- معلومات عن رفض دمشق مفاوضة اللواء إبراهيم دون تكليف حكومي رسمي
- الانضمام إلى التحالف الدولي قسّم الوزراء بين مؤيد ومعارض وباسيل ينضم إلى 14 آذار المؤيدة بوجه معارضة حزب الله
بيروت ـ عمر حبنجر
قتل جنديان لبنانيان وسقط عدد آخر من الجرحى بتفجير عبوة ناسفة في وادي حميد «عرسال» استهدفت شاحنة تقلهم صباح أمس، في أول هجوم مباشر ومتعمد على الجيش، منذ بدء المفاوضات عبر الوسطاء لإطلاق العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى هذين الطرفين.
وتردد أن لهذا الهجوم علاقة بتوفيق الجيش لثلاثة سوريين في بعلبك، نسب الى احدهم الاعتراف بذبح الجندي عباس مدلج الذي قطع ذووه طريق بعلبك صباح امس مطالبين الجيش بتسليمهم الجاني للاقتصاص منه، وهو يدعى دحام عبدالعزيز رمضان (18 سنة) ورفيقاه خالد وليد باكير (39 سنة) وعبدالله احمد السلون (19 سنة)، اضافة الى اعتقال الجيش للبناني بسام اليوسف الحجيري وشخصين سوريين في مكان الانفجار هما أحمد سمير وفادي عمار الحربي اللذين تبين انهما على علاقة بالتنظيمات.
وأعربت أوساط سياسية لبنانية عن مخاوفها لـ«الأنباء» من ان تكون امام عرسال 2 في ضوء التداخل الحاصل في الميدان العرسالي بين قوى متعددة.
وكان التهديد الصادر عن جبهة النصرة بقتل عسكري لبناني مخطوف، ما لم تستجب الحكومة اللبنانية لمطالبهم وضمنها انسحاب حزب الله من سورية، خيم على اجواء جلسة مجلس الوزراء امس الاول وكشفت مجادلات الوزراء حجم التباعد بين فريقي 8 و14 آذار حيال انضمام لبنان الى التحالف الدولي ضد داعش معطوفا على اقتراح وزير الخارجية جبران باسيل من فريق الاذاري المؤيد لانضمام لبنان الى هذا التحالف بوجه معارضة حليف تياره السياسي حزب الله.
وكانت مراجع حكومية تلقت اشارات من «فليطا» في القلمون السوري بأن التهديد بقتل احد العسكريين جدي، إلا أن وزير الداخلية نهاد المشنوق اعلن من موسكو انه تلقى معلومات تفيد بأن الجهة التي اطلقت التهديد ارجأت الحسم الى ما بعد لقائها رجل الأعمال السوري جورج حصواني، المكلف من قطر بمفاوضة النصرة.
وقال المشنوق: ان هناك اتصالات تمت أدت الى تأجيل مبدئي لامكان قتل اي من العسكريين، مؤكدا أن الجانب اللبناني لم يوقف الاهتمام بمسألة العسكريين المخطوفين، واللواء عباس ابراهيم، ورئيس الحكومة تمام سلام على تواصل بهذا المشنوق.
وكان اهالي العسكريين المخطوفين طالبوا رئيس الحكومة بتسريع اطلاقهم، وقد تعاظم خوفهم وتوترهم بعد التهديدات التي اطلقتها جماعة «النصرة» بقتل احد العسكريين، وقد فسرت الاوساط الرسمية هذا التهديد بأنه تهويل القصد منه استباق وصول الموفد القطري الى بيروت، تعزيزا لشروطهم التفاوضية.
وكانت صدرت تهديدات باسم شباب آل حمية، انسباء الجندي الذي هددت النصرة باعدامه، ثم تبين انها مختلقة من جهات يهمها تأزيم الوضع.
اهالي العسكريين التقوا رئيس الحكومة تمام سلام، واطلقوا هتافات مطالبين بمقايضة ابنائهم بسجناء رومية، ومطالبين بوقف «العمليات الاستفزازية» في اشارة الى مداهمة الجيش لمخيمات اللاجئين السوريين واعتقال اعداد منهم بشبهة الانتماء الى داعش، معربين عن خشيتهم من ان تكون التطمينات بوقف اعمال الذبح تخديرا موضعيا، حتى ان بعضهم هدد بتدفيع الحكومة ثمن اي نقطة دم تصيب ابناءهم.
الرئيس سلام قال ان حكومته تتابع الموضوع بصمت، وهي بانتظار الموفد القطري، وابلغهم بأن المطالب التي تلقتها الحكومة مقسمة الى ما يمكن تلبيته بطريقة معقولة، والى ما يحتاج الى وقت.
صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله تحدثت عن تطورات ايجابية تمثلت بإمكان ان يلعب حزب الله دورا بارزا للوصول الى مبادلة العسكريين المخطوفين بعدد من المسلحين الذين فقدوا في المعارك بسورية.
وتقول الصحيفة ان دمشق رفضت الدخول بأي مفاوضات لا تنطوي على إطلاق جنودها الأسرى لدى الجماعات المسلحة، كما اشترطت أن يتولى اللواء إبراهيم التفاوض معها بتكليف رسمي من الحكومة اللبنانية، وهذا ما تجنبته حكومة تمام سلام حتى الآن.
