بيروت ـ زينة طبّارة
رأت وزيرة المهجرين أليس شبطيني أن كل الفرقاء اللبنانيين دون استثناء متيقظون ومدركون لمخاطر تفكك الحكومة وترك البلاد دون مؤسسات دستورية، حيث الانزلاق الحتمي الى الهاوية، معربة بالتالي عن يقينها بأن أيا من الوزراء لا يساهم في انفراط عقد الحكومة، خصوصا أن سقوطها كركيزة ثالثة في ظل غياب ركيزة الرئاسة الاولى، سيكون مدويا، مشيرة من جهة ثانية، الى أنها تولي الرئيس تمام سلام ثقتها الكبيرة وتؤمن بقدراته وبوطنيته وبحكمته في إدارة الأزمة الحكومية، وإذا كان بالتالي قد تريث في التصرف وأخذ الوقت الكافي في تشاوره مع المعنيين لحل الأزمة، فهذا لا يعني أنه أخطأ أو تخلى عن مسؤولياته.
ولفتت شبطيني في تصريح لـ «الأنباء» الى أن المشكلة ليست في الحكومة إنما بالشغور في موقع الرئاسة الأولى، إذ تعتبر شبطيني انه لحظة يتم انتخاب رئيس للجمهورية، تتبدد كل الأزمات وتعود المياه الى مجاريها الطبيعية، معتبرة بالتالي ان اجتماع الوزراء الثمانية في دارة الرئيس سليمان والذي استؤنف في دارة الرئيس الجميل، قام على هذا الأساس، إضافة الى أن المجتمعين قرروا الدفع باتجاه الإبقاء على آلية التوافق المعتمدة في مجلس الوزراء، واستمرار تعاونهم مع الرئيس سلام للوصول الى حل، مع تأمين الضمانات اللازمة لحقوق وصلاحيات رئيس الجمهورية.
وردا على سؤال، أكدت شبطيني عدم وجود اتفاق بين الوزراء الثمانية على قيام تكتل وزاري جديد، معتبرة أن ما شهدته دارة الرئيس سليمان هو لقاء تشاوري بين مجموعة وزراء يتقاسمون الرأي الواحد والتوجه الواحد في الإبقاء على صيغة التوافق على المقررات بدلا من التصويت، وذلك رغبة منهم في تبيان أهمية مركز رئاسة الجمهورية بالصلاحيات المتبقية له، والتي هي في غاية الأهمية خصوصا على المستوى التشريعي، مشيرة تبعا لما تقدم الى أن الوزراء الثمانية لا يتجرأون على التنازل عن صيغة التوافق لخطورة ما قد ينتج عنه، وللحفاظ على الأسس المتينة لكل البلاد، إذ لا يجوز تهميش شريحة من اللبنانيين واتخاذ قرارات بمعزل عن موافقتها.
واستطرادا، لفتت شبطيني الى أن المطلوب تغييره في مجلس الوزراء هو الذهنية في التعاطي مع الشغور الرئاسي وفي مقاربة الملفات والمقررات، وليس آلية التوافق المعتمدة منذ ولادة الحكومة، والتي هي آلية دستورية بامتياز، مذكرة بأن الرئيس سلام قرر انطلاقا من التعقيدات في أزمة الرئاسة، ومن حرصه على عدم التهور، ونظرا لدقة المرحلة الراهنة، أن تكون مقررات الحكومة العادية منها والاستثنائية بالتوافق وليس بطرحها على التصويت.
وفي سياق مختلف، لفتت شبطيني الى أن رؤساء الطوائف مسلمين ومسيحيين وكل الغيارى وسعاة الخير، يبذلون قصارى جهدهم لملء الشغور في موقع الرئاسة، إلا أن المفاوضات الأميركية - الإيرانية إضافة الى الأوضاع الإقليمية الملتهبة، ترخي بظلالها على الداخل اللبناني وتؤثر سلبا على الاستحقاق الرئاسي وعلى الخيار اللبناني - اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية.
وعن دور الرئيس سليمان في تشكيل اللقاء الوزاري التشاوري وأبعاده، وصفت شبطيني سليمان بـ «الزئبق في الميزان»، مرتكزة في توصيفها على خبراته الواسعة في رئاسة الجمهورية وقبلها في قيادة الجيش، مشيرة الى أن دور الرئيس سليمان هو التنبيه الى مكمن المخاطر والى حيث وجود ضمانات لحماية لبنان من العواصف الاقليمية وبقائه بلدا سيدا حرا ومستقلا، متمنية بالتالي أن يكون الرئيس المقبل على صورة الرئيس سليمان الوطنية وعلى نهجه ومثاله السيادي.