- فرنجية: لو سمى الحريري عون لحصد ما جناه الجميل من ترئيسه الحكومة عام 88
- البطريرك يفرح بالرئاسة لعون مصادر لـ«الأنباء»: التمديد لقهوجي اليوم لا يمنع انتخابه رئيساً
بيروت - عمر حبنجر
في الوقت الذي كان رهان الرئاسيين على تعيين رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدا قريبا لجلسة الانتخابات الرئاسية السادسة والأربعين أمس، كانت المفاجأة، دفش الموعد الى 31 أكتوبر، أي بزيادة أسبوع على فترات التأجيل السابقة، التي كانت بحدود الشهر.
وعكس هذا الإجراء تعذر التفاهم على شخص رئيس الجمهورية بقدر ما يعكس رغبة من يقفون وراء التعنت والعناد، بإطالة عمر الشغور الرئاسي، وهو ما يؤكد تلازم الرئاسة اللبنانية مع الأزمة الإقليمية المستعرة.
وفيما رد بري التأجيل الى عدم التفاهم على السلة المتكاملة التي توزع الرئاسات والمواقع الوزارية ما بعد انتخاب الرئيس، تميل الأوساط النيابية الى الاعتقاد بأن التأجيل يخدم الأجندات الإقليمية، وهذا ما فهم من قول النائب جورج عدوان نائب رئيس القوات اللبنانية، أن حزب الله يستطيع الضغط على 8 آذار لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، لكنه لم يفعل، وثمن عدوان حراك الرئيس الحريري، وقال إن انتظار الحلول من الخارج غير وارد.
وغاب الرئيس سعد الحريري عن مجلس النواب، فيما حضر أعضاء كتلته مع 51 نائبا، حيث كان مجتمعا بالرئيس نبيه بري في عين التينة، ثم انتقل الى بيت الكتائب المركزي، حيث التقى رئيس الحزب سامي الجميل في إطار جولاته التشاورية.
وتقول مصادر نيابية لـ«الأنباء» إن كل المحاولات التي جرت مع العماد ميشال عون للقبول بمرشح ثالث، باءت بالفشل، وأصر العماد عون على برنامجه التصعيدي في الشارع.
وكان يفترض ظهور العماد عون في لقاء مع القناة البرتقالية الناطقة بلسان تياره، لكن سرعان ما صرف النظر مفسحا المجال للمزيد من الاتصالات، خلال الفترة الفاصلة عن الموعد الانتخابي الجديد.
وردا على سؤال قال سليمان فرنجية: لو اتفق سعد الحريري مع العماد عون وسماه للرئاسة، لحصد نفس النتيجة التي حصدها الرئيس أمين الجميل حينما سمى عون رئيسا للحكومة العسكرية عام 1988.
وأكد النائب اصطفان الدويهي (المردة) دعم ترشيح فرنجية، ومواجهة أي محاولة لتغيير الصبغة اللبنانية، داعيا الى تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشرعية.
وهكذا مجلس النواب اللبناني من جلسة الى أخرى والنتيجة واحدة، لا نصاب، وبالتالي لا انتخاب، والنواب السكارى بالفراغ توقفوا عن عد الجلسات، دون ان يفقدوا الأمل، بعودة الوعي الى من افتقدوه على طريق المصالح.
ويبقى التعويل على الجلسة السادسة والأربعين المرتقبة نهاية أكتوبر المقبل.
وتقول المصادر المتابعة لـ«الأنباء» إن مختلف القوى تركت الموعد في عهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بما فيها حزب الله، الذي تقول مصادر التيار الوطني الحر، إن العماد ميشال عون لا يثق الا به، وان التواصل يومي بينهما، حيث يتفهم الحزب ردات فعله ومبررات تحركه، من دون الالتزام بمشاركته هذا التحرك، وقد تبلغ منه قراره بالتظاهر والاعتصام والعصيان، ولم تستبعد مصادر التيار عقد لقاء بينه وبين الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله خلال الفترة الممتدة حتى 13 أكتوبر المقبل.
