- دورة استثنائية لمجلس النواب لتشريع القضايا الضرورية ..وبري: إذا انسحب فريق تستمر الجلسات بتوافر النصاب
- «المستقبل» يرفض بدعة استطلاع الرأي العونية وجنبلاط يرفض الفيدرالية
- مقتل 5 من جبهة النصرة برصاص الجيش في جرود عرسال
بيروت ـ عمر حبنجر
انحسر الغموض المحيط بجلسة مجلس الوزراء اللبناني المقررة اليوم وسط التحديات المتبادلة بين اقلية وزارية تريد فرض تعيين قائد للجيش والا فلا جلسة لمجلس الوزراء، وأكثرية ترفض فرض التعيين قبل أوانه وتصر على منع مجلس الوزراء من الغرق في بحر التلاشي والشغور اسوة برئاسة الجمهورية ومجلس النواب.
فقد تقرر اعتماد معادلة: تطرحون ما تشاؤون ونتقبل ما نشاء، بمعنى انه سيكون بوسع الفريق الوزاري الذي يضم وزراء كتلة العماد ميشال عون وحزب الله ان يطرح عرض موضوع تعيين قائد الجيش كبند أول على جدول اعمال الجلسة او من خارج الجدول، بينما يجوز لفريق الاكثرية الوزارية الرافض لهذا الامر ان يرفض الطرح، ويدعو للانتقال الى البنود الاخرى.
هنا يحيط الغموض بموقف وزراء الاقلية الستة هل ينسحبون من الجلسة في هذه الحالة معلنين مقاطعتهم الحكومة ام يفاجئ رئيس الحكومة تمام سلام الجميع بمبادرة تنتهي بالطرفين الى لا غالب ولا مغلوب وهو الشعار الذي اطلقه والده رئيس الحكومة الراحل بعد ثورة 1958 في لبنان من خلال الاستجابة الى طالبي طرح التعيين بمناقشته والاستجابة الى رافضيه بالتأجيل بعد النقاش العقيم.
وكان سلام دعا خلال رعايته افطار دار الايتام الاسلامية في بيروت الجميع الى صحوة وطنية والمسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية وتحصين الوطن من اي مخاطر تهدده.
واعلن سلام العزم على اصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب، وقال: اننا مستعدون لكل ما يلزم من اجل تحريك العمل التشريعي، مبديا ارتياحه للمناقشات التي ستشهدها جلسة مجلس الوزراء اليوم.
وعن فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب التي تقابل بمعارضة بعض الوزراء المسيحيين في 14 آذار، اكد سلام ان الموضوع سيناقش في اجتماع مجلس الوزراء اليوم، آملا ان يحظى الامر بموافقة الاكثرية.
والرهان ان عودة الحكومة الى العمل تقابلها دعوة مجلس النواب للتشريع من خلال ما تردد عن اتفاق بتسهيل عمل الاولى مقابل الاتفاق على مرسوم فتح دورة استثنائية للمجلس بهدف اقرار قوانين ملحة وحيوية للدولة تحت عنوان «تشريع الضرورة».
رئيس مجلس النواب نبيه بري رأى من جهته انه طالما اكثرية الثلثين متوافرة في مجلس الوزراء تستمر الجلسة وتتخذ القرارات بحسب الدستور، اي ما يتطلب الثلثين يصوت عليه بالثلثين، وما يتطلب النصف زائد واحد يصوت عليه بالاكثرية المطلقة، وتوقع ان تطرح التعيينات خلال الجلسة، واذا انسحب فريق تستمر الجلسة مادام النصاب متوافرا ولا مشكلة في ميثاقية الجلسة.
واضاف: بعد فتح هذه الدورة سأدعو الى عقد جلسات تشريعية، وهناك قوانين استجدت، والوضع لم يعد يحتمل، واقول بصراحة اذا غابت بعض المكونات وحضرت اخرى تنتمي الى اللون الطائفي نفسه وسأمضي في الجلسة هذه المرة، والمقصود حزب الكتائب الذي يرفض اي تشريع قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
موضوع التعيينات الامنية سيطرح للنقاش من جانب الرئيس سلام بناء لرغبة وزراء كتلة عون، وبحسب السيناريو المرسوم كما تناهى لـ «الأنباء» فإن النقاش لن يصل الى نتيجة في ضوء التناقض الكبير بين المطالبين بتعيين قائد للجيش بداعي لا شرعية التمديد له او تأخير تسريحه كما في اللغة القانونية وبين رافضي هذا الطرح، وبالتالي عدم طرح التعيين قبل نهاية ولاية القائد العماد جان قهوجي في سبتمبر المقبل حفاظا على معنويات الجيش.
وامام تعذر التفاهم على التعيينات بعد استملاك وقت محدد من الجلسة، يتدخل الرئيس سلام بطلب الانتقال الى بند آخر، هنا تقول صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله ان وزراء كتلتي عون وحزب الله سينسحبون من الجلسة، علما ان النائب ابراهيم كنعان تحدث عن الزامية طرح الموضوع ولم يتحدث عن الانسحاب من الجلسة، بل نفى نية الانسحاب من الحكومة.
كتلة المستقبل قالت ان تعطيلا مقصودا لمجلس الوزراء مارسته اطرافا سياسية لاهداف شخصية ومصالح عائلية، وان الاولوية تظل لانتخاب رئيس للجمهورية وعدم الانزلاق الى بدع جديدة ترمي الى اختراع اعراف جديدة.
ويبدو ان المقصود بالبدع والاعراف اقتراح العماد عون اجراء استطلاع بين المسيحيين لتبيان الزعيم الاقوى بينهم، وقد وافقه جعجع بينما رفضه فرنجية والكتائب.
النائب وليد جنبلاط اعتبر ان تعطيل الحكومة جريمة في ظل الشغور الرئاسي وتعليقا على طرح العماد عون النظام الفيدرالي للبنان، اعتبر جنبلاط ان هذا الطرح قد يكون مفيدا بين كازينو لبنان (في محلة المعاملتين) وبين جبيل من جهة وبرج حمود من جهة اخرى، هذه افكار قديمة حملت خلال الحرب تسمية متنوعة كـ «التمايز الحضاري»، وقال: لم يفهم بعد القادة المسيحيون والقاعدة العريضة ما يجري لمسيحيي الشرق الذين لم يبق اي منهم في ارضه ولم يفهموا بعد ضرورة التسوية للخروج من المأزق الرئاسي بمرشح توافقي، وان الطائف هو الضامن الوحيد لمسيحيي لبنان.
امنيا، أفيد عن قتل الجيش لخمسة عناصر من جبهة النصرة في جرود عرسال ونقل جثثهم الى الداخل، وقد عرف منهم السوري غالب سعيدريا واصيب جندي لبناني.
وفي السعديات، جنوبي بيروت، اطلق مسلحون من سرايا المقاومة التابعة لحزب الله يستقلون ثلاث سيارات النار عند منتصف الليل على مقهى يخص احد انصار تيار المستقبل على خلفية خلافات حول انتشار السرايا في هذه المنطقة الساحلية البعيدة عن بيئة حزب الله، ما ادى الى سقوط سبعة جرحى احدهم بحالة خطرة، وتواروا مطلقو النار عن الانظار وقبل وصول القوى العسكرية ، واجريت اتصالات سياسية بين تيار المستقبل وحزب الله لتطويق المشكلة.