ويبدو أن حزب الله الذي رفض مقايضة المخطوفين بموقوفي سجن رومية أو سجن جزين، لن يمانع في أصل فكرة التفاوض، وحتى من أجل إطلاق معتقلين من الجماعات المسلحة.
الى ذلك، طالب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري الخاطفين بالافراج عن المخطوفين ودعا قائد الجيش العماد جان قهوجي الى تقديم تسهيلات للمواطنين وعدم اعتراضهم خلال توجههم الى أماكن عملهم في مقالع الصخور، موضحا أن هؤلاء ينقلون المازوت والديزل لتشغيل آليتهم وليس لحساب النصرة أو داعش.
في هذه الاثناء، أعلن المدير التنفيذي لمؤسسة «لايف» نبيل الحلبي الذي يشارك في مفاوضات إطلاق المخطوفين لدى داعش والنصرة، وان الاجهزة الأمنية اللبنانية أوقفت الناشط الاعلامي السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض في عرسال أحمد القصير وصادرت حاسوبه الخاص وهاتفه الخليوي!
ولاحقا علمت «الأنباء» أن العديد من الموقوفين السوريين واللبنانيين أمام المحكمة العسكرية تقدموا بطلبات إخلاء سبيل، ربما في إطار التفاوض الحاصل.
وبالعودة الى مجلس الوزراء في اجتماع الخميس، فقد اعترض وزراء 8 آذار على انضمام لبنان الى التحالف الدولي ضد داعش، وقالوا انه لا ثقة لهم بخطة الولايات المتحدة لردع الارهابيين، لأنها راعية اسرائيل رمز الارهاب العالمي. ورد وزراء 14 آذار بأن الوقوف في وجه الحملة الدولية يعني تأييد لبنان للارهاب.
وزير الخارجية جبران باسيل عرض المعطيات التي حملته على الانضمام الى هذا الائتلاف، لكن الوزيرين محمد فنيش (حزب الله)، وعلي حسن خليل (أمل) اعترضا على ذلك، فرد عليها الوزير سجعان قزي (الكتائب) بالقول: على حزب الله أن يكون أول من يؤيد انضمام لبنان الى هذا الائتلاف مادام انه برر حربه في سورية بمحاربة من جاء بالائتلاف الدولي لمحاربتهم.
وتساءل قزي: هل يكون الائتلاف غير مرغوب فيه، فقط لأن إيران وسورية غير مشاركتين؟
الوزير فنيش اعترض أيضا على فكرة إقامة مخيمات للاجئين السوريين خشية أن نتحول الى معسكرات كما حصل في عرسال، وتقرر عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء لمعالجة هذا الأمر، بعدما رفضت الأمم المتحدة ما طرحه لبنان من إقامة مخيمات على الحدود.
فنيش عاد ليؤكد ان لبنان لن يكون ضمن هذا التحالف، وقال: نحن أول من بادر الى التصدي للتكفير، ولو لم نفعل لكان لبنان في خبر كان.
وأضاف: قلنا انه لا مشكلة في ان يستفيد لبنان من المساعدات الدولية كونه يتعرض لاعتداء، لكننا لا نقبل بالتزامات كاستخدام السماء او المطارات، وقد تم الاتفاق على ان كل شيء يناقش في مجلس الوزراء قبل اي اتفاق.
بدوره، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال من جهته: ان حزب الله كان السباق في مواجهة الخطر التكفيري، ولولا ذلك لرأينا داعش والنصرة يقيمون الحواجز في شوارع بيروت.
وفي رد غير مباشر، قال السفير الأميركي ديفيد هيل: ان الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشعب اللبناني والمؤسسات الأمنية لضمان وحدة البلاد.
الى ذلك، مازالت الجلسة النيابية التشريعية التي يعمل لها الرئيس نبيه بري تصطدم باعتراضات مبدئية، تتقدمها مواقف رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، الذي وضع انتخاب رئيس الجمهورية في رأس سلم الأولويات، وقبل اي عمل تشريعي مهما كان ضروريا، لأن من يجتمع ليشرع يستطيع ان ينتخب رئيسا في الوقت ذاته.
وعلى الصعيد الرئاسي، أخذت زيارة النائب العماد ميشال عون للنائب وليد جنبلاط حيزا واسعا من الاهتمام السياسي، وكشفت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان العماد عون بات موقنا بتعذر وصوله الى بعبدا، في ظل «التفاهم» القائم بينه وبين حزب الله والتزامه بدعم الحزب في السراء والضراء، وهو يلح على إجراء الانتخابات النيابية اولا، كي يحصل مقدما على ثمن تنازله عن حلم الرئاسة.
وفي هذا السياق، يقول د.سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية انه رفض اقتراحا تناقلته الأوساط السياسية ويقضي بتولي العماد عون رئاسة الجمهورية لسنتين فقط، وقال ان عون ليس الرئيس الأصلح للبنان في المرحلة الحالية.
وكان تردد ان النائب جنبلاط هو من نقل هذا الاقتراح، لكن جنبلاط نفى علمه بالأمر مطلقا.