ويبدو ان معلومات «الأنباء» حول طرح الرئيس سعد الحريري اسم العماد جان قهوجي على رئيس المردة سليمان فرنجية كمرشح توافقي بديل وتناولته وسائل الاعلام اللبنانية وفي طليعتها تلفزيون «المستقبل»، اربك البعض الى حد قول وزير التربية الياس بوصعب، عضو الكتلة العونية: «مش نايمين على حرير». واضاف بوصعب لجريدة «الجمهورية»: يجب ان نرى ما اذا كان بالامكان الاتفاق مع الآخرين على مرشح جديد، فالرئيس الحريري لم يصل الى حد تسمية المرشح الجديد، لكننا نرى ان العماد عون يبقى الاكبر حظا، لكننا لا نعتبر ان الامور انتهت.
ولوحظ ان كتلة المستقبل لم تأت على ذكر ان مبادرة دعم ترشيح فرنجية مازالت قائمة كعادتها، ويقول النائب احمد فتفت عضو كتلة المستقبل ردا على سؤال: لا وعود اطلقت لعون بدعم ترشيحه، وان الحريري شرح لفرنجية واقع الامور، مؤكدا له ان همنا التعاون للوصول الى حل للمعضلة الرئاسية.
وتقول «الحياة» ان الرئيس الحريري تمنى على النواب اعضاء كتلته التكتم التام على ما دار في اجتماع الكتلة، واكتفائهم بطرح الثوابت.
على صعيد تيار المردة، يقول الوزير السابق يوسف سعادة النائب فرنجية لم يتبلغ من الرئيس الحريري خلال لقائهما في بنشعي سحب مبادرته الداعمة له لكنه نقل لنا عزمه على القيام بحركة لتحريك الملف الرئاسي، وان الخيارات مفتوحة من دون ان يكون توصل الى قرار معين، ونحن ابلغناه ان فرنجية مستمر في ترشيحه.
الا ان وزير المردة روني عريجي، كان اكثر صراحة وهو الذي كان حاضرا في اجتماع بنشعي حينما قال للمؤسسة اللبنانية للارسال «ال بي سي» حيث نقل عن النائب فرنجية قوله للحريري: اذا اتفقت كل المكونات اللبنانية على اي مرشح، اكان العماد عون او سواه اتخلى عن ترشيحي لمصلحته. واضاف عريجي: مع احترامي للرئيس الحريري وشخصه وتياره، الا انه لا يمثل كل المكونات اللبنانية، بل هناك احزاب وقيادات مسيحية، وهناك زعامات كالرئيس نبيه بري، والنائب وليد جنبلاط.
لكن المفارقة كانت ترحيب بكركي العلني بترشيح العماد عون، لانه يحظى بتأييد الغالبية المسيحية بعد تأييد القوات له، والبطريرك الراعي يفرح لانتخابه، وقد رددها مرارا وتكرارا كما اكد المطران بولس صياح.
اما النائب وليد جنبلاط فقد ابلغ الرئيس سعد الحريري هاتفيا بانه لن يمضي معه في خياره الرئاسي، اذا كان اتجاهه نحو العماد عون وقالت مصادر انه ذهب مختارا وعاد محتارا.
وكان موفد جنبلاط الى الرياض الوزير وائل ابوفاعور عاد باجواء سعودية لا تنم عن التدخل بالرئاسة اللبنانية، ما فهم منه جنبلاط، ان اي تحرك داعم لعون هو خيار صاحبه.
جنبلاط غرد على تويتر قائلا: «يا لطيف اجعل البلاء خفيف».
وتقول مصادر دبلوماسية في بيروت ان رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) اوفد اعضاء لجنة الصداقة اللبنانية - الفرنسية الى بيروت لتعزيز فرص العماد عون بالتفاهم مع جهات لبنانية معينة.
على الصعيد الحكومي مجلس الوزراء ايضا مصاب بعدوى التعطيل، فالحكومة لن تجتمع بسبب مقاطعة وزراء عون، وتمنى حزب الله تأجيل الجلسة الى الاسبوع المقبل، ما يسمح لوزير الدفاع سمير مقبل بالتمديد لقائد الجيش جان قهوجي ولرئيس الاركان من دون خضات لليوم الخميس.
وردا على سؤال لـ«الأنباء» قال نائب دستوري: التمديد للعماد قهوجي اليوم، لا يمنع انتخابه رئيسا غدا، وهناك سابقات تقدم على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات.