- مصادر لـ «الأنباء»: مساحة عرسال 314 كيلومتراً أي أكبر من غزة ورئيس بلديتها الحجيري يتحدث عن طرف ثالث يريد توريط الجيش
- فتح باب الترشيحات للانتخابات النيابية في 16 نوفمبر
بيروت ـ عمر حبنجر
عرسال في عين العاصفة مرة اخرى، الجيش اللبناني في حالة استنفار قصوى، والمسلحون السوريون من داعش والنصرة يتدفقون من «الرقة» التي تم إخراجها عن سيطرة النظام باتجاه جرود القلمون وجرود عرسال، ورئيس بلدية عرسال علي الحجيري يتهم طرفا ثالثا لم يسمه بتوريط الجيش في عرسال، والنزوح قد يكون القاسم المشترك بين أهالي عرسال، كما أهالي القرى الشيعية المجاورة، حيث يتمركز حزب الله، فيما يتولى الطيران الحربي السوري تأكيد حضور نظام الأسد في هذه المعمعة.
القلق الرسمي عارم، لقد فشلت الجهود الحكومية غير المباشرة في التوصل الى تحرير العسكريين والأمنيين الذين خطفتهم داعش والنصرة، لقد تم التوصل الى شروط مقبلة، فلا الدولة قادرة على إطلاق السجناء الإسلاميين المتهمين بالإرهاب ولا المسلحون السوريون يظهرون مرونة او المزيد من حسن نية، لا بل ان بعضهم ارسل صورة لرقيب في الجيش من أهالي بلدة «فنيدق» العكارية التي كل أهلها من أهل السنة، على مواقع التواصل، وقد جرى ذبحه.
قيادة الجيش سارعت الى تشكيل لجنة خبراء لتبيان صحة الخبر والصورة، لكن أهالي فنيدق وعكار عموما الذين لهم 6 عسكريين وأمنيين بين المخطوفين الستة والثلاثين خرجوا في تظاهرات وقطعوا الطرق بإطارات المطاط.
وتزامن ذلك مع مداهمات للمخابرات اللبنانية للمخيمات السورية بحثا عمن بدأت بيانات الجيش تصفهم بالإرهابيين مباشرة، دون إشارة الى داعش والنصرة، حيث جرى اعتقال توفيق بركات صالح مع 5 آخرين في بلدة الصويري (البقاع) نسب إليهم الانتماء الى النصرة.
وكانت الشرارة انطلقت عندما أطلق مسلحون في الجرود النار على آلية للجيش، يبدو انها أخطأت الطريق في وادي الرهوة ـ عرسال فوقعت في مكان. وتقول المصادر ان «مسلحين لم تحدد هويتهم» اتصلوا بالجيش وأبلغوا عن تحويل سير السيارة وانها وقعت في مكان، فسارع الجيش الى التصدي، ودمر آلية تحمل مدفعا مضادا للمسلحين الإرهابيين، حسب توصيفهم اللبناني الجديد، وانقذت اربعة من الجنود الخمسة الذين كانوا في السيارة واعتبر الخامس مفقودا. هذه التطورات شغلت مجلس الوزراء طوال يومي الخميس والجمعة، وقد تخلله تواصل مع قيادة الجيش التي ارسلت تعزيزات كثيفة الى اللواء الثامن المنتشر هناك تحسبا للمفاجآت.
وتقول مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان ما يقلق في موضوع عرسال ان هذ البلدة من اوسع البلدات اللبنانية من الناحية الجغرافية، حيث ان مساحتها تزيد على 314 كيلومترا مربعا، اي ما يزيد على مساحة غزة ببضعة كيلومترات، كما ان حجم المسلحين السوريين وحلفائهم ما بين جرود عرسال اللبنانية والقلمون السورية نحو 10 آلاف رجل.
واعلن سلام انه سيدعو الى اجتماع مجلس الامن المركزي الداخلي، كما ستعقد جلسات لمجلس الوزراء الثلاثاء والخميس المقبلين، واعلن عن زيارتين يقوم بهما الى كل من الامارات العربية المتحدة وقطر في اطار استكمال جولته العربية. وبالتزامن، تسلم الجيش اللبناني ظهر امس دفعة من المساعدات العسكرية الاميركية من اعتدة وذخائر في القاعدة الجوية بمطار رفيق الحريري الدولي وسط حضور اعلامي حاشد.
في السياق عينه، كشفت مصادر فرنسية عن التوصل الى اتفاق بين السلطتين السعودية والفرنسية على العقد الذي سينظم تسليم السلاح والعتاد الى الجيش اللبناني بموجب هبة الثلاثة مليارات من السعودية، وتوقعت بحث الامور خلال زيارة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز الى باريس ابتداء من الاثنين المقبل.
