- التيار الحر: الخارج الوصي يرسم لنا خطين أحمرين.. الأمن والمال
بيروت ـ عمر حبنجر
زحمة استحقاقات لبنانية ملحة هذا الاسبوع، من الجلسة المحتملة لمجلس الوزراء، الى الجلسة النيابية الخامسة والأربعين لانتخاب رئيس للجمهورية، الى تمديد ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، وصولا الى البرنامج التصعيدي الشارعي، للتيار الوطني الحر.
يضاف الى كل ذلك، الكلام الايراني عن دول محور المقاومة، الذي تحدث به رئيس أركان الجيش الايراني اللواء محمد باقري، عن توظيف بلاده لقدراتها العسكرية التي اكتسبتها في حرب الخليج الأولى، في خمس دول عربية، وصفها بدول محور المقاومة، في العراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين.
ويتزامن هذا القول مع إعلان مدير المخابرات الأميركية السابق مايكل هايدن، أن هناك دولتين ستختفيان من الشرق الأوسط قريبا، على ضوء اتفاقية «سايكس- بيكو»، التي ترسم الحدود الحالية لدول المنطقة.
وبحسب هايدن، فإنه لم يعد من وجوب للعراق وسورية ولبنان، وان كل هذا يصبح تحت مسميات أخرى، فهناك دولة إسلامية، والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة، بدل ما كان يعرف سابقا، سورية والعراق!
ووسط هذا الصخب المصيري، يستمر انشغال القيادات اللبنانية بالرئيس القوي والقائد المستحق، وبالجلسات التشريعية أولا أم الانتخابية، وصولا الى الخلافات الخفية حول اقتسام جبنة النفايات المالئة للشوارع.
بما اعتبره البطريرك الماروني بشارة الراعي عيباً على كل زعيم أو مسؤول.
ومع تأكد التمديد للعماد قهوجي سنة إضافية أخيرة، تبدت أنه لا انتخاب للرئيس في الجلسة الخامسة والأربعين، تبعا لاستحالة الاستجابة لشروط حزب الله، خصوصا المتعلق منها بمرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، الذي يرفض الحزب ان يكون غير عون بالذات.
وانصراف التيار الوطني الى تحضير خطواته الهادفة للنزول الى الشارع، بعدما اقفلت في وجهه السبل الأخرى للوصول الى قصر بعبدا.
وواضح أن العماد ميشال عون لم يقطع الأمل من التفاهم الرئاسي مع رئيس تيار المستقبل، حيث تبين أن نادر الحريري هو من التقى الوزير جبران باسيل في باريس، لا سعد الحريري، وانه أبلغه اصرار الحريري على ترشيح عمه العماد عون، وانه يعمل الآن على الإخراج المناسب، في ضوء اعتراضات بعض نواب كتلته.
وتقول صحيفة الجمهورية ان باسيل عاود الاتصال بنادر الحريري من نيويورك مستوضحا حقيقة رفض الرافضين فجاءه الجواب: هذا من عدة الشغل ولتأمين الإخراج الملائم!
وفي معلومات «الأنباء» ان العماد عون يتفهم تريث الحريري في حسم موقفه من رئاسته للجمهورية، بانتظار أن تتبلور صورة علاقات الحريري الإقليمية، في ضوء استمرار الوساطات مع الجهات المعنية.
وعلى هذا فإن الأوساط المتابعة تؤكد لـ «الأنباء» أن التصعيد الذي يلوح به التيار الحر، مؤجل الى ما بعد ذكرى إخراج عون من القصر الجمهوري في 13 أكتوبر 1990، وليس الى 28 أو 29 سبتمبر الجاري، إلا في حال أصر رئيس الحكومة تمام سلام على عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع رغم مقاطعة وزراء التكتل العوني الأمر الذي يشكل تحديا، لا يمكن للعماد عون تقبله أو السكوت عنه.
ويذكر أن وزراء التكتل قاطعوا جلسات مجلس الوزراء، حتى لا تطرح مسألة تعيين قائد للجيش، تبدو متعذرة في هذا الوقت، ما يسمح لوزير الدفاع سمير مقبل إصدار قرار بتأجيل تسريح العماد جان قهوجي المنتهية خدمته العسكرية.
لكن الرئيس نبيه بري وحزب الله ووليد جنبلاط، الذين يدركون غاية عون من ذلك، وهي محاولة إبعاد قهوجي عن موقع قيادة الجيش، التي هي عمليا بوابته الواسعة الى رئاسة الجمهورية، مازالوا يحاولون إقناع الرئيس سلام بأن التمديد للعماد قهوجي في قيادة الجيش، بما هو مطلب شبه إجماعي، يمكن الوصول اليه من خلال فتوى قانونية أشار اليها الوزير المعني سمير مقبل، ما يسقط ضرورة مرور هذا القرار في مجلس الوزراء تقاطعه مكونات سياسية أساسية.
وكان مقبل أعلن أنه سيقترح ثلاثة أسماء لقيادة الجيش، في حال انعقاد مجلس الوزراء، في 29 من هذا الشهر، وسيوقع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي قبل انتصاف ليل 29 سبتمبر، اذا لم تتفق القوى السياسية على اختيار ضابط من الثلاثة ليكون قائدا للجيش، ما يبرر الاستغناء عن جلسة مجلس الوزراء.
وبعد زيارته متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة أكد مقبل أن الأمن في لبنان مضبوط مائة بالمائة، والمؤسسة العسكرية جاهزة وحاضرة.
وفي الغضون، قناة «أو.تي.في» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر قالت: أمس عاد تمام سلام من نيويورك، وغدا أو بعده، سيحاول بعث الروح في حكومته المحتضرة، بعدها يحل أربعاء 28 سبتمبر، موعد اللاجلسة للارئيس، في اللاجمهورية واللادولة.
وفي اليوم التالي، يكون على وزير الدفاع سمير مقبل، بتهريبته الاخيرة وزارياً، تأجيل تسريح قائد الجيش ومعالجة قضية رئيس الأركان المنتهية خدمته، استثنائيا.
وأضافت: بعدها يطل أكتوبر الخريف ومعه تثور العواصف.
وقالت: ميشال عون سيدرس خياراته الميثاقية والوطنية، ونبيه بري يدرس إمكاناته التشريعية، بمن حضر، وسعد الحريري يدقق في قدرات عودته وقراره واستقراره واستقلاله، فيما الخارج الوصي على لبنان يرسم لنا خطين أحمرين: الأمن والمال.