- مصادر 8 آذار لـ «الأنباء»: قد نواجه جعجع بالأوراق البيضاء
- حزب الله: الرئاسة لمن يملك تاريخاً «مشرفاً».. ولا انتخابات بالجلسة الأولى
بيروت ـ عمر حبنجر
اليوم، الأربعاء الكبير المنتظر في لبنان، يوم المواجهة الديموقراطية الموعودة على جلسة مجلس النواب، بين المرشح المعلن للرئاسة المدعوم من فريق 14 آذار سمير جعجع، وبين مرشح غير معلن يفترض ان يخرج الى النور، قبل انبلاج هذا الصباح، على إيقاع فريق الثامن من آذار الحائر في كيفية الجمع بين عدم مقاطعة الجلسة وفي الوقت ذاته عدم كشف تكتيك العماد ميشال عون الانتخابي وصولا الى القرار، بعقد الجلسة، او بتطيير النصاب!
النائب ميشال المر، أعلن بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة، ان النصاب النيابي سيبدأ من اليوم، اما لمن سيصوت من المرشحين فقد اكد ان موقفه سيعلنه داخل الجلسة.
النائب روبير غانم الذي كان مشروع مرشح للرئاسة، زار بكركي مهنئا البطريرك بالفصح، ثم زار معراب امس معلنا تأييده ترشيح جعجع الذي تلقى ايضا تأييد الوزير بطرس حرب في اتصال هاتفي، كما في كل الأوقات.
وعقدت الكتل النيابية اجتماعات مكثفة امس، وحددت مواقفها من جلسة الانتخاب وقد سارعت 14 آذار الى تبني ترشيح جعجع رسميا.
بعض المصادر المتابعة توقعت، ورغم المؤشرات الإيجابية، ان يستدعي الرئيس نبيه بري رؤساء الكتل الى مكتبه صباح اليوم ويقنعهم بتأجيل الجلسة، نظرا لتعذر النصاب في ضوء المواقف الملتبسة لبعض القوى، والمقصود هنا كتلة حزب الله وكتلة عون.
وكان النائب جنبلاط استقبل بعد وفد «القوات» برئاسة ستريدا جعجع، وفدا من التيار الوطني الحر برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل، ثم وفدا من الجماعة الإسلامية، وكانت الجلسة الانتخابية محور هذه الزيارات.
وزير الدولة محمد فنيش (حزب الله) قال في موقف له، ان موقع رئيس الجمهورية يجب ألا يكون إلا لمن يملك موقفا واضحا من معادلة الشعب والجيش والمقاومة، ومن يملك تاريخا مشرفا. وموقفا واضحا تجاه عدو هذا البلد وبحفظ مقومات القوة لهذا البلد.
الى ذلك، أطلق حزب الله عبر قناة «المنار» عشية الجلسة النيابية شعار «رئيس جديد.. عهد جديد».
وقال: حال من التخبط بين الغموض والاستعراض تحكم المشهد عشية انتخابات الرئاسة اليوم، فمن يشارك ومن لا يشارك ومن يشارك نصف مشاركة ومن يربط مشاركته بمشاركة الآخرين، ومن لا يريد المشاركة أصلا، والمضمون أنه لا انتخابات من الجلسة الأولى، ان حصلت، أما الجلسة الثانية فدونها ما دونها من حسابات وتفاهمات داخلية في بعضها وخارجية في جُلها.
وفي رأي الحزب أنه لا رئيس بلا توافق والتوافق بعيد، ونضوجه يحتاج الى متممات إقليمية ودولية وكل ما عدا ذلك فلكلور واستعراض يبدو ان القوات اللبنانية تبرع به عبر احتلال مشهد الاتصالات فيما ذهب رئيسها جعجع في الاستراجيويا الدعائية، مذهب حبس نفسه في زنزانة استحدثها في مقره في معراب.
أوساط الثامن من آذار حرصت على استباق الجلسة بتأكيد لا قدرة الأطراف على تأمين أصوات الثلثين، ولا حتى النصف زائدا واحدا، للحسم.
وتقول أوساط كتلة التنمية والتحرير: مع غياب منافس، فإن جعجع سينافس الأوراق البيضاء في الجولة الأولى. أما معركة الرئاسة فتتهيأ لما بعد جلسة الأربعاء. فنواب الثامن من آذار مع الحلفاء لا يستطيعون تأمين نصاب الجلسة، ونواب 14 آذار مع الحلفاء عاجزون ايضا عن توفير النصاب، حتى في حال انضمام الوسطيين للكتلتين، من هنا تبدو الأمور مرهونة بخرق أو بتسوية، فهل يحصل هذا دون استحضار العناصر الخارجية؟ حتى الآن لا سفراء تحركوا ولا وشوشات سمعت، أو مؤشرات دولية رصدت.
بعض الأوساط تؤكد أنه من غير الممكن إنجاز انتخاب رئيس للبنان قبل إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد في الثالث من يوليو المقبل، وأيضا قبل الانتخابات العراقية وربما المصرية، لكن بعض المتفائلين يكتفون بالقول لعل وعسى.
