- مصادر لـ «الأنباء»: العناد المتبادل يصعِّب التشكيل
بيروت ـ عمر حبنجر
وصف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تيار المستقبل بتيار لبنان أولا، وتيار الدولة القوية التي لا تتقدم على سلطتها سلطة ولا يشاركها في سلاحها أي سلاح، تيار هوية لبنان العربية التي لا منافس لها في هوية البلد.
وغاب الملف الحكومي عن خطاب الحريري في افتتاحه المؤتمر الثاني لتيار المستقبل، وتجاهل هتافات تذكيرية بالموضوع الذي يشغل اللبنانيين، وقال إن تيار المستقبل أمانة أودعنا إياها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد نجحنا في تجنيب لبنان الانزلاق نحو المخاطر، وقررنا القيام بتسوية سياسية لم يكن لها من هدف سوى العبور بلبنان الى منطقة آمنة تحت مظلة الوفاق الوطني.
وهذا النجاح هو رصيد تيار المستقبل اليوم.
وتوجه الى المشاركين بالمؤتمر وعددهم 2300 منتظم في التيار، بالقول: أنتم شكلتم خط الدفاع الأول عن التيار الذي صمد بفضل إخلاصكم في وجه العواصف الخارجية ومحاولات التجني، وسيبقى التيار رقما صعبا في المعادلة السياسية مهما حاولوا ضده.
وختم مؤكدا لـ«المؤتمرين» أنه سيكون على مسافة واحدة من الجميع، ودعا الى تصعيد الصبايا والشبان الى المراكز القيادية بالتيار.
وحضر الى جانب أعضاء التيار ممثلون عن 15 حزبا لبنانيا وعربيا، وحتى الحزب الشيوعي الصيني الى جانب الوزراء والنواب والبعثات الديبلوماسية.
وسيتابع المؤتمر اعماله اليوم لينتخب 18 عضوا لمكتبه السياسي من بين 90 مرشحا، وليجدد انتخاب سعد الحريري رئيسا بالتزكية.
لكن، وخارج قاعة بيال حيث انعقد مؤتمر المستقبل لم تهدأ الاتصالات حول مآل التشكيلة الحكومية.
ولاحظت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان مستوى العناد المتبادل يصعب الحلول، وربما يطيح بها، وبالتالي قد يعيدها الى نقطة الصفر، خصوصا اذا أضفنا اليها العوامل الاقليمية التي عادت تذر قرنها في لعبة تشكيل الحكومة اللبنانية، أكان من اجل ضبط ايقاع العهد الجديد على نوتتها السياسية، او من جل تسديد حسابات رئاسية قديمة من خلال الحكومة الحريرية.
بالمقابل نجد اصرارا من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على اصدار التشكيلة الحكومية قبل نهاية هذا الشهر.
اوساط التيار الوطني الحر، اشارت الى ان ثمة من يشن حملة دس ضد العهد، ومن دون اذن ولا دستور، على ما قالت القناة «البرتقالية» وذلك منذ لحظة انتخابه وباتت فجأة بعض الحقوق قضايا وطنية، واولويات مصيرية يراد حسمها فورا، ولو في غياب اي سلطة تنفيذية، تملك صلاحيات المعالجة والبت والحسم في اشارة ضمنية الى الاضرابات والاعتصامات التي تنفذها نقابات النقل العام او مياومو كهرباء لبنان بدعم من جهات سياسية معروفة بمعارضتها للعهد وصاحب العهد، وترجمتها لهذه والمعرقلة بوضعها العصي في عجلات عربة تشكيل الحكومة.
وتحدثت القناة عن تلفيقات من نوع التهديدات المزورة والهدف منها منع العهد من الانطلاق، ومن بناء الدولة من اجل كل الشعب وكل المافيات، وقد اكتفت بعبدا بالرد على ذلك بالقول «يا جبل ما يهزك ريح.. ولم يسبق لغيمة ان اطفأت شمسا، ولا لضباب ان ازاح جبلا».
بدوره، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع قال امام وفود طلابية امس: لقد حققنا انتصارا تمثل باجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا ما ازعج البعض صراحة، لدرجة ان احد نواب حزب البعث وجه تهديدا مباشرا للرئيس عون، واضاف: ان كل من يحاول بناء دولة فعلية في لبنان سيواجهونه، وهذا يجب ان يدفعنا الى التمسك ببعضنا البعض.
وقال جعجع: لسنا في نظام «لوياجيرغا» الافغاني ليتمثل الجميع بالحكومة، مؤكدا على العلاقة الودية مع الرئيس بري.
وعلى مستوى النزاع على الحقائب، مازالت الحقيبة الوزارية لتيارالمردة هي العقدة، فالتيار الوطني الحر يرفض التنازل عن وزارة التربية للمردة، في حين لم يعلن النائب سليمان فرنجية قبوله بها، وقد خيره الرئيس الحريري بين وزارتي الثقافة والاقتصاد فقط، فيما يصر المردة على وزارة خدماتية اساسية، ويصرّ معهم رئيس مجلس النواب نبيه بري على ما يريدون، والا فانه لن يشارك في الحكومة.
وفد «المردة» الذي التقى الحريري بناء لطلبه، ابلغه تمسك المردة بوزارة من ثلاث: الاتصالات او الطاقة او الاشغال.
اما النائب طلال ارسلان، المتطلع الى المشاركة في الحكومة، فقد غرد امس عبر تويتر قائلا: نشعر الآن باننا نتعرض لتآمر كبير مع الاسف، والايام المقبلة ستظهر الحقائق، وسنسمي الامور باسمائها عندما تنجلي الصورة.
مجلس الاعلام في حزب الكتائب لاحظ ان هناك من يحاول اظهار الحزب وكأنه يقول مالا يفعل ويفعل ما لا يقول، في حين ان مواقف الحزب ثابتة، خصوصا على صعيد تحالفاته السياسية.
المجلس العدلي أرجأ قضيتي اغتيال بشير الجميل والإمام الصدر
أرجأ المجلس العدلي النظر في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميل إلى يوم الجمعة 3 مارس 2017، وذلك بعد أن التأم أمس بحضور زوجة الجميل ونجله نديم ووكيلهما.
وطلب المجلس العدلي تسطير قرار مهل بحق حبيب الشرتوني كونه فارا من وجه العدالة ودعا المتهم الى تسليم نفسه.
كما أرجأ المجلس العدلي النظر بقضية الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الى يوم الجمعة في 31 - 3- 2017.