في موازاة ذلك، كان اللافت اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد الاجتماع مع فريقه للامن القومي أنه ليس على الولايات المتحدة ان تختار بين نظام الاسد وبين الدولة الاسلامية المتطرفة، واشار الى ان المطلوب في سورية تأمين بديل عن الاسد او داعش، مكررا ان الرئيس السوري غير قادر على توفير السلام فضلا عن انه فقد اي شرعية على الساحة الدولية.
اما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فتلاقى مع نظيره الاميركي بالدعوة خلال افتتاحه المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا في الخارج الى تشكيل تحالف واسع لمواجهة داعش، مؤكدا في الوقت نفسه ان بشار الاسد لا يمكن ان يكون شريكا في مكافحة الارهاب لأنه الحليف الموضوعي للجهاديين.
وزير الداخلية نهاد المشنوق ادلى في مجلس الوزراء بمداخلة تفصيلية عما حدث، رافضا اي تشكيك في المؤسسة العسكرية قيادة وضباطا، مسجلا لها انها حمت بتضحياتها السلم الاهلي، مسجلا على مجلس الوزراء قصوره في تحمل مسؤولياته في التعامل مع الاولويات اللبنانية، لاسيما اولوية مواجهة داعش عند حدودنا بعيدا عن منطق المزايدات الرخيصة.
ويخشى المشنوق، وهو العضو في كتلة المستقبل، من اي توسع داعشي على الاراضي السورية، لأنه سيؤدي الى موجات نزوح غير مسبوقة باتجاه لبنان، ما سيزيد من المخاطر الامنية، ولم يستبعد وزير الداخلية احتمال اقفال الحدود اللبنانية ـ السورية في حال بلوغ الامور حد تهديد الامن الوطني.
الوزير المشنوق زار امس رئيس تكتل الاصلاح والتغيير ميشال عون في الرابية، حيث عرض معه الوضع في عرسال، وقال ـ بعد اللقاء ـ ان احداث عرسال تشكل قنبلة موقوتة، آملا التوصل الى حلول بشأنها. وعن العسكريين المخطوفين، قال المشنوق من الرابية: انهم امانة في اعناقنا.
واوضح انه اتفق مع العماد عون على متابعة التشاور والتنسيق بشأن عرسال، كما انه بحث مع العماد في تفعيل العمل الحكومي لمزيد من الانتاجية والتواصل، اضافة الى تفعيل عمل مجلس النواب في القضايا الرئيسية.
واعلن وزير الاعلام رمزي جريج في نهاية جلسة مجلس الوزراء انه في اعقاب تنحي هيئة علماء المسلمين عن متابعة مساعي اطلاق العسكريين المخطوفين، فإن الحكومة لن تتخلى عن واجب بذل قصارى جهدها لتحريرهم ودعم الجيش في تصديه للارهاب التكفيري والدفاع عن لبنان.
وحول ما يتعلق بالهبات المالية السعودية للبنان، اكد سلام ان هبة الثلاثة مليارات دولار ستتحرك قريبا جدا، اما بشأن هبة المليار دولار فإن التصرف فيها يتم بصورة طبيعية.
وزير العدل اشرف ريفي ابلغ مجلس الوزراء ان سيطرة داعش على مطار الطبقة في محافظة الرقة قد يؤدي الى دفع مسلحيها الى منطقة القلمون لمواجهة الجيش السوري في محيط ريف دمشق، مشددا على وجوب تجنب انعكاسات التطورات العسكرية في سورية على لبنان من خلال التضامن الوطني والالتفاف حول الجيش والقوى الامنية، حيث لا يستبعد ان يدفع المسلحون السوريون نحو جرود عرسال بزخم اكبر، خصوصا بعدما بعدما تبين ان الجيش السوري لا يسيطر على منطقة القلمون كما قيل سابقا.
الوزير اكرم شهيب دعا الى التحسب مما يمكن ان يحصل، عبر تقوية الجيش والابقاء على درجة عالية من التضامن معه مع الابقاء على سرية المفاوضات بشأن المخطوفين.
ووسط هذه الاجواء الامنية المضطربة، طرأ جديد في موضوع الانتخابات النيابية تمثل في اصدار وزير الداخلية نهاد المشنوق تعميما بفتح باب الترشيحات النيابية المحددة في 16 نوفمبر، وقد بدأت المهلة صباح الخميس اول من امس وتنتهي في 16 سبتمبر المقبل.
ومن شأن هذا الاجراء ان يدفع القوى السياسية الى تقديم ترشيحاتها ضمن المهلة بمعزل عن احتمال التمديد ثانية لمجلس النواب.