- باسيل يبدي الاستعداد لفرط النظام.. وجعجع مع تشريع الضرورة بشروط
بيروت ـ عمر حبنجر
لن يكون الرد على تحرك العماد ميشال عون في الشارع بالشارع كما قرر تيار المستقبل الذي عادت قيادته من جدة امس بعد لقاء مطول مع الرئيس سعد الحريري.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان فريق 14 آذار سيواجه التحركات الشارعية للعماد عون بالتصريحات والندوات والمؤتمرات السياسية والصحافية، وفي المعلومات المؤكدة ايضا ان الحركة العونية في الشوارع ستكون منظمة وبعيدة عن العنف الجسدي، في حين يأخذ العنف الكلامي مداه من خلال شعارات حقوق المسيحيين والشراكة في السلطة والتي تخفي مشاريع رئيس التيار الوطني الحر لرئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، وكل المؤسسات الرسمية التي يشغلها المسيحيون.
مصادر في 14 آذار اكدت لـ «الأنباء» انها واثقة من ان تظاهرات عون لن توصله الى رئاسة الجمهورية ولن توصل صهره العميد شامل روكز الى قيادة الجيش، ولن تعطل جلسة مجلس الوزراء غدا (الخميس) لكنها قد تعطلها عن اتخاذ القرارات، لكن الاخطر فيما يسعى اليه عون هو اظهار سيطرته على الشارع المسيحي مقابل سيطرة حزب الله سياسيا وعسكريا على الشارع الآخر، ولهذا مدلولاته المهمة.
وهذا ما حمل مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان على ابداء خشيته من سقوط لبنان ضحية اللجوء الى الشارع، داعيا الى التعبير عن الهواجس داخل مجلس الوزراء للوصول الى حلول، مشيرا الى ان البديل عن الحكومة هو الخراب والفوضى.
واكد المفتي دريان ان الحوار بين القيادات السياسية يعزز الثقة فيما بينهم ويخفف من حدة اسباب الخلاف والنزاع ويعود بالنفع على جميع اللبنانيين.
ويعكس تصريح المفتي دريان التوجه المعتمد من الاطراف اللبنانية المنادية بسرعة انتخاب رئيس للجمهورية. وكان وزير الخارجية جبران باسيل قال ان النظام الذي يفرّط بنا مستعدون لفرطه لأنهم لا يطبقونه ولا يقبلوننا فيه.
وقال في حوار مع «الاخبار»: عندما تضعني بين خيارين سأختار ما يبقيني حيا، واذا ارادوا حشرنا للاختيار بين دورنا ووجودنا وكرامتنا وبين الفيدرالية سنكون معها بالطبع.
وشدد على ان اختزال رئاستي الجمهورية والحكومة في شخص رئيس الوزراء مسألة حياة او موت بالنسبة لنا، محذرا من ان تيار المستقبل يريد اخذ البلد الى قواعد جديدة للعبة وهناك من يدفشه الى هذا الخطأ المميت.
من جانبه، رفض امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان الكشف عن توقيت التحرك، وقال: لن نعلن عن الموعد، لقد وضعنا خطة، وندرس مواقفنا وتحركاتنا وفقا للمعطيات السياسية، وتوقيت التنفيذ لن يعلم به احد، هو ملك القيادة السياسية للتيار الوطني الحر وعلى رأسها العماد عون.
واكد ان التحرك سيكون حضاريا ديموقراطيا ولن يكون شعبيا فقط بل على اكثر من مستوى وصعيد، وسيتخذ اشكالا متنوعة، متحدثا عن تحركات نوعية غير متوقعة ستشمل قطاعات عدة في المجتمع.
ونبه كنعان من خطورة الخروج عن الميثاق والدستور عبر التنصل من آلية العمل الحكومي، وقال: على من يفعل ذلك ان يعلم انه بفعلته هذه يضرب صيغة العيش المشترك و يستهدف مكونا اساسيا هو المكون المسيحي في السلطة التنفيذية، واشار الى ان هذا الامر دفع بالمسيحيين على مختلف فئاتهم الى التفكير مليا بمن يخرج عن النظام، ومن هو حقيقة مع الحفاظ على الصيغة، واكد ان ما يحصل خطير جدا ولن يمر مرور الكرام عندنا.
وعن مدى فاعلية هذا التحرك وقدرته على تغيير ما يجري، اجاب: سلاح الموقف، خصوصا عندما يكون صادرا عن جهة تمثل ما تمثل على الصعيد الوطني والمسيحي، لا يستهان به، هذا الموقف ليس موقفا سياسيا بل يعبر عن جو عام في المجتمع اللبناني، خصوصا عند المسيحيين، لذلك يجب ان يدركوا جيدا ان هذا الموقف لم يؤخذ كيفما كان، وستكون له تداعيات حتما. من هذا المنطلق نقول ان الحريص على الدولة والمؤسسات وعلى الصيغة اللبنانية يجب ان يأخذ في الاعتبار رأي المسيحيين.
في غضون ذلك، انضم وزير المردة روني عريجي الى الوزراء الموقعين على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، والذي لايزال يحتاج الى توقيعي وزيري حزب الله اللذين التزما بالتوقيع.
الجلسات التشريعية لمجلس النواب بغياب رئيس الجمهورية ناقشها البطريرك الماروني بشارة الراعي مع النائب سليمان فرنجية في الديمان حيث المقر الصيفي لبطريرك الموارنة.
ويبدو ان مرسوم فتح الدورة الاستثنائية بات محسوما رغم اعتراضات القوى المسيحية عليه.