- رسالة خاصة من جنبلاط إلى عون حول الرئاسة ومقايضة العسكريين
- أهالي العسكريين أقفلوا معبر المصنع ومصدر أمني يكشف لـ «الأنباء» عن توجه لإجهاض محاولة تشكيل تجمع مؤيد للنصرة في طرابلس
عمر حبنجر
اليوم الاربعاء يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية طال انتظارها من فريق 8 آذار كونها تكرس مشروعية انعقاد مجلس النواب في جلسة تشريعية متجاوزا كونه هيئة ناخبة بغياب رئيس الجمهورية بعدما امكن اقناع بعض كتل 14 آذار بمبدأ «تشريع الضرورة».
وغدا ينعقد مجلس الوزراء وعلى جدول اعماله مجموعة ملفات ساخنة ابرزها ملف العسكريين الاسرى لدى داعش والنصرة واقفال اهالي هؤلاء للطرق الرئيسية الى البقاع ومن ثم الى سورية عبر «بروفة» اقفال معبر المصنع امس نزولا عند طلب خاطفي ابنائهم واقتراح وزير الداخلية نهاد المشنوق نقل مخيمات اللاجئين السوريين من عرسال الى مكان آخر والذي تقابله وجهات نظر متناقضة ومختلفة.
وفي معلومات «الأنباء» ان بعض الوزراء قرروا طرح لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بوزير الخارجية السورية وليد المعلم في نيويورك دون علم مجلس الوزراء او رئيسه على النقاش من زاوية كونه خرق لمبدأ النأي بالنفس عما يجري في سورية الذي بني عليه البيان الوزاري لحكومة المصلحة الوطنية.
كما سيتناول النقاش الهبة العسكرية التي قررت ايران تقديمها للجيش اللبناني والتي تتضمن تجهيزات.
وتولى نقل العرض الايراني الى بيروت امس اللواء علي شمخاني الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني وابلغه الى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال شمخاني، وهو من اصول عربية، ان الحكومة اللبنانية رحبت بالهبة.
وبعد لقائه الرئيس نبيه بري، قال شمخاني: لقد تطرقنا الى الائتلاف الدولي الذي يرعى الارهاب من دون مسوغ قانوني، نافيا اي صلة لطهران بتنظيم داعش وسجلنا حافل بمكافحة الارهاب.
ونفى شمخاني صحة الاخبار التي زعمت ان طهران عرضت على الولايات المتحدة المشاركة بالائتلاف الدولي ضد داعش لقاء مرونة غربية في موضوع الملف النووي الايراني، واصفا هذا الكلام بالهراء. ويقول متابعون
لـ «الأنباء» ان دور شمخاني في الحرس الثوري الايراني لا يقل اهمية عن دور الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس وكلاهما مرتبط مباشرة بالمرشد علي خامنئي.
واضاف هؤلاء ان طهران اوفدت شمخاني الى العراق لمعالجة الموقف بعد ظهور داعش، وهو الذي ادار عملية التخلي عن المالكي لأن الحفاظ على الرئيس بشار الاسد هو الاولوية بالنسبة لايران ولبنان جزء من هذا التوجه.
ويعترف هؤلاء بان الدور الايراني تراجع في العراق وان طهران تشعر بأن المنطقة تتغير بشكل سريع، ولم يستبعد المتابعون ان يكون شمخاني ابلغ بري وسلام موقفا من رئاسة الجمهورية اللبنانية جوابا على المساعدة بهذا الشأن التي طلبها الرئيس سلام من الرئيس الايراني حسن روحاني.
في السياق الرئاسي، نقل الوزير اكرم شهيب رسالة خاصة من النائب وليد جنبلاط الموجود حاليا في فرنسا الى العماد ميشال عون في الرابية تشدد على اهمية الاتفاق على رئيس للجمهورية مع التأكيد على المقايضة بالنسبة للعسكريين المخطوفين.
الى ذلك، تعود الحركة الى مجلس النواب اللبناني اليوم من خلال جلسة تشريعية تحمل عنوان «تشريع الضرورة» وعلى رأس جدول اعمالها مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب.
وتحضيرا للجلسة، عقدت اجتماعات بين رئيس لجنة المال والموازنة في مجلس النواب ابراهيم كنعان (كتلة التغيير والاصلاح) وبين النائب جورج عدوان (القوات اللبنانية) لاستكمال البحث بتشريع الضرورة.
وواضح ان الغالبية المطلوبة لإقرار سلسلة الرتب والرواتب مؤتمنة بتفاهم كتل «المستقبل» والتنمية والتحرير والقوات اللبنانية ونواب مستقلين، في حين لن تكون كتلة اللقاء الديموقراطي ضدها، بينما يغيب عن الجلسة نواب حزب الكتائب اعتراضا على التشريع بغياب رئيس الجمهورية في حين لم يحسم بعد موقف كتلتي حزب الله والعماد عون.
والصيغة المطروحة لسلسلة الرتب والرواتب تتضمن رفع كلفة السلسلة من 1807 مليارات ليرة كما حددتها اللجنة النيابية الفرعية برئاسة النائب جورج عدوان الى 1940 مليار ليرة.
المشروع الذي سيطرح اليوم يحجب الدرجات الست التي ستمنح للاساتذة والاداريين في القطاع العام عن اساتذة المدارس الخاصة.
