- سلام يتهم بعض الوزراء بالتعطيل لحسابات شخصية
بيروت ـ عمر حبنجر
طارت جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية أمس، فالطريق الى السراي مازالت ملأى بالحفر السياسية، وقد تمنى رئيس مجلس النواب نبيه بري على رئيس الحكومة تمام سلام الدعوة الى جلسة في أسرع وقت ممكن، حتى لا يسقط البلد في هوة التعطيل الكامل، لكن رئيس الحكومة مازال يوازن الأمور، وسط انطباعات ترجح انعقاد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل أو مما بعده على الأكثر.
مصادر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي غادر الى الرياض مساء الأربعاء، بعد أن أمضى 12 يوما في بيروت، شارك خلالها في إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد والده، قالت هذه المصادر: إن الأخير ترك للرئيس تمام سلام القرار في موضوع آلية عمل الحكومة، وتأمل أوساط 14 آذار لـ «الأنباء» عودة الحريري للمشاركة في ذكرى انطلاقتها بعد أسبوعين، تجنبا لإساءة تفسير سفره المفاجئ، كمؤشر على تخبط الحوارات الرئاسية.
ونقل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن سلام تمسكه بانتخاب رئيس جديد للجمهورية «يجعل المخلوق سويا وليس مشوها»، ودون أن يشير (أي سلام) الى تعديل في موقفه الداعي الى تعديل آلية عمل الحكومة بما يتطابق مع الدستور.
ونقل عن سلام قوله: إن ما هو قائم حاليا من آلية العمل الحكومي، هو تطبيق للمادة 65 من الدستور التي تنص على التوافق وإلا فالتصويت، وأضاف: قلت للجميع ألا تذهبوا بالتوافق الى التعطيل، لكن بعض الوزراء ذهب في هذا الاتجاه، ليس في الأمور السيادية والميثاقية بل في قضايا حياتية وإدارية لحسابات شخصية.
مصادر نيابية وسطية، أكدت لـ «الأنباء» أن الحل الوحيد لهذه المعضلة هو في وقف مقاطعة نواب حزب الله والعماد ميشال عون للجلسة الانتخابية المقبلة لرئيس الجمهورية، والتي تحمل الرقم 20، بمعزل عن الحوارات الثنائية الجارية على الخطين، الإسلامي والمسيحي، وتحديدا بين حزب الله وتيار المستقبل، وبين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والتي لم تسمن، وبالتالي لن تغني من جوع، حتى اللحظة، وكلما اقترب أحد الأطراف من بيت القصيد، دفعه الطرف الآخر بعيدا.
في غضون ذلك، انعقد اللقاء الوزاري المطالب بعدم تعديل آلية عمل الحكومة في منزل الرئيس أمين الجميل أمس الأول.
مصادر المجتمعين، قالت ان «اللقاء» مستمر ورهان البعض على دفنه قبل ان يولد قد فشل، مع التأكيد على انه ليس موجها ضد أحد وأنه سيصبح دوريا، أو كلما دعت الحاجة، وفي المرة المقبلة سيعقد اما لدى الوزير بطرس حرب او الوزير ميشال فرعون الذي غاب عن اجتماع الأربعاء بسبب التزامه بموعد في البحرين.
المجتمعون أكدوا في بيانهم أنهم «حركة تواصل من أجل تعزيز ثقافة الحوار»، وقد أشاد الجميل بالرئيس تمام سلام وقرر القيام بزيارة له، إعرابا عن الثقة به، لكنه أي الجميل، رد على حملات التيار الوطني الحر على اللقاء التشاوري بالقول ان الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يشكل للأسف أكبر تغطية للفراغ الرئاسي، وقال: نحن لا نقبل ان نبقى من دون رأس للدولة.
الرئيس السابق ميشال سليمان اعتبر ان الأصوات التي تستطيع ان تمدد تستطيع ان تنتخب رئيسا للجمهورية.
وكان التيار الوطني الحر، عبر القناة البرتقالية، هو من شبه اللقاء الوزاري الذي انعقد في منزل الجميل بـ «المولود الميت». وقال ان الوزراء الثمانية يمثلون سبعة نواب فقط لا غير.. وفي خلال أيام قليلة سقطت كل الرهانات، وفشلت محاولة تعطيل عمل الحكومة، لأن استمرارها ضرورة داخلية وخارجية.
وشن التيار عبر القناة عينها حملة عنيفة ضد سليمان، واصفا تحركه السياسي بمحاولة التسلل الى مربع الاقطاب، قد فشل ايضا، لأن الهوة كبيرة بين لقب سابق، وبين ثقل دائم.
نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري (المستقبل) قال ان الاسلوب الذي اختاره سلام مع بداية العمل الحكومي هو خيار دستوري لكنه ليس كافيا وحده فالدستور يحدد التصويت في مجلس الوزراء اما بالاجماع وإما بالثلثين على مواضيع اساسية او بالنصف زائدا واحدا للمواضيع العادية، لكن الاسلوب المتبع لم ينجح رغم دستوريته لأن كل وزير بات يستعمل صلاحيات الرئاسة لمعارضة زملائه في موضوع ما لسبب سياسي او للمقايضة بأمور اخرى فتصبح العملية نوعا من المبادلة.
النائب فريد الخازن عضو تكتل الاصلاح والتغيير اكد انعدام النية لدى اي طرف لتطيير الحكومة او تعطيلها، وأي آلية للعمل الحكومي، هي موضوع نقاش.