- توقع موقف حزب الله بخطاب لنصرالله اليوم
- وريفي يرى في انتخاب عون انتصاراً للمشروع الإيراني
بيروت ـ عمر حبنجر
السؤال في بيروت اليوم، هل تنعقد الجلسة السادسة والأربعون لانتخاب رئيس الجمهورية في 31 أكتوبر بموعدها؟ دستوريا نصاب الجلسة مؤمن، وفوز العماد ميشال عون محسوم، أما سياسيا، فالمنطق، يبقى خارج الصدارة في المحافل اللبنانية، والمفاجآت محتملة في اي وقت، وثمة سوابق مشهودة، تبرر للعماد عون وتياره الحر، الحذر والتحوط، من التحولات المفاجئة وغير المحسوبة، خصوصا عندما تكون كلمة السر الإقليمية أو الدولية ملتبسة أو تحتمل التأويل.
المعطيــات الخارجيــة والداخلية توجب هذا الحذر وأبرزها موقف وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي نادرا ما يعلق على الشأن اللبناني، حيث قال بحضور وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح: نحن نأمل ان يحدث تطور في لبنان لكنني لست واثقا من نتيجة دعم الحريري، لا أدري.
هذا الكلام ضاعف من غموض الصورة، ما استدعى توضيحا من وزارة الخارجية الاميركية وفيه ان ما قصده الوزير كيري هو ان يسمع صوت الشعب اللبناني. وقال جون كيري الناطق بلسان الخارجية الاميركية، ردا على سؤال حول دعم الولايات المتحدة لعون نحن ندعم الشعب اللبناني بانتخابه رئيسا له، وان يكون لهذا الشعب صوت بانتخاب رئيسه.
وحول الدعم الذي يتلقاه عون من حزب الله المصنف ارهابيا من قبل اميركا، قال كيري، بالفعل هو منظمة ارهابية لكن الشعب اللبناني هو من سيختار رئيسه.
وقال: لا يمكن التنبؤ بموعد الانتخابات.وفي باريس، قالت مصادر فرنسية انها لن تتدخل لكن الرئيس فرانسوا هولاند قد يزور بيروت لتهنئته الرئيس المنتخب.
أما في الداخل فيواجه ترشيح الحريري لعون، حركة اعتراضية متنامية، بدءا من تيار المستقبل وانتهاء برئيس مجلس النواب نبيه بري، مرورا بحزب الكتائب وتيار المردة المتمسك بترشيح رئيسه سليمان فرنجية، والنواب المستقلين، ما يفسر غياب الاجماع الوطني الذي يحتاجه رئيس الجمهورية عادة.وكان الرئيس بري الذي غادر أمس إلى جنيف في زيارة تستغرق اسبوعا، سجل اعتراضه على ترشيح عون وابلغ رفضه التصويت له الى العماد عون شخصيا، عندما زاره الأخير في عين التينة.
وقال بري لعون: بوسعي تطيير نصاب جلسة الانتخاب بالذريعة نفسها التي استخدمتوها لتطيير النصاب على مدى 45 جلسة لكن لن ادخل في هذه اللعبة وسأشارك في الجلسة، والحل كان ممكنا في طاولة الحوار حيث كان ممكنا ان تأتي بإجماع وطني، لكن صهرك الوزير جبران باسيل طير جلسات الحكومة بحجة التمديد للعسكر ثم طير الحوار ثم عاد من بعدها إلى الحكومة. وكل ما قام به صعب الحل.
بدورها أوساط الرئيس نبيه بري تحدثت عن معارضة تتوسع يوما بعد آخر في وجه ترشيح عون، وتساءلت قناة «ان.بي.ان» الناطقة باسمه عما إذا كانت جلسة الانتخاب في 31 الجاري ستشهد مفاجأة ما؟ وقالت ان الكتل النيابية منصرفة الآن الى احتساب الاصوات في حال المنافسة الديموقراطية، مع استمرار ترشيح النائب سليمان فرنجية، وقد لاحظت اطمئنانا في الشكل عن التيار الوطني الحر، بعد تبني الحريري ترشيح عون.
أما في المضمون فثمة اسئلة تطرح «هل حسمت الرئاسة للعماد عون؟».من جهته، تيار المستقبل يترقب رد فعل حزب الله، وهو الذي لطالما نادى بعون كمرشح اوحد.
وتقول قناة المستقبل: عشرة ايام ويظهر بعدها خيط التعطيل الاسود من خيط التضحيات الابيض، الذي حاكه سعد الحريري بصبر وتحمل لاحقا بالمعطلين الى باب الدار.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان نواب المستقبل الذين قرروا عدم انتخاب عون، وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة الذي نابه من التيار العوني الكثير يوم كان رئيسا للحكومة، اتفقوا مع النواب المستقلين على تشكيل تجمع باسم «الكتلة البيضاء» نسبة الى اعتزامهم بدل التصويت لصالح عون وضع ورقة بيضاء، تجنبا لانتخاب مرشح آخر.
