- الجولة الانتخابية البلدية الرابعة في الشمال الأحد
بيروت ـ عمر حبنجر
في مثل منتصف ليل امس 24 مايو 2014، غادر الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا دون ان يجد من يتسلم منه امانة رئاسة لبنان.
وحتى منتصف ليل امس وبعد مضي سنتين على تلك الواقعة المشهودة في تاريخ الدولة اللبنانية، مازالت الرئاسة اللبنانية شاغرة، والرئيس في علم الغيب، والحسابات السياسية الاقليمية المحكومة دوليا.
وبالامس، سجلت خطوة اعتبرها البعض بمنزلة الاولى في المائة ميل (ولا نقول الالف ميل) بسبب نضوج بعض المساعي في محاولة لبنانية لانتخاب رئيس، اي رئيس، حتى ولو تسللا من خلف جدران المصالح الاقليمية المانعة، وتمثلت هذه الخطوة بموافقة العماد ميشال عون على اجراء الانتخاب النيابي الفرعي في قضاء جزين، حيث فاز مرشحه امل ابوزيد على اساس القانون الانتخابي الصادر عن 1960 بعد طول لأي وممانعة.
وربما قائل ان عون لم يعلن تأييده للاقتراع على اساس هذا القانون، وهذا صحيح، لكن الصحيح ايضا انه لم يعترض في الوقت ذاته، انما سمح لعضو كتلته النيابية آلان عون بالقول: اذا كان لابد من الانتخاب فليكن بالقانون الساري المفعول، مادام تعذر تشريع غيره.
وحول هذا القانون، تقول المصادر النيابية لـ «الأنباء»: يلتقي رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وهذا ما يعني بالنسبة للتيار الحر اقتراب المعادلة المطروحة راهنا، وهي موافقة عون على قانون الستين، الضامن لرجاحة كفة المستقبل والقوات نيابيا، وبالتالي حكوميا، تجعله يمسك او يقترب من الامساك بمفتاح بعبدا! وتضيف المصادر لـ «الأنباء» ان عون اعتمد صهره العميد شامل روكز الطيب السمعة كمعتمد من جانبه للتواصل مع الاطراف الاخرى، خصوصا في 14 آذار، وبالاخص في الموضوع الرئاسي، وان الانشغال بالجولة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال لن يحجب الموضوع الرئاسي المزدحم بالاتصالات والمشاورات.
منسق التيار الوطني الحر في جزين مارون قطار قال في قراءة لانتخابات بلدية جزين التي اسفرت عن سقوط رئيس اللائحة العونية خليل حرفوش على بضعة اصوات ان القوات اللبنانية التزمت باللائحة البلدية، لكن تشطيب حرفوش بالذات جاء من عائلة الحلو في المدينة.
وكان حرفوش نام رئيسا لبلدية جزين ومرشحا لرئاسة اتحاد بلديات جزين واستفاق خاسرا بعد اعادة احتساب الاصوات والغاء 23 ورقة مطعون بصحتها، كما استفاق التيار العوني معه على المزيد من التصدع والانقسام، وقد اصبحت المسألة بيد مجلس شورى الدولة.
الجولة الانتخابية البلدية الرابعة والاخيرة ستكون في الشمال، ومحورها طرابلس، حيث التحالف المستجد بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي يواجه التحدي الذي يطرحه وزير العدل اشرف ريفي الخارج من جلباب «المستقبل» والمتمسك بالحالة الحريرية المرتبطة بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ريفي اكد امس ان قرار طرابلس بيد اهلها، وان هذه المدينة لا تشترى ولا تباع، مؤكدا على دعم قرار لائحة طرابلس، وقال: لا احد يستطيع ان يغشنا او يموه علينا او يعطينا تحت ستار التوافق مجلسا بلديا ملغوما بجزء من 8 آذار او من المحور الايراني ـ السوري، ولن تستطيع الاموال التي هي في جزء منها نظيف او غير نظيف لن تستطيع ان تغير قرار المدينة الذي فشل الجبروت العسكري في تغييره.
القيادي في تيار المستقبل د.مصطفى علوش قال ان التفاهم في طرابلس بين الحريري وميقاتي بدأ منذ شهرين، والانتخابات البلدية هي اختيار لهذا التفاهم السياسي، اما الانتخابات النيابية المقبلة فهي حالة مختلفة وحساباتها غير الحسابات البلدية.
وعن «دور» الوزير اشرف ريفي في جمع الاضداد، اي الحريري وميقاتي، قال علوش لاذاعة «صوت لبنان»: لقد جرت محاولات جدية لادخال ريفي في هذا التفاهم لكنه رفض واراد ان يكون له كيان مستقل، او ان يجرب حظه ولمعرفة كم هو قادر على تحريك الشارع.
وعما اذا كان الرئيس الحريري تجاوز مرحلة ترؤس الميقاتي للحكومة بعد استقالة حكومته، قال علوش: هناك مصارحة وربما عتاب حصل وكان لكل طرف اسبابه، وبالتأكيد لا يمكن العيش في الماضي كل الوقت، هناك حاجة للانطلاق الى المستقبل.