- السفير السعودي: الحل الحقيقي يكون بانتخاب رئيس جديد يرعى حواراً يُبعد لبنان عن أزمات المنطقة
بيروت ـ عمر حبنجر
تداعيات المرحلة السورية في لبنان مازالت مستمرة، من تدفق اللاجئين، الى شغور المواقع الدستورية او خمولها كمجلس النواب الذي لا يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية او مجلس الوزراء الذي يستطيع اي من وزرائه تعطيله عن الانتاج والحركة.
وآخر الملفات واكثرها خطورة وتعقيدا بعد الشغور الرئاسي تعيين القيادات العسكرية والامنية او التمديد لها، ريثما تستقر اوضاع رئاسة الجمهورية، الامر الذي ترفضه كتلة العماد ميشال عون الى درجة الاستعداد للتضحية بالحكومة.
ومجلس النواب يواجه الشلل التام، فهو لم يستطع انتخاب رئيس بعد 22 جلسة غير مكتملة، بل انه فشل حتى في ان يجتمع بنصاب كامل، وهذا ما حدا برئيسه نبيه بري الى التهديد بالطلب الى الرئيس الممكن انتخابه بحله حالا.
في هذه الاثناء، تابع الرئيس سعد الحريري زياراته للمسؤولين الاميركيين، والتقى امس نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، وكان التقى وزير الخارجية جون كيري ومسؤولة الامن القومي سوزان رايس في البيت الابيض، واكدت الاخيرة على التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم سيادة واستقرار لبنان وقدرته على تحمل تداعيات المنطقة واستمرار الولايات المتحدة بتقديم المساعدة للجيش اللبناني وتسليحه.
وكان الحريري زار الپنتاغون واجتمع الى نائبة وزير الدفاع كريستين وورنر وتركزت مباحثاتهما على مجمل الاوضاع في المنطقة وسبل زيادة الدعم للجيش والقوى الامنية لتتمكن من القيام بمهام حفظ الامن ومواجهة الارهاب.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان اتصالات تجرى لتحديد موعد لرئيس تيار المستقبل في لبنان مع الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي كان الحريري توجه لزيارته كرئيس للحكومة في يناير 2011، فإذا بوزراء حزب الله وامل ينسحبون من الحكومة متسببين في إسقاطها وعلى عتبة البيت الابيض، لكن الرئيس الاميركي استقبلته بصفته الرسمية رغم ذلك.
وفي معلومات «الأنباء» ايضا فان التحرك الواسع لرئيس تيار المستقبل في لبنان في الولايات المتحدة او على مستوى عواصم الشرق الاوسط يدخل ضمن اطار الجهود لتحييد لبنان عن ملفات المنطقة، وخصوصا ملف الازمة السورية، عبر تسريع حلوله الدستورية المعلقة، وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي اطلاق عجلة الدولة اللبنانية في كل الاتجاهات.
وتعتقد الاوساط المتابعة ان الاتفاق الاميركي ـ الايراني المبدأي حول النشاط النووي لايران افسح في المجال للقوى اللبنانية الناشطة كي تطرح باب الحلول اللبنانية بعد طول انتظار.
في هذا السياق، قال رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة انه في ظل اصرار العماد عون على ترشيح نفسه ودعم حزب الله المستمر له ورفضه البحث بمرشح توافقي، اعرب السنيورة عن اعتقاده ان حزب الله لا يريد عون رئيسا بل يلعب ورقته ليحجز مكانا له في تسمية الرئيس المقبل.
واكد السنيورة انه ليس لعون نصيب على الاطلاق في الوصول الى رئاسة الجمهورية، مشيرا الى ان هذا الكلام نقل اليه، اما اذا كان يتأمل فالمشكلة عنده. وقال: انا لا ارى تركيبة سياسية تحمل العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وصهره العميد شامل روكز الى قيادة الجيش، انما قد يكون منطقيا السير بقيادة الجيش للعمد روكز مقابل تنازل عون عن ترشحه للرئاسة.
ولاحظ السنيورة امام زواره امس ان الرئاسة اللبنانية مخطوفة بفعل افساد عقول اللبنانيين بمقولة «الرئيس القوي»، وقال: الرئيس يكون قويا بحكمته وقدرته على جمع اللبنانيين، رافضا التعاطي مع موقع قيادة الجيش بمنطقة الصفقة.
من جهته، ابلغ قائد الجيش العماد جان قهوجي صحيفة «السفير» امس بان قرار الجيش بالانتصار على الارهاب قائم مهما بلغت العقبات، مشيدا بانجازات المخابرات، ومشددا على ابعاد الجيش عن المنزلقات السياسية.
الرئاسة اللبنانية ستكون محور لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يوم غد.
من جانبه، توجه السعودي في بيروت علي عواض عسيري، خلال حفل تكريم له اقامته جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت، الى من وصفتهم بـ «الانفعاليين» قائلا: ان الظروف التي تشهدها المنطقة ومنها لبنان تحتاج الى الحكمة والتروي والتعامل مع الواقع لا المكابرة او الهروب الى الامام، وان الحل الحقيقي يكون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يرعى حوارا وطنيا معمقا يبعد لبنان عن ازمات المنطقة، داعيا هؤلاء الى عدم المقامرة بمصلحة لبنان ومصالح اللبنانيين، لأن الدول العربية هي المجال الحيوي للبنان شاء من شاء وأبى من أبى.