- مصادر لـ«الأنباء»: بري أبلغ الحريري رفضه الرئاسة لعون
- جعجع المتفائل يرى ضرورة التمديد لحاكم مصرف لبنان
بيروت - عمر حبنجر
استكمل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مشاوراته الرئاسية مع القيادات السياسية المحلية بلقائه الرئيس تمام سلام في السراي الحكومي ظهر امس السبت، ويفترض ان يغادر للتشاور مع القوى الخارجية ذات الصلة بأزمة الرئاسة اللبنانية، وفي المقدمة موسكو، التي حددت له يوم الثلاثاء، موعدا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين. وضمن برنامج جولة الحريري زيارة الرياض وانقرة.
وكالعادة، جرى ابلاغ الاعلاميين في السراي ان الحريري لن يدلي بتصريحات، قبل استكمال مشاواته في الداخل والخارج.
وكان الحريري التقى في معراب حليفه القديم سمير جعجع على فكرة اعتماد الخصم السابق المشترك لكليهما، العماد ميشال عون، رئيسا للجمهورية، بعدما كان ترشيح الحريري لسليمان فرنجية، باعد بينهما.
وفي الرابية، كان اللقاء مريحا، ولكن ليس الى درجة حسم الخيارات الرئاسية، بالنسبة لسعد الحريري الذي يواجه قاعدة حزبية غير متقبلة لمرشح حزب الله الرئاسي.
وفي السياق، قناة المستقبل اكدت على عناد الرئيس سعد الحريري في الحفر بجدار تعطيل الرئاسة وحملت حزب الله مسؤولية الفراغ، ومن ورائه ايران، لكن هذا الجدار سينهار قريبا، او على الاقل سيتأكد اللبنانيون من الذي يزيده صلابة ويواظب على مراكمة الحجارة فوقه.
بدورها «القناة العونية» رأت المخاض على لياليه، فالتفاؤل واضح، لكن الحذر واجب اكثر ازاء المطامح والمطامع، لان المعلومات المتوافرة تشير الى ان لقاء الحريري - بري في عين التينة لم يكن موفقا، رغم مسارعة الرئيس نبيه بري الى اصدار بيان عبر مكتبه يقول فيه انه لا مشكلة لديه مع العماد عون، وان طروحاته تعكس تمسكه بجدول اعمال الحوار المعلق، وانها لا تستهدف ايا من المرشحين بعينه، لكنها بنظره الممر الالزامي لاستقرار الوضع السياسي عبر الحل المتكامل بدءا بانتخاب رئيس الجمهورية.
لكن العونيين موقنون بأن الرئيس بري هو العائق بوجه وصول العماد عون الى بعبدا، في البداية كان القول: ليتفق المسيحيون على عون فيصبح رئيسا، ثم قالوا اذا وافق الحريري على عون يصبح رئيسا، ثم قالوا مع العماد عون لا لزوم للسلة المتكاملة، وفق ما نسب الى السيد حسن نصر الله لكن السلة باتت اليوم العقدة بوجه وصول عون الى بعبدا.
وتقول مصادر لـ«الأنباء» ان الرئيس بري ابلغ الرئيس سعد الحريري رفضه المطلق وصول عون الى سدة الرئاسة، مبديا خشيته وحذره، وهذا ما ابلغه الى النائب وليد جنبلاط ايضا.
بيد ان رفض بري هذا ترى فيه الاوساط القريبة من التيار الحر، رفضا من حزب الله، بمعزل عن مواقف الحزب العلنية الداعمة لترشيحه، علما أن الرئيس بري ينفي ما يقال عن رفضه عون، وقال علي حمدان المستشار الإعلامي للرئيس بري ان لقاء الرئيسين بري والحريري شكل فرصة لإظهار ما هو متمسك به الرئيس بري وهو جدول أعمال الحوار الوطني.
وفي المحصلة النهائية لجولة الاستشارات الحريرية المحلية، لم يظهر ما يؤمل بانتخاب رئيس في المدى المنظور، وكل ما ظهر أن الحريري، وبعدما تلقى اتهامات بالتعطيل، تمكن بحركته الحالية والمستمرة من رمي كرة تعطيل الانتخابات الرئاسية لدى بري وحليفه حزب الله.
وتضيف المصادر الى ذلك، أن الحريري واجه في جولته المحلية، مطالب شبه مستحيلة من كل طرف، يريد فرضها على الطرف الآخر، وحده رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع قال بعد لقائه الحريري: انا متفائل أكثر من المراحل السابقة لكن لا استطيع القول ان كل شيء انتهى، على الأقل بتنا في بداية طريق. لكن ليس مع كل انتخابات رئاسية، يأتي من يضع كرة حديدية في رجل الرئيس وذلك يحمله سلة بكتفه، والرئيس بري لم يكن ليأخذ هذا الموقف المتطلب لولا انه كان بـ«التشافر» والتشاور مع حزب الله، الذي لا يريد رئيسا، ولا يريد عون رئيسا بالتحديد جعجع ابلغ الصحافيين انه بعد التمديد لقائد الجيش لا يرى ضرورة لتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان المركزي نظرا لكفاءة الحاكم رياض سلامة.
وزير المال علي حسن خليل، المعاون السياسي للرئيس نبيه بري قال من جهته إن البعض يحاول القاء التهم علينا بإعاقة انتخاب رئيس الجمهورية وكأن الأمر معلق على لقاءات شخصيات سياسية، وشدد خليل على أن المسألة أكبر من هذا بكثير، مؤكدا ان لا مواقف شخصية لدينا تجاه اي من المرشحين، بل ممارسة لقناعات تنطلق من كوننا بحاجة إلى تفاهمات للوصول الى رئيس للجمهورية.