- مصدر وزاري لـ «الأنباء»: لا حلول في مجلس الوزراء اليوم وتعهد من الوزراء باستبعاد البنود الخلافية عن النقاش
بيروت ـ عمر حبنجر
اذا كانت الطموحات الرئاسية دفعت بالعماد ميشال عون الى اعتماد الخط الوسط، محاولا تمهيد الطريق الى بعبدا، عبر التفاهم مع الرئيس سعد الحريري، وهو ما افضى الى تشكيل الحكومة السلامية وبتسهيل امورها بالحد الادنى، فإن الصورة بدأت تتبدل مع اطلاق الحريري مبادرة الست نقاط الرئاسية، حيث ادرك العماد عون ان خارطة طريق رئيس تيار المستقبل لن توصله الى قصر بعبدا.
وهذه النتيجة كانت منتظرة، اقله من فريق 14 آذار ومن تيار المستقبل ضمنا، وقد تلمسها الفريق العوني متأخرا، او هذا ما اوحى به اجتماع كتلة التغيير والاصلاح في الرابية عصر الثلاثاء، حيث اعلن العماد عون ان هدفه ليس انتخاب شخص بل اصلاح القوانين الانتخابية، رئاسية او نيابية.
وتساءل عون: لماذا يخشون انتخاب الرئيس من الشعب؟ رافضا الرد على اسئلة طرحت عليه حول خطاب الرئيس سعد الحريري الاخير، معتبرا ان طرح الحريري ليس ضدنا، بل الى جانبنا.
وفي موضوع رواتب موظفي الدولة التي حلت محل سلسلة الرتب والرواتب وغطت على ازمات الماء والكهرباء، بقيت المواجهة قائمة بين رئيس المجلس نبيه بري وبين تيار المستقبل، بينما دخل رئيس الحكومة تمام سلام على خط المعالجة بزيارة قام بها الى الرئيس بري في عين التينة بهدف لملمة الخلاف الذي بدأ يهدد الحكومة بعد شغور الرئاسة وتعطل التشريع.
بري قال انه لا شيء جديدا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، انهم يقولون لي ان ادعو الى المزيد من الجلسات، وقد وجهت حتى اليوم عشر دعوات ولم نتوصل حتى الآن الى انتخاب رئيس.
وعن لقائه الرئيس سلام، قال: انا ابذل كل قواي لفصل موضوع الشغور في الرئاسة والتعطيل في مجلس النواب عن جلسات مجلس الوزراء حتى لا تتعطل كل المؤسسات الدستورية في لبنان ويقتصر عمل الحكومة على تسيير شؤون المواطنين، بل هناك ملف امني دقيق جدا ويتطلب الكثير من العناية.
وتمسك بري بصرف رواتب الموظفين، موضحا ان اقرار سلسلة الرتب والرواتب لن يسوى في النهاية الا تحت سقف القانون، ولا خيار آخر سوى ذلك.
من جهته، قال الرئيس تمام سلام ان البحث مع بري تركز على اولوية انتظام عمل مجلس الوزراء وعدم التعطيل مهما كانت الاسباب، وكان هناك توافق تام على هذا الامر، وتحدث عن صيغة يتم التداول بها لاقرار موضوع صرف رواتب الموظفين سيطرحها وزير المال في جلسة الغد.
وتلحظ هذه الصيغة دفع الرواتب من احتياط الموازنة عبر بنود اخرى يؤخر دفعها، على ان يسحب مشروع القانون الذي ارسله الوزير علي حسن خليل بـ 1500 مليار ليرة لتغطية الرواتب والبحث بتسوية تشمل كل الحسابات المالية العالقة منذ العام 2005.
النائب احمد فتفت رد على اجراءات وزير المال فقال: كل هذه القصة مخترعة ولا اساس لها، فالوزير يملك امكانية الصرف وليس بحاجة الى مجلس الوزراء، وكل شيء مؤمن وموجود بالموازنة، وكل هذه القصة من اجل جر الناس الى مجلس النواب للتشريع، لأن الرئيس بري هيك بدو.
وبالعودة الى جلسة الامس النيابية ـ الانتخابية التي «طارت» امس ايضا بسبب انعدام النصاب، قال العماد ميشال عون انه لا يريد انتخاب رئيس الجمهورية اولا بل انتخاب مجلس النواب وبعده انتخابات الرئاسة، معتبرا ان انتخاب الرئيس من الشعب يؤمن له حرية انتهاج السياسة التي تحافظ على مصالح الوطن، ورأى ان ما يترتب من تخويف من العودة الى ضرب الوحدة الوطنية ونسف التعايش نتيجة طرح قانون انتخابي يؤمن الحقوق هو خوف غير مبرر.
