- مصادر «المستقبل» لـ «الأنباء»: الرد في المواقف والندوات وليس في الشوارع
بيروت ـ عمر حبنجر
يبدو وكأن العماد ميشال عون، قرر وضع كل أوراقه على طاولة المواجهة مع الحكومة التي هو جزء منها، حول التعيينات العسكرية وآلية عمل مجلس الوزراء وفتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، دعما لمطالبه السياسية الخاصة التي ألبسها رداء حقوق المسيحيين في الدولة!
وبمقيــــاس ردود الفعل المسيحية الدينية والسياسية على الاستنفار العوني للشارع، يتبين أن حركة العماد عون محاصرة بالرفض من الخصوم والحلفاء. وأبرز المعترضين البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي أجرى اتصالا هاتفيا بالعماد عون قائلا له: نحن لا نحبذ أي تصعيد ميداني على خلفية الأزمة الحكومية.
لكن حملة التجييش لشارع التيار الوطني الحر استمرت، في محاولة لإحباط جلسة مجلس الوزراء التي عينها الرئيس تمام سلام الخميس المقبل.
وفي هذا الإطار، شنت قناة الـ otv هجوما عنيفا على «تيار المستقبل» على خلفية الأزمة الحكومية الراهنة.
وقالت في مقدمة نشرتها الإخبارية: ينادون بالطائف، ويرفضون تطبيـــق المناصفة، يتبجحون بالميثاق، ويسقطون بأدائهم مفهوم الشراك! يخوضون حروب إلغائهم للدور المسيحي، ويواصلون جولات استئثارهم وهيمنتهم على الدولة ومفاصلها، ويرفضون حتى ان يرفع الضحية صوت الحق في وجه جريمتهم الوطنية، يدعون الديموقراطية، ويرفضون صوت الشعب.
وأضافت: يذبحون شركاءهـــم سياسيا، يغتصبون حقوقهــــم.. يريدونهم أهل ذمة في إمارتهم الحريرية، فما الفرق بينهم وبين داعش في الأداء والنتائج، لا شيء يذكر، فهم مثل التنظيم التكفيري الإرهابي، باقون في السلطة، ويتمددون.. ليصبح فعل المقاومة ضدهم واجبا على كل لبناني وطني حر.
بدورها قناة «المستقبل» قالت إنه رغم اشتداد حرائق المنطقة، وتنقل المعارك بين المدن العربية، واللهب الذي يزنر لبنان، يجد النائب ميشال عون الوقت ليطلق تهديدات تفجيرية بحق لبنان واللبنانيين، بدل العمل على تحصين الساحة الداخلية لمنــع امتداد النار إلينا. وأضافـــت: يهدد باللجوء الى الشارع، للتظاهر والاعتصام، يُلبس تهديداته لبوس الدفاع عـــن حقوق المسيحيين، ليعطـل آخر المؤسسات الدستورية، في ظل الشغور الرئاسي والشلل المجلسي. ولكن تهديداته وكلامه عن الحقوق، جوبــه بالرفض على أكثر من مستوى وصعيد مسيحي ووطنـــي، باعتبار أن دعوته ليســت لمصلحة وطنية، بل لمصلحة شخصية ضيقة.
عمليا، بدأت التحضيرات اللوجستية لمنسقيات الأقضية في التيار الحر لتحريك المناصرين في المناطق بانتظار إشارة العماد عون.
أوساط رئيس الحكومة تمام سلام أبدت أسفها لما آلت اليه أمور العماد عون والتي دفعته الى هذه المقارنة المرفوضة شكلا وموضوعا، مشيرة الى المقارنة التي أجراها بين فريق وطني لبناني (المستقبل) وتنظيم إرهابي (داعش) لا تدل إلا أن الرجل يتصرف بعصبية، وقد باتت مواقفه المرتبطة بحسابات شخصية ذات علاقة بترشحه للرئاسة وترشيح صهره لقيادة الجيش، مصدر قلق وخطر على صيغة التعايش، التي طالما حافـظ عليها اللبنانيون على الرغم من كل ما يحيــط بلبنان والمنطقة، مــن ألسنــة النار الإرهابية والتكفيريــة القائمة على عصبيات مذهبيــة وطائفيـــة، واعتبــرت أوساط سلام أن عون أخطأ كثيرا في مقارنتــه هذه، وهو لايزال يمعن في الخطأ عندما يستبق جلسة مجلس الوزراء الخميس بدعـــوة مناصريه للنزول الــى الشارع، وتساءلت هـــل التهديد بالقــوة لأخذ الحقـــوق المسيحية هو الذي يحقق الهدف أم النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
الرئيس نبيه بري علق أمام زواره على تحركات العماد عون بالقول إن عون هو ابن النظام ولا أعتقد أنه سيفرط فيه.
في غضون ذلك توجه وفد من تيار المستقبل الى جدة أمس للقاء الرئيس سعد الحريري والتشاور معه في المستجدات اللبنانية.
وضم الوفد كلا من: وزير العدل أشرف ريفي والنائبين أحمد فتفت ومحمد كبارة ونادر الحريري والنواب السابقين مصطفى علوش، باسم السبع وغطاس خوري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري والمستشار الإعلامي هاني حمود.
مصادر في المستقبل أوضحت لـ «الأنباء» ان موعد هذا اللقاء محدد سابقا وليس ابن ساعته، وتوقعت أن يضم إليهم وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يتعرض لحملات سياسية ومن رجال الدين في طرابلس على خلفية التعذيب في سجن رومية.
لكن المصادر لم تستبعد التطرق الى الحملة التي يشنها العماد عون على تيار المستقبل والنعوت التي أطلقها عليـــه، وسيكون هناك تفاهم على الرد حجما ونوعا، وضمن الأطر السياسية والإعلاميـــة الهادئة، مستبعدا المواجهة من خـــلال معادلة شـــارع مقابل شارع، مؤكــــدا أن رد المستقبـــل سيكون بالنــدوات السياسية والإعلامية.