- بلديات الشمال: حامية في طرابلس والبترون والقبيات
بيروت ـ عمر حبنجر
اعترف رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بفشل الدولة في لبنان، وأشار بمناسبة دخول الشغور الرئاسي سنته الثالثة الى ان الحكومة الحالية هي الأفشل.
هذا الاعتراف الأول من نوعه رسم صورة للوضع اللبناني المتداعي، في وقت بشر فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن المنطقة ذاهبة إلى الحماوة من الآن وحتى حصول الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر لأن الادارة الاميركية بحاجة الى المزيد من التصعيد في الانتخابات كي تضمن بقاءها في السلطة.
وأضاف سلام: نعم، نحن دولة فاشلة بمقاييس الالتزام بالدستور، واضاف لتلفزيون لبنان يقول: ان ثمة معاناة كبيرة على عاتقه وعاتق رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورأى ان الدستور اللبناني ليس عاجزا وهو من أفضل الدساتير، لكن الشغور الرئاسي اصاب الميثاقية بالصميم، معتبرا ان موضوع انتخاب رئيس الجمهورية مرتبط بالخارج، وانه في ظل ما يحصل اقليميا ودوليا، لا أحد يهتم بلبنان، ويقال ان الأمر وصل إلى حد ترشيح شخصية من فريق سياسي واحد.
ولم تنحل الازمة، وانا أقول: يجب الخروج من هذين المرشحين الى مرشحين آخرين.
وأعاد سلام الى الذاكرة ما حصل عام 1970 عندما ترشح ثلاثة زعماء مسيحيين للرئاسة، ثم توصلوا الى مرشح رابع (الرئيس سليمان فرنجية) كي لا ينهار البلد.
وأكد سلام انه لا يؤسس لمشروع شخصي، لكن بلحظة ما هناك قرار يجب أن يتخذ، وحتى هذه اللحظة اشعر بأن الناس لها ثقة بي، ولن اتخلى عن مسؤوليتي مادامت هناك ثقة.
وبالعودة إلى خطاب نصر الله، فقد كان لافتا رفضه القاطع للقانون الانتخابي الساري المفعول (قانون 1960) واصراره على قانون عصري يعتمد على النسبية اعتمادا «كاملا» من أجل اعادة تكوين السلطة، باعتبار ان القانون النسبي يمكن أن يؤمن تمثيلا أوسع، وهذا يخالف حسابات من يتهمنا بالثنائية الشعبية الالغائية والاقصائية.
ورفض نصر الله اتهام حزب الله بتعطيل الانتخابات الرئاسية.
من جهته، الرئيس سعد الحريري رد على نصر الله في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر» بالقول «لو كان تيار المستقبل يسعى للاستئثار لما وافق ووقع على اقتراح قانون نسبي مختلط مع القوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي في المجلس النيابي».
وأضاف: «سمعنا السيد حسن متمسكا برأي من يمثلون 20 في المائة او اكثر من أي مجموعة، فما رأيه ان يستمع إلى رأي أغلبية اللبنانيين ومن بينهم اكثرية صامتة من الشيعة، قبل ان يورط بلدنا في حروبه الانكشارية من سورية إلى اليمن؟ أم ان الديموقراطية بنظر السيد حسن تقول بالمتاجرة بالنسب في لبنان، وذبح أي نسبة من الشعب السوري لا تنضم الى احادية حليفه الطاغية في دمشق؟».
وختم قائلا: «اخيرا، ما هي برأي السيد حسن نسبة اللبنانيين التي تريد رئيسا للجمهورية؟ وأين إرادتها من تعطيله النصاب منذ سنتين؟ فعلا ان شر البلية ما يضحك!».
مصادر في 14 آذار لفتت لـ «الأنباء» الى ان رفض السيد نصر الله لقانون الستين، يستهدف العماد ميشال عون، الذي وافق على إجراء الانتخاب الفرعي في قضاء جزين لمرشحه أمل أبوزيد على اساس هذا القانون، كما أعطى اشارات عبر نواب كتلته بالموافقة على اعتماد هذا القانون في حال تعذر على مجلس النواب اشتراع بديل له.
وأضافت المصادر، ان قبول عون بهذا القانون مرتبط بتسوية رئاسية توصله الى بعبدا ضمن إطار تفاهمات سياسية، وضمن توقيت قد لا يناسب حزب الله، الذي اشار أمينه العام الى حماوة مرتقبة، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي تقدير المصادر ان موقف نصرالله الرافض لقانون الستين والمطالب بالنسبية يعكس موقفا متحفظا من مبادرة الرئيس نبيه بري ايضا، حيث لاحظت المصادر ما يشبه عملية شد حبال بين الطرفين.
وبالنسبة لوليد جنبلاط حليف الرئيس بري، فقد توقفت المصادر امام انسحاب ممثله، ظافر ناصر، امين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي من الاحتفال الذي تحدث فيه نصرالله عبر الشاشة، في بلدة «النبي شيت»، بعدما رحب عريف الاحتفال بكبار المدعوين الحاضرين او ممثليهم، مستثنيا ممثل وليد جنبلاط.
وعلمت «الأنباء» ان قيادة الحزب اتصلت بجنبلاط موضحة ان ما حصل خطأ غير مقصود، وقد أكد جنبلاط في تغريدة على «تويتر» حصول الخطأ من جانب عريف الاحتفال.
هذا وتحط الانتخابات البلدية والاختيارية بعد غد في مرحلتها الأخيرة بالشمال، وبين طرابلس وتنّورين والقبيات ورحبة تتوزع المعارك.
في طرابلس تتسم المعركة الانتخابية بطابع التحدي، بين ائتلاف الحريري ـ ميقاتي ـ كرامي ومن معهم، وبين اللائحة المدعومة من الوزير اشرف ريفي او التي يرأسها مصباح الأحدب.
وفي اجتماعه مع قيادة تيار المستقبل في طرابلس طلب الرئيس سعد الحريري العمل على المشاركة الكثيفة في انتخابات يوم الاحد، وعدم حصول تشطيب في اللائحة، التي ضمت وللمرة الأولى الجماعة الإسلامية مع جمعية الأحباش الوثيقي الصلة بدمشق.
وفي رد ضمني على الوزير اشرف ريفي قال النائب سمير الجسر، ان الكلام عن المحاصصة في التشكيلة البلدية غير دقيق.
وفي تنورين يستعد تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لخوض المعركة البلدية ضد لائحة الوزير بطرس حرب والعائلات.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت انتخابات تنورين ام المعارك الشمالية، قال حرب: ستكون أم المعارك وأبوها.
أوساط حرب قالت: النتائج هي التي ستتكلم يوم الأحد.
وفي عكار تستعد بلدة «القبيات»، كبرى البلدات المسيحية في هذه المحافظة الشمالية، لخوض معركة قاسية مماثلة لمعركة تنورين، بين النائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل الضاهر من جهة وبين لائحة عونية ـ قواتية من جهة مقابلة، حيث تحاول القوات والتيار العوني إقصاء حبيش والضاهر عن المشهد السياسي في معقل عائلتيهما.