وفي غضون ذلك، حزب الله مازال على صمته، وقد تجنب وزيره حسين الحاج حسن الرد على اسئلة الصحافيين حول ما إذا كان نواب الحزب سيشاركون في جلسة 31 اكتوبر، ام يتابعون المقاطعة رغم تبني الحريري لترشيح عون؟ ومن الواضح ان قيادات الحزب ابتعدت في أحاديثها عن هذا الموضوع، ترقبا لما سيقوله الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله اليوم، في حفل تأبين القيادي في الحزب حاتم حمادة المعروف باسم «الحاج علاء».
لكن المنابر الاعلامية للحزب تبدو مرتاحة للتطور الحريري ـ العوني، المشحون بأمل الاتفاق مع حركة امل، على ما قال النائب الان عون.
وتقول «المنار»: ان التفاؤل بإنجاز الاستحقاق الرئاسي فرض اعلى درجات الحكمة والاتقان السياسي في تدوير الزوايا وتعبيد الطريق امام اتفاق شامل يحبط الملوحين بالويل والثبور وعظائم الامور، «ممن وزروا صدفة ذات يوم» وتقصد وزير العدل المستقيل اشرف ريفي، الذي يقود الحملة السياسية ضد انتخاب عون، ويرى في انتخابه انتصارا للمشروع الايراني في لبنان.
«المنار» تناولت «الموظف» في وزارة الخارجية الاميركية، غير الواثق بنفسه وبإدارته والضائــع في جنبـــات ديبلوماسيته والمقصود الوزير كيري لقوله انه غير متأكد من نتيجة دعم الحريري لعون.
النائب وليد جنبلاط ترأس اجتماعا تشاوريا للقاء النيابي الديموقراطي لاتخاذ موقف من التطورات الرئاسية المستجدة، علما ان اللقاء الذي اجتمع في المختارة مازال يرشح احد اعضائه النائب هنري حلو للرئاسة، ولم يتخذ اللقاء اي موقف بانتظار المزيد من التشاور.
وكان وفد من اللقاء ضم تيمور جنبلاط والوزراء اكرم شهيب ووائل ابوفاعور وغازي العريضي زار النائب طلال ارسلان، الذي رفض انعكاس اي خلاف سياسي على علاقة الدروز فيما بينهم، وأشار الى وجود خطوط حمراء في كافة المناطق.
لكن النائب احمد فتفت لا يرى ان دعم الحريري للعماد عون يعني ان رئاسة الجمهورية باتت مضمونة له، فهناك مطبات كثيرة في الطريق.
بدوره، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي تحرك على خط الرابية ـ بيت الوسط، اكد على ضرورة تكليف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة وتشكيلها بسرعة. وأعلن من بيت الوسط بعد لقاء الحريري ان 14 آذار باقية، ولا ادري ما اذا هناك 8 آذار بعد.
وأكد مشاركة القوات في الحكومة المقبلة مستبعدا تسليم زوجته ستريدا مقعدا وزاريا كونها نائبا و«القوات» لا «توزر» نوابها.
دينامية سياسية جديدة وتفكك ٨ و١٤ آذار
الاصطفاف السياسي الجديد الذي أنتجه قرار الحريري بتأييد عون سيشكل على الأرجح الضربة القاضية لظاهرة ٨ و١٤ آذار التي كانت تترنح خلال الأشهر الماضية على حافة التحولات الداخلية، ما يعني أن شكل الموالاة والمعارضة سيتغير في المرحلة المقبلة، وأن قواعد اللعبة في مجلس الوزراء ستتبدل بدءا من الثلث الضامن «المبتكر» الذي ستحل مكانه الضمانات المتبادلة.
وإذا كان طبيعيا أن يؤدي ترشيح الحريري د.سليمان فرنجية ثم لعون، وترشيح سمير جعجع للجنرال، الى تصدع فريق ١٤ آذار وفلسفة وجوده، فإن المفارقة أن عوارض «الشيخوخة السياسية» تسربت أيضا الى قوى ٨ آذار برغم أن المعركة الرئاسية حصرت بين اثنين من رموزها، وهو أمر كان يفترض به مبدئيا أن يجدد شبابها.
لقد أطاح الملف الرئاسي إلى حد بعيد بفريقي ٨ و١٤ آذار وتغيرت التحالفات خصوصا بعد التفاهم الذي تم بين عون وجعجع وأخيرا تفاهم التيار الوطني الحر مع تيار المستقبل بالتزامن مع تدهور العلاقة إلى حد غير مسبوق بين عون وبري:
ورجح وزير الداخلية السابق زياد بارود استمرار التباينات داخل الفريق الواحد معتبرا أنه من المبكر الحديث عن شكل التحالفات الجديدة.
وتدخل البلاد، بحسب بارود، في «دينامية سياسية جديدة» مع انتخاب رئيس للبلاد، على أن يكون هناك من يقف إلى جانب العهد الجديد ورئيسه ويحالفه، ومن يصطف في محور المعارضة، لافتا إلى أنه مع إعلان الحريري دعم عون رئاسة البلاد «تم خلط الأوراق والتمهيد للدخول في عهد جديد، وهو لا شك ما سيخلق جوا سياسيا مختلفا باعتبار أن انتخاب رئيس للبلاد سيحتم تشكيل حكومة جديدة وإعطاء أجوبة واضحة بخصوص قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية كما سيحرك الجمود ويضع حدا للمراوحة القائمة منذ أكثر من عامين ونصف».