- جنبلاط يتبنى تكليف نائب رئيس بلدية عرسال بمفاوضة خاطفي العسكريين في الجرود
بيروت ـ عمر حبنجر
سبّق تيار المستقبل وحزب الله موعد انطلاق الحوار المرتقب بينهما اسبوعا، فبدلا من الاثنين 29 الجاري قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري اطلاق صفارة انطلاق الحوار اعتبارا من اليوم.
ولم تتبلور تماما دوافع هذا التعجيل بالحوار وما اذا كان على تماس بوجود رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني في بيروت، وهو الذي وصل الى العاصمة اللبنانية بيروت صباح امس بدلا من مساء الاحد الماضي، وقد افضى تأخر موعد حضوره الى تأجيل زيارة كانت مقررة الاحد الى مدافن مقاتلي حزب الله في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية.
واستهل لاريجاني زيارته بمحاضرة له في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية بالحدث، وصف فيه لبنان بالبلد المؤثر في الشرق الاوسط والذي استطاع ان يلقن الصهيوني درسا مهما، مؤكدا ان هناك بعض التيارات التي تعتبر فاعلة اكثر من الدول مثل حزب الله.
وقال ان العالم الاسلامي يمر اليوم بأوقات صعبة، لافتا الى العلاقة الاستراتيجية بين لبنان وايران.
لاريجاني الذي التقى الرئيسين تمام سلام ونبيه بري على التوالي اكد ان الظروف الدولية باتت ذات اقطاب متعددة وناشطة، وتطرق الى تيارات فاعلة غير الدول، واعطى مثالا بحزب الله وحماس الذين وصفهما بالتيارات الفاعلة والقوية في الشرق الاوسط، واصفا تيار داعش بالمدمر.
وفي اشارة لافتة الى الاحداث في سورية، قال: لا يمكن ان تكون الاصلاحات الاجتماعية والسياسية من خلال الدبابات والطائرات.
وقال معلقون ان زيارة لاريجاني تريد الايحاء بأن لبنان وسورية مازالا في دائرة النفوذ الايراني، خصوصا ان الانظار اتجهت مؤخرا حول التحالف الدولي ودور التحالف بعد التقدم الذي حققه مع قوات البيشمركة الكردية في شمالي العراق.
وثمة من ربط حركة لاريجاني بجولة الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو حول ملف الرئاسة اللبنانية، ولاحظت اوساط ان الايرانيين اظهروا شيئا من المرونة، لكن هذه المرونة لا تعبر عن تغيير جدي في الموقف، بدليل ان الاستحقاق الرئاسي في لبنان مازال على ارتباط بتسوية سعودية ـ ايرانية مازالت قيد الاعداد، علما ان لاريجاني من رجال المرشد الاعلى وبالتالي هو من فريق الصقور في النظام الايراني القائم الذي يحمل السعودية مسؤولية «خفض اسعار النفط للضغط علينا».
رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع ايد مبدأ الحوار بين المستقبل وحزب الله، وسئل عن موعد لقائه العماد ميشال عون فأجاب لصحيفة «الاخبار» مؤكدا على ان النية موجودة لكن الموعد لم يتحدد بعد، علما ان لدينا في القوات اللبنانية قرارا باستكمال الحوار في كل المواضيع حتى ولو لم نتوصل الى نتائج.
وعن قول عون انه مستمر في ترشيحه ولن ينسحب لأحد، اوضح د.جعجع ان هذا هو موقف عون الذي تبلغه من خلال الاتصالات لكن رغم ذلك فنحن مستمرون في الحوار، ونعتقد انه في نهاية المطاف اذا رأى عون ان ترشيحه لن يوصله الى اي مكان فلن يبقى متمسكا به، وبالتالي نحن سنعطي الوقت للحوار ولن نتعب بسهولة، وبصراحة اقول للجنرال اذا كان لك حظ فليكن، ولكن اذا لم يكن لديك حظ فيجب الا يبقى مقعد الرئاسة شاغرا والانتخابات معطلة، اما من المسؤول عن الشغور الحاصل فهو من يرفض النزول الى الجلسات النيابية ليعطل النصاب.
وعن الحوار بين المستقبل وحزب الله، قال ان هذا الحوار ضرورة سنية ـ شيعية، ولقد حاول سعد الحريري العمل على انتخاب رئيس للجمهورية لكن حزب الله لم يتجاوب بسبب العماد عون، الحوار هو لتخفيف التوتر السني ـ الشيعي في المنطقة وانعكاسه على لبنان بسبب التسعير الحاصل بسبب ممارسات السلطة التي تجعل الصيف والشتاء تحت سقف واحد.