وسيجري خفض ارقام سلاسل العسكريين بنسبة 15% مع تمديد عمل موظفي القطاع العام حتى الثالثة والنصف من بعد الظهر من الاثنين حتى الخميس وحتى الساعة 11 من يوم الجمعة على ان يصبح السبت والاحد يومي عطلة.
يضاف الى ذلك رفع الضريبة على القيمة المضافة من 10 الى 11% ودون مفعول رجعي مع تقسيطها على سنتين وزيادة الضريبة على ربح الفوائد من 5 الى 7% مع اعادة النظر بطريقة احتساب الضريبة على ارباح المصارف مما يؤمن 410 مليارات ليرة وستؤمن ضريبة التحسين العقاري 2150 مليار ليرة والعودة الى فرض الغرامات على التعديات على الاملاك البحرية بما يوفر مبلغ 1035 مليارا.
واستبقت رابطة الموظفين في القطاع العام رفضها للاقتراح، بينما هدد معلمو المدارس الخاصة بإعلان الاضراب المفتوح اعتبارا من صباح اليوم بسبب الغاء السلسلة للدرجات الست الممنوحة لمعلمي المدارس الرسمية.
وغدا ينعقد مجلس الوزراء وعلى جدول الاعمال ملفات ساخنة منها طرح وزير الداخلية نهاد المشنوق اقامة مخيمات للاجئين السوريين والذي تثار حوله آراء مختلفة ومتناقضة.
كما سيناقش المجلس تطورات قضية العسكريين المخطوفين لدى داعش والنصرة التي بلغت الذروة امس باقفال اهالي العسكريين طريق المصنع المؤدية الى سورية لفترة وجيزة.
ورد الاهالي خطوتهم هذه الى اتهامات للامن العام اللبناني باعتقال معارضين سوريين وتسليمهم لسورية.
وصدر نفي عن الامن العام لهذه المزاعم، كما شمل النفي ما تردد عن تعرض المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لاطلاق نار اثناء مرور موكبه في طرابلس.
وادى اقفال معبر المصنع الرئيسي الى سورية الى احراج الحكومة على نطاق واسع، وصدرت التعليمات الى قوى الامن الداخلي للعمل على فتحها بعد التنسيق مع رؤساء بلديات المنطقة، وشارك في الاتصالات رئيس بلدية مجدل عنجر التي يقع المصنع في نطاقها البلدي، ورفض الاهالي بداية فتح الطريق، معتبرين ان هيبة الدولة سقطت ومن دون رجعة لحظة ذبح الجندي الشهيد علي السيد، داعين مجلس الوزراء الى المقايضة من اجل الافراج عن اولادهم.
واضاف هؤلاء: نحن على ابواب عيد الاضحى المبارك والمسؤولون السياسيون سيحتفلون بالعيد مع اولادهم، اما نحن فسنحتفل على الطرقات ومن دون اولادنا.
وحصل هرج ومرج وتدافع عندما حاولت قوى الأمن إبعاد الأهالي عن الطريق، انتهى بتوقيف شابين واقتناع الأهالي بأن رسالتهم وصلت وعادوا إلى نقطة انطلاقهم في ضهر البيدر حيث الطريق الدولي مقطوع على الخطين.
في غضون ذلك، تدرس الأجهزة الأمنية سلة من الخيارات التي ستلجأ إليها لاقتلاع مجموعة متطرفة في منطقة باب التبانة في طرابلس يرأسها المطلوبان للعدالة شادي المولوي وأسامة منصور وتشكل نواة لجبهة النصرة في شمال لبنان.
وأكد مصدر أمني لـ «الأنباء» أن ثمة قرارا اتخذ لاجتثاث هذه المجموعة التي يتراوح عدد مسلحيها ما بين 30 و50 مقاتلا مدججين بالسلاح، قبل أن تتحول من ظاهرة مرفوضة إلى حالة أمر واقع يتأقلم معها الناس وتستهوي الشباب للانضمام إليها عبر إغرائهم بالمال وغسل أدمغتهم فكريا وعقائديا، وأشار إلى أن خيار الحسم العسكري عبر دخول الجيش إلى باب التبانة والقضاء على هؤلاء كان متقدما خصوصا بعد خطف عنصرين من قوى الأمن الداخلي لساعات وتعذيبهما، وبعد ظهور المولوي في مقابلة تلفزيونية يعترف بأنه يشكل فصيلا لجبهة النصرة في التبانة، غير ان خيار الحسم العسكري مع هذه المجموعة سحب مؤقتا لسببين: الأول تجنب سقوط ضحايا من المدنيين الابرياء في منطقة معروفة باكتظاظها السكاني والثاني حتى لا يفهم الأمر أن الجيش يستهدف هذه المنطقة التي لم تكد تلتقط انفاسها من معارك مقاتليها مع جبهة جبل محسن.
وكشف المصدر الامني انه من بين الاحتمالات الاخرى يتقدم احتمال ان توكل هذه المهمة لبعض من كانوا يعرفون بقادة المحاور في باب التبانة الذين مازالوا يحظون بالتعاطف الشعبي باعتبارهم قادة الجبهة التي حمت منطقتهم من ارتكابات رفعت عيد وحزبه طيلة السنوات الست الماضية.