- تحضيرات رسمية لزيارة هولاند إلى بيروت الأسبوع المقبل
بيروت ـ عمر حبنجر
وجه الرئيس تمام سلام الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، حاسما بذلك التردد الذي واكب انفضاض الجلسة السابقة للمجلس نتيجة اشتباك الوزراء حول ازمة جهاز امن الدولة الذي تتقاذفه سياسة المحاور الحكومية.
وكان سلام لوح بعدم دعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع اذا بقيت الامور على حالها حيال هذا الجهاز الامني الذي قضى العرف ان يكون قائده مسيحيا ونائبه شيعيا، قبل ان ينشأ الخلاف على الصلاحيات بين الطرفين، والذي سرعان ما اخذ بعدا طائفيا.
وتعني دعوة مجلس الوزراء للاجتماع الثلاثاء المقبل ان ثمة «طبخة» حل امكن التوصل اليها، والا كان الانطباع عودة الحكومة الى دائرة الشلل، وبالتالي اصطفافها الى جانب رئاسة الجمهورية المحكومة باستمرار الشغور، ومجلس النواب المحروم من دوره في الانتخاب والتشريع وبالتالي من التجدد.
وسيغادر الرئيس سلام الى اسطنبول الاربعاء المقبل للمشاركة في مؤتمر الدول الاسلامية، حيث اكدت معلومات لـ «الأنباء» انه تبلغ من السفير السعودي علي عواض عسيري موعد لقائه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وان زيارة عسيري لوزير الخارجية جبران باسيل تناولت هذا اللقاء.
وعلمت «الأنباء» ان جلسة مجلس الوزراء ستشهد توقيع عدد من المراسيم.
الوزير وائل ابوفاعور وصف جلسة مجلس الوزراء السابقة بواحدة من أسوأ صفحات الحكم في لبنان، بحيث اختلط فيها حابل المصالح بنابل الطائفية الذي كان الاقوى، واشار الى ان الجلسة شهدت نقاشا مقيتا حول قضية من المفترض ان تكون خلافا شخصيا او تقنيا، واذ به يتحول الى نقاشات طائفية غير مسبوقة.
في غضون ذلك، غادر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى القاهرة امس تلبية لدعوة نظيره المصري علي عبدالعال، ورافق بري وفد نيابي يمثل كل الكتل.
وقالت مصادر وزارية ان اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل لن يؤدي الى انهاء أزمة المديرية العامة لأمن الدولة، وان لقاء وزير المال علي حسن خليل ووزير السياحة ميشال فرعون لم يصل الى تسوية هذا الخلاف.
ويرفض وزير الاقتصاد آلان عون المساواة بين المدير العام لأمن الدولة ونائبه مهما كانت الظروف.
بدوره، استبعد وزير الرياضة والشباب عبدالمطلب الحناوي معالجة هذا الملف، وبالتالي انعقاد مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، اما وزير الثقافة روني عريجي فقال من جهته ان اي طرف سياسي لا يستطيع تفجير الحكومة من داخلها في ظل الفراغ الرئاسي، وعلينا تدوير الزوايا وتخفيف التشنجات لأننا نقف الآن على حافة الهاوية.
عمليا، سينشغل اللبنانيون عن الملفات الداخلية الاسبوع المقبل بزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى بيروت السبت المقبل الذي سيلتقي رئيسي الحكومة ومجلس النواب والبطريرك الماروني وقادة الاحزاب الذين سيلتقيهم حول مأدبة تقيمها السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، حيث مقر سفير فرنسا، وان هولاند سيعلن عن مجموعة خطوات داعمة للبنان، ما يوحي بأن الزيارة هي تكملة للمهمة الدولية التي قادت وزير خارجية بريطانيا لزيارة لبنان الى جانب الوفود العسكرية الاميركية والمنح المالية من دول اخرى.
وعلم ان في مقدمة من سيلتقيهم هولاند رئيسي الجمهورية السابقين ميشال سليمان وامين الجميل.