وقال عون ان قانون الانتخاب الارثوذكسي الذي يجعل كل طائفة تنتخب مرشحها هو الوحيد الذي يحفظ حق الجميع باختيار من يمثل ودون ان يمس بحقوق اي مذهب آخر.
وردا على عون، قال النائب فادم كرم، عضو كتلة القوات اللبنانية، ان عون يقول انه لا يهمه من يُنتخب رئيسا للجمهورية لأن كل ما يهمه ان يكون رئيسا للجمهورية ولا تهمه الجمهورية.
وقال ان المسيحيين في الشرق تعرضوا على مدى عشرات السنين للهجرة والتهجير والاستغلال من قبل الانظمة القمعية واولاها حليف الجنرال عون نظام الاسد الذي حاول الغاء لبنان والقضية الفلسطينية واستخدامها في المساومات الاقليمية.
بدورها، اكدت كتلة المستقبل ان الاولوية هي للانتخابات الرئاسية.
وامام عدم توافر النصاب بسبب مقاطعة نواب حزب الله والعماد عون، اعلن رئيس المجلس عن جلسة انتخابية عاشرة في 12 اغسطس المقبل، كما دعا بري الى جلسة تضامنية مع غزة ومع مسيحيي العراق يوم السبت المقبل، في حين يعقد نواب 14 آذار اجتماعا تضامنيا مع مسيحيي الموصل في مجلس النواب اليوم.
الى ذلك، استبعد مصدر وزاري لـ «الأنباء» ان يتوصل مجلس الوزراء في جلسة اليوم الى حلول للملفات العالقة وابرزها تعيين عمداء الجامعة اللبنانية ومديري المستشفيات الحكومية، حيث يشترط وزراء كتلة عون تعيين مديرين لمستشفيي الكرنتينا وضهر الباشق، ويفاوضون لتعيين د.مارون غباش مديرا لمستشفى بعبدا الحكومي حال ابعاده عن عمادة كلية الطب في الجامعة اللبنانية، وهذا ما لا يسر وزير الصحة وائل ابوفاعور.
يضاف الى ذلك تأزم العلاقة بين وزير العمل الكتائبي سجعان قزي ووزير التربية والتعليم العالي العوني الياس بوصعب حول عمداء الجامعة اللبنانية، فبالامس ادلى قزي بتصريح قال فيه ان حزب الكتائب ينتظر جواب وزير التربية الياس بوصعب بخصوص ملف الجامعة اللبنانية، مضيفا قوله: نحن ننصح بوصعب بأن يقارب المسألة بموضوعية والا يحاول التذاكي.
فرد بوصعب عصرا عبر تويتر بالقول: من المؤسف ان يحاول احدهم خداع اهل الجامعة عندما يوحي بأنه مع مصلحة الجامعة، وسرعان ما ينقلب على مواقفه من دون معرفة الاسباب. واضاف: لا هو ثابت على موقف ولا احد يعرف ماذا يريد سوى العرقلة، لكنه لن ينجح.
وردا على سؤال لمحطة تلفزيونية، اعترف بوصعب انه يقصد الوزير قزي الذي لا يبدو انه على دراية بمواقف حزبه، حيث يقول انه ينتظر جوابا مني، بينما الواقع هو العكس، فأنا الذي انتظر جوابا من الكتائب وقد اتصلت بالوزير الان حكيم الذي قال انه سيبلغني الجواب خلال 24 ساعة، وختم بالقول: الوزير قزي بات خارج الملف.
غير ان مصادر متابعة اكدت لـ «الأنباء» ان جميع الفرقاء داخل الحكومة تعهدوا للرئيس سلام بأن البند الذي يتفق عليه في مجلس الوزراء يقر والذي لا يتفق عليه يوضع جانبا.
يبقى موضوع رواتب موظفي الدولة الممنوعة من الصرف هذا الشهر وفق تأكيدات وزير المال علي حسن خليل الذي تنصل من توقيع مذكرة الصرف امس، وقال على مسامع الصحافيين في مجلس النواب: لا صرف مرتبات دون المرور في مجلس النواب.