وعن محادثاته في السعودية، قال انها كانت متشعبة وطالت امورا عدة، واشاد بالدعم السعودي السريع للجيش، ونقل تصميم السعودية على ايصال هذا الدعم في اسرع وقت ممكن، واضاف: اما الموضوع الثاني فهو رئاسة الجمهورية، ومنطق السعودية هو نفسه، اما ان تتفقوا كمسيحيين على مرشح واحد ونحن سنساعد بكل وسائلنا لتبني هذا الترشيح، واما ان تتفقوا مع الفرقاء الآخرين على مرشح توافقي، نافيا ان يكون طرحوا عليه اسماء.
وحول الحركة الاقليمية الفرنسية ـ الروسية، فهي مازالت حركة بلا بركة، علما ان الموفد الفرنسي كان يفترض ان يزور طهران الاسبوع الماضي لكنه ارجأ الزيارة.
في غضون ذلك، طرأ تطور لافت على ملف العسكريين المخطوفين تمثل بظهور وسيط جديد هو احمد الفليطي نائب رئيس بلدية عرسال مكلفا من وزير الصحة وائل ابوفاعور.
النائب وليد جنبلاط هو من كشف عن الوسيط الجديد عندما قال ليلا: وصلتني رسالة من الوزير وائل ابوفاعور تفيد بأن احمد الفليطي يحمل عرضا جديا قد يشكل مدخلا لحل قضية الاسرى بعدما زار الجهات الخاطفة في جرود عرسال.
واضاف جنبلاط ان الوزير ابوفاعور سينقل العرض الى الرئيس تمام سلام وخلية الازمة الوزارية ونحن جزء منها.
وتمنى جنبلاط التوصل الى موقف ايجابي وموحد للخروج من هذا المأزق، وان يحظى بتغطية سياسية من جميع الاطراف ومن دون استثناء، مشيرا الى ان الفليطي محل ثقة ومؤهل لمتابعة هذا الملف، وهو يحظى بحمايتي السياسية والادبية.
الفليطي قال من جهته انه تواصل مع خاطفي العسكريين في الجرود والتقى تنظيم الدولة الذي قبل تكليفنا من قبل الوزير وائل ابوفاعور.
وقد نقلت «ام.تي.في» تصريحا لناطق بلسان داعش متحدثا بالهاتف الى الاهالي وفيه يعتبر الفليطي الوسيط الوحيد.
وردا على سؤال، قال الفليطي ان الخطوة التالية ستكون قيامنا بوضع الطرف الذي كلفنا بالمهمة بأجواء محادثاتنا.
ونفى ان يكون بصدد فرض نفسه وسيطا لا على الدولة اللبنانية وعلى الدولة الاسلامية ولا على جبهة النصرة.
واضاف: ان حل هذه القضية ممكن اذا كانت النية كلها موجودة عند الحكومة والجهة الخاطفة.
ويتصل الفليطي بقرابة عائلية من رنا الفليطي زوجة الامني علي البزال الذي اعدمه الخاطفون مؤخرا.
وكشف رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ان نائبه الفليطي سمع كلاما ايجابيا من الخاطفين، وتوقع ان تشهد الساعات والايام المقبلة بشائر لا ينتظرها احد.
ورغم هذا التطور، اصر الشيخ وسام المصري المكلف ذاتيا بالتوسط مع الخاطفين على القول بان مهمته هو الآخر مستمرة، وانه سيزور الخاطفين في الساعات المقبلة.
تعددية الوسطاء هذه حملت الرئيس تمام سلام على القول بان موضوع العسكريين المخطوفين دقيق وتسوده المنافسات بين السياسيين والاهالي والاعلام.
وقال في حديث لقناة «الجديد»: نسعى لتنفيذ خارطة الطريق التي وضعناها من اجل الافراج عن العسكريين بعيدا عن الاعلام، مطالبا الخاطفين بجدية اكبر في التفاوض.
واعتبر سلام ان هناك تنافسا بين النصرة وداعش يتجه الى المزيد من التطرف، اذ ان كل طرف يريد ان يثبت انه الاقوى ما يجعل ملف العسكريين اكثر تعقيدا.
سلام تبلغ من الوزير ابوفاعور تكليف الفليطي، مبديا انزعاجه من تعدد قنوات الوساطة بدل توحيدها.