- استمرار السجال بين باسيل وشبطيني وجماعة «التيار» ينصبون علمهم أمام منزلها
بيروت ـ عمر حبنجر
الاشارات على تفاقم الازمة الحكومية اللبنانية الى ازدياد، فبعد تعطل لغة الكلام بين رئيس الحكومة تمام سلام وزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، اندفع التيار في خط تصعيدي آخذا في طريقه تيار المستقبل واللقاء التشاوري وبالذات احد اعضائه الوزيرة أليس شبطيني.
هذا الوضع المتشنج حمل مصادر رئيس الحكومة على القول ان الرئيس سلام تعب من هذه المهزلة وهو في اقرب نقطة من الاستقالة، اعتقادا منه انه قد تحدث صدمة، ربما ادت الى اطلاق العملية السياسية والدستورية، لكن ذلك لن يكون قبل عودته من نيويورك، حيث يعد لبرنامج لقاءات واسع النطاق لشخصيات عربية واجنبية، لكن المصادر تبدو واثقة ـ بحسب تصريحاتها لـ «الأنباء» ـ بأن ايا من الشخصيات التي سيلتقيها سلام في نيويورك لن تشجعه على ركوب مركب الاستقالة التي لن توصله الى اي مكان.
وامام انغلاق أفق رئاسة الجمهورية، تتجه الانظار في لبنان الى خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في 31 الجاري في ذكرى غياب الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، وما قد يحمله من معطيات ايجابية على صعيد جولة الحوار الجديدة في 5 سبتمبر المقبل، والتي تسبق جلسة انتخاب الرئيس في 7 منه، وتليها في 8 من الشهر ذاته جلسة مجلس الوزراء اضافة الى ازمة مطمر برج حمود المتفاعل في المناطق المسيحية.
وذكرت المصادر القريبة من سلام ان الاتصالات الجارية بعيدا عن الاضواء مع فريق العماد عون لم تسفر عن نتائج، علما ان اجتماعات مجلس الوزراء ستستمر مادام بقي نصاب هذه الاجتماعات متوافرا، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة.
والراهن ان التيار يواصل التصعيد بوجهيه السياسي والاعلامي، وقد عاد الوزير جبران باسيل الى وصف معارضي ترئيس عون بالملعونين، واضاف من «فيطرون» اول من امس قائلا: لمن زعل من كلمة ملعونين، «ملعونين انتم وكل من لف لفكم». وقد ردت عليه الوزيرة أليس شبطيني بالقول: الملعون هو من لا يأتي برئيس للجمهورية، وان باسيل يحاول جر لبنان الى التقسيم او الفيدرالية.
وردا على الرد، عمد «وطاويط الليل» ـ كما وصفهم الرئيس السابق ميشال سليمان ـ الى زرع علم التيار الوطني الحر امام مدخل منزل وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني في جبيل، وكتبوا شعارات على نصب ساحة الرئيس ميشال سليمان واضافوا اسم عون بدلا من سليمان.
وعلق الرئيس سليمان على ذلك بالقول عبر تويتر: انها العودة الى الوطاويط الملثمين.
بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: علينا بانتخاب رئيس «ينصف المقاومة ولا يستطيع ان يقول لا».
اما النائب حسن فضل الله عضو كتلة الوفاء للمقاومة فدعا من جهته الى محاورة العماد عون، ورأى ان الازمة القائمة في لبنان الآن ناجمة عن عدم تفاهم تيار المستقبل والعماد عون، ونحن في حزب الله ضد التهميش والتجاوز وسياسة الضغط، وندعو الجميع الى الحوار مع عون.
في المقابل، نصيحة دولية اسدتها منسقة الامم المتحدة لشؤون لبنان سيغريد كاخ للبنانيين بأن يعالجوا مشاكلهم بأنفسهم قبل ان تغرقهم المشاكل الاقليمية، واعتبرت ان الكلمة المفتاح هي «التسوية»، وانها لا ترى جديدا في الازمة الاخيرة جراء الخلاف على عقد جلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي، الا نتيجة التراكم في تآكل المؤسسات. ورأت كاخ في تصريح لها امس انه مازال من الممكن فصل الحلول في لبنان عن ازمة المنطقة، مشددة على الارادة السياسية اللبنانية للوصول الى ذلك.
وقالت كاخ انه تقرر تأجيل اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في نيويورك في وقت لاحق هذه السنة نتيجة تزاحم الاولويات خلال انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة.