بيروت ـ جويل رياشي
في «بيت النسيم» في منطقة الميناء-طرابلس الذي غالبا ما يستضيف نشاطات فنية وثقافية وصفوف يوغا بين جدرانه التي يفوق عمرها الـ 150 عاما، افتتح المصور نذير حلواني امس المعرض الاول لمشروعه الفوتوغرافي «دراجة حواء» (eves on wheels).
عشر صور لعشر نساء على دراجاتهن، بكامل أنوثتهن وتحررهن.
وهنا يكمن الهدف من المعرض-المشروع، الذي يريد بحسب حلواني «تسليط الضوء على النساء اللواتي يمارسن هواية ركوب الدراجة الهوائية في مناطق محافظة اجتماعيا، علما أن أسباب استخدامهن للدراجة كوسيلة تنقل، تتفاوت بين مجرد هواية أو حب أو في كونها وسيلة «تنفيس» وتعبير عن الذات».
ويضيف: «تدريجيا، تحولت الدراجة نفسها الى أداة استراتيجية للمطالبة بالمساواة مع الرجل واسترداد حقوق اندثرت في مجتمعات يغلب عليها الطابع الذكوري. ولكل من الفتيات قصة مخبأة في دواليب دراجتها».
في المعارض الفوتوغرافية، نرى عموما الصورة والى جانبها او تحتها نص تعريفي.
هذا ما يفتقده معرض «دراجة حواء» لأن حواء نفسها، أو النساء اللواتي في الصور، حضرن ليلة الافتتاح ليتشاركن مع الحضور تجاربهن في ركوب الدراجات وفي المشاركة في معرض حلواني الذي لم يخف رغبته في توسيع رقعة مشروعه خارج حدود لبنان.
وفي هذا الاطار، تحدث حلواني الى «الأنباء» عن الرواج الذي لاقاه المشروع على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا الى انه «بخلاف ما نظن، النساء يتعرضن للتلطيش أو التحرش اللفظي في شوارع بيروت اكثر منها في شوارع طرابلس.
هذا ما اكتشفته من خلال تجربتي مع السائقات اللواتي صورتهن وهن من طرابلس وبيروت.
صحيح انه في طرابلس، العائلات تعتبر محافظة في بيوتها، ولكن حواء على الدراجة تلقى التشجيع من أهل مدينتها.
اما في بيروت، فالتلطيش نسبته اكبر وغالبا ما يكون مصدره رجال الشرطة، للأسف».
من جهتها، تقول ساميا سبيتي المشاركة في المعرض بصورة التقطت لها في طرابلس على دراجتها ذات الدواليب الثلاثة ان «الناس يشجعونني، يفتحون لي الطريق، يساعدونني عند الحاجة.
وغالبا ما يبتسمون لي من نوافذ سياراتهم مع إشارة الـ like»، مشيرة الى ان «الدراجة افضل للبيئة وللصحة وتوفر الوقت وكلفة المواصلات. وإضافة الى ذلك كله، تشعرني بالفرح».
وتتحدث ساميا بحماسة عن دراجاتها ذات الدواليب الثلاثة التي تساعدها في عملها في توزيع الحلويات (التي تصنعها في منزلها) على الزبائن في بيوتهم أو مطاعمهم.
وتقول ان دراجتها هذه تلفت أنظار المارة والأصدقاء الذين يعبرون عن رغبتهم في اقتناء مثلها، ما شجعها على دخول تجارة هذا النوع من الدراجات.