرأي العام اللبناني والعربي والدولي، ناهيك عن استعماله كعامل تجييشي للحشد الشعبي في 13 أبريل، وكعنوان لانتقالها الى ضفة المعارضة خارج السلطة.