وردت «القوات اللبنانية على حملة حزب الله ضد ترشيح رئيسها د.سمير جعجع، بالقول إن جوابها لا يقصد حزب الله حصرا، بل النظامين الإيراني والسوري».
وأضافت في تعليق بثته إذاعة لبنان الحر الناطقة بلسان حزب القوات، إذا كان الأمين العام السيد حسن نصرالله جنديا في جيش الولي الفقيه، عندها يكون الحزب مجرد فصيل في هذا الجيش والدليل مشاركته في الحرب السورية بأمر من النظام الإيراني ودعما للنظام السوري، ولعل صدقية حزب الله كمقاومة بوجه إسرائيل لم تنكفئ وحسب بل تبخرت خصوصا عندما نشهد المجازر التي يرتكبها النظام السوري سواء برمي البراميل المتفجرة على رؤوس الأبرياء من المدنيين أو باستخدام السلاح الكيماوي الذي أودى بحياة الأطفال خلال دقائق معدودة في غوطة دمشق، ولسخرية القدر فقد سقط من السوريين على يد النظام أكثر مما سقط من العرب أجمعين في حروبهم مع الكيان الصهيوني، وسقط لحزب الله قتلى في الحرب السورية أكثر مما سقط له من شهداء في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأن النظام السوري هجر إلى لبنان أضعاف أضعاف من هجرتهم إسرائيل من الفلسطينيين إليه.
وقالت «القوات»: ان النظام السوري يتعاطى مع المسيحيين في سورية كأهل ذمة، وكمتاريس يحتاجها في صراعه مع الأغلبية السنية، فضلا عن أن جيشه تخلى عن «معلولا» مرتين وبصورة مشبوهة ليتيح للمعارضين الوصول إليها وليصب بعدها قصفه العشوائي على أديرتها وكنائسها بحجة ضرب الإرهابيين ومن ثم يستعرض هؤلاء بتخريب تلك الأديرة والكنائس والمنازل.
بدوره، الوزير السابق البير منصور قال ان انتخابات رئاسة الجمهورية لا تتم بفرض فريق رأيه على آخر، لافتا إلى وجود صراع إقليمي كبير وان الساحة اللبنانية تتأثر كثيرا بهذا الصراع، متوقعا تأجيل الانتخابات الرئاسية في لبنان حتى استقرار الأمور في مصر.
أصوات.. وأرقام
يتوزع المجلس النيابي وفق التحالفات والتكتلات الراهنة إلى ثلاث كتل أساسية:
1 - كتلة 14 آذار وتعدادها 57 نائبا هم نواب كتلة المستقبل أو «لبنان أولا» (38) والقوات اللبنانية (8) وحزب الكتائب (5) واللقاء الديموقراطي (3) ومستقلون (2) والأحرار (1).
2 - كتلة 8 آذار وتعدادها 57 نائبا وهم نواب تكتل الإصلاح والتغيير (26) وحزب الله (13) وكتلة التنمية والتحرير (13) وأحزاب القومي والبعث والديموقراطي اللبناني (5).
3 - الكتلة الوسطية وتعدادها 14 نائبا وهم نواب جبهة النضال الوطني (8) وطرابلس (3) وهم الرئيس نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي وأحمد كرامي، ومستقلون (3) وهم ميشال المر ونايلة تويني ونقولا فتوش.
(الكتلة الوسطية يمكن أن ترتفع إلى 18 نائبا في حال انضمام نواب اللقاء الديموقراطي (مروان حمادة ـ فؤاد السعد ـ أنطوان سعد) إلى جبهة النضال، وفي حال احتسب نائب الجماعة الإسلامية (عماد الحوت) وسطيا، وفي هذه الحال ينزل تعداد كتلة 14 آذار إلى 53 نائبا).
٭ الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها د.سمير جعجع تتراوح بين حد أدنى هو 49 صوتا من قوى 14 آذار في حال لم يمنحه نواب الكتائب أصواتهم وامتنع النائب محمد كبارة لأسباب طرابلسية، إضافة إلى وجود الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر في الخارج قسرا، وبين حد أقصى هو 55 صوتا (مع غياب الحريري وصقر).
٭ د.جعجع كي يفوز في الدورة الثانية (بالنصف زائد واحد أي 65 صوتا) يحتاج إلى أصوات كتلة جنبلاط زائد صوتين من طرابلس (لتعويض غياب الحريري وصقر).
٭ العماد عون كي يفوز في الدورة الثانية يحتاج إلى أصوات جنبلاط في حال صبت كل أصوات 8 آذار له.
٭ جنبلاط يمسك بزمام التصويت والنتيجة:
- فإذا صوت في اتجاه من اثنين يرجح كفة 8 أو 14 آذار..
- إذا صوت بورقة بيضاء فإنه يسقط إمكانية انتخاب رئيس جديد..
- إذا وزع كتلته في الاتجاهين تتحول قدرة الترجيح إلى نواب طرابلس زائد